تفصيل

  • الصفحات : 716 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2021،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-126-5.

تعد بغداد جوهرة المدن العربية الإسلامية وعروس البلدان ، لما تتمتع به من موقع جغرافي ومناظر جميلة ، ومكانة مرموقة في تاريخ الحضارات الإنسانية فهي بحق رائعة من روائع المدن العربية لما فيها من الأسواق والحرف والصناع والعادات والتقاليد الأصيلة والسمعة الطيبة بفضل كرم أهلها ، وجمال مساجدها وجسورها وكثرة شعرائها  .

حظيت بغداد بعشق قلوب العلماء وألادباء والمتصوفة ، وهي أم المدائن ومركز العلم والعلماء وقبلة الرحالة وكعبة القصاد وأم البساتين والمكتبات والروايات والأساطير والقصص الخيالية والرومانسية في الحب والمحبين ، ولها صورة جذابة وراقية وجميلة في عيون العامة ، جميلة في النفوس، وممتعة في الأسماع ، ناظرة في الروح واللسان، وقد  وصفها الأدباء والشعراء والفضلاء ببلاغة الألفاظ وحلاوة العبارات ورقة الكلمات وقالوا فيها: (( بغداد جنة الارض، ومدينة السلام، وقبة الاسلام ، ومجمع الرافدين وغرة البلاد، وعين العراق ، ودار الخلافة، ومجمع المحاسن والطيبات، ومعدن الظرائف واللطائف))   .

وقال المؤرخ اليعقوبي (ت :284هـ ) في بغداد : (( أنها المدينة العظى التي ليسلها نظير في مشارق الأرض ومغاربها )) .

ولقد أشتهرت مدينة بغداد في الولايات العربية الإسلامية من الذكر الجميل ، والخبر الجليل الذائع الصيت ، وهي بحق ذات المجد الأثيل والتمدن الأصيل ، وقد شغلت بغداد منذ تاسيسها عام 145 هـ / 760 م أقلام وعقول المؤرخين والأدباء والرحالة والشعراء والمؤلفين وشد إليها كل العشاق الرحالة النصارى واليهود من الأوروبيين منذ القرن السابع عشر الميلادي لزيارتها والمكوث فيها ، ووصفها بكل لغات العالم لما تستحق من التمجيد والتعظيم والتفاخر والنباهي .

فمدينة بغداد عروس المدن الكبرى في كل شيء ووصفها المؤرخ أحمد بن واضح اليعقوبي وقال عنها)): حسنت أخلاق أهلها ونظرت وجوههم وانفتقت أذهانهم حتى فضلوا الناس في العلم والفهم والأدب والنظروالتميز والتجارات والصناعات والمكاسب والحذق في كل مناظرة وإحكام كل مهنة وأتقان كل صنعة ، فليس عالم أعلم من عالمهم ولا أروى من راويتهم ولا أجدل من متكلمهم ولا اعرب من نحويهم ولا أصح من قرائهم ولا أمهر من متطببهم ولا أعبد من عابدهم ولا أروع من زاهدهم ولا أفقه من حاكمهم ولا أخطب من خطيبهم ولا أشعر في شاعرهم )).

وأمتدح حضارة بغداد نخبة من المؤرخين والكتاب والادباء ونعتوها بأوصاف تمجدها وتقدس ارضها وموقعها على نهر دجلة وطيب مناخها ، وكرم اهلها ، وعاداتهم وتقاليدهم العريقة ، واخلاقهم، ونباهتهم، فوصفها ابن غالب الغرناطي وقارن أهل الأندلس واشبههم بذكاء وعقول بغدادة بقوله )): بغداديون في نباهتهم و ذكائهم وحسن نظرهم وجودة قرائحهم ولطافة أذهانهم و حدة أفكارهم ونفوذ خواطرهم وظرفهم ونظافتهم.((

صورة بغداد زاهرة باهرة ، تلتقي فيها الأمم والشعوب ،واللغات والألسنة ،والأديان والمعتقدات ،والفرق والمذاهب، والآراء والمقالات، فهي صورة رائعة تجمع نتاج البشر ، وتراث الأمة ،وتضم جهد العراق ومجهود الأنسان في أطار مدينة فاضلة ،هي بغداد مدينة السلام وقبة الإسلام عبر 13 قرن من الزمان وعمرها الحافل بمعطيات العلم والأدب ، والعقل والفكر .

ومن دواعي السرور أن نكتب عن بغداد وعلاقتها بالأندلس وهي عروس المدن في المشرق والمغرب الإسلامي من دواعي السرور أن نكتب عن بغداد وعلاقتها بالأندلس وهي عروس المدن في المشرق والمغرب الإسلامي ، ولها الفضل الهائل في تزويد المدن الأندلسية مثل  قرطبة، واشبيلية ،وغرناطة وغيرها من المدن والقصبات الاندلسية من الثروات العلمية ، والأدبية والفنون ، إذ كان للخلفاء والأمراء الأمويين مندوبين ووكلاء يبعثونهم في الرحلات العلمية للإقامة بولايات إسلامية، و متابعة ورصد وتربص عما يصدر ويصنف من كتب في مختلف نواحي الحياة ومن أجل شراء الذخائر والنوادر والفرائد من المؤلفات المشرقية أو الإستنساخ ، إذ كانوا يقيمون قرب أسواق الوراقين والنساخ البغداديون، ويعلمون حكام الأندلس ويخبرونهم بما هو مهم وجديد صدر من تأليف أعلام علماء بغداد ، لما لهم من سمعة طيبة  ، وبلاغة رصينة ،وعناوين راقية ،ومادة مهمة ، وعند الشراء  للكتب ألمشرقية كان المندوبون لا يبالون بأرتفاع أثمان الكتب نظراً لما يملكون من تخويل أو تصريح للتصرف بالشراء وأقتناء ألكتب ، وقد أشار الأديب الأندلسي أبن بسام الشنتريني على حرص متابعة أهل الأندلس للاحداث الثقافية في بغداد والمشرق بقوله )): إذا نعق غراب بالمشرق دوى صوته في الأندلس ، وإذا طنت ذبابة سمع صداها في قرطبة، هذا التشبيه البلاغي يوضح إنصات مسامع وعقول أهل الأندلس وبشغف الى منافسة ثقافة بغداد، كما أهتم الأميرعبد الرحمن بن الحكم  الثاني أو الأوسط  الذي عاصر حكمه الخليفة المأمون الذي أهتم بتطوير بيت الحكمة البغدادي أن يرسل مندوبين الى بغداد مثل أعلاميين او مندوبين ثقافيين ، ويذكر المؤرخ الأندلسي أبن عذاري المراكشي في  كتابه  البيان المغرب (2/91)عن أعجاب الأمير عبد الرحمن الأوسط بحضارة بغداد وحسده للمأمون بإمتلاك كل شيء بغدادي بقوله )): وفي أيامه دخل الأندلس نفيس الوطاء ، وغرائب الأشياء وسيق ذلك إليه من بغداد وغيرها، وعندما قتل محمد الأمين ، أبن هارون الرشيد ، وأنتهب ملكه ، سيق إلى الأندلس كل نفيس غريب من جوهر ومتاع ، وقصد بالعقد المعروف بعقد الشفاء ، وكان لزبيدة أم جعفر)) .

وقد اشتمل الكتاب على مقدمة وعشرة فصول وخاتمة، جاء الفصل الاول بعنوان العراق مركز اشعاع حضاري على الأندلس، في حين اختص الفصل الثاني بالحديث عن مشاهير نساء بغداد ، اما الفصل الثالث فقد كرسناه للحديث عن العمارة البغدادية ، وتناول الفصل الرابع بغداد قلعة العلماء وخزانة الثقافة المشرقية ، وخصصنا الفصل الخامس عن  بغداد في عيون الرحالة والبلدانيين والجغرافيين ، وعرّج الفصل السادس على اصداء بغداد وبصماتها الثقافية على الحضارة الاندلسية، اما الفصل السابع فقد تناول الحديث عن خزانة الكتب المشرقية في العصر العباسي ، وتضمن الفصل الثامن اطباء بغداد المشاهير الاعلام في العصر العباسي ، وتضمن الفصل التاسع فقد تناول العامة ببغداد في القرن الخامس الهجري، وفي الفصل العاشر والاخير فقد خُصص للحديث عن الوراقة والوراقون في الاسلام .

واخيراً وليس اخراً نسأل الباري عزوجل ان يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وفي ميزان حسناتنا ، وان يغفر لنا ما وقعنا فيه من خطأ او زيغ وزلل .

والله الموفق … لا رب سواه