تفصيل

  • الصفحات : 176 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2023،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-658-1.

تحليل الخطاب ضمن البيئة الافتراضية من أهم مواضيع التي تحتاج الدراسة والمناقشة، يُمثل تحليل الخطاب مجموع المقاربات الكيفية التي تدرس النص اللغوي في بنياته وأشكاله المتعددة، وقد تطورت هذه المقاربات من حقول معرفية وثيقة الصلة بالعلوم الاجتماعية، ولحد الساعة لا يوجد تحديد متجانس لماهية وحدود تحليل الخطاب المفهومية والابستمولوجية، لكن هناك مجموعة تصورات نظرية تُركز كل منها على بعد من الابعاد الجوهرية لهذا المنهج، بحيث أن ما يجمع هذه التصورات هو الانطلاق من رفض التصور الأداتي للغة الذي يَتَمَثلها كأداة تواصلية محايدة لنقل المعنى، والاقتناع بمركزية الخطاب في البناء الانتقائي للواقع الاجتماعي وتمثيل علاقات الهيمنة والنفوذ.  ويساعد تحليل الخطاب في الحصول على رؤية منتظمة ودقيقة حول العمليات والنظم الاجتماعية من خلال التحليل العميق للغة في شكلها المنطوق والمكتوب كتجلي ثري من تجليات الاستخدام الفعلي للغة، وكفعل تواصلي في سياقاته الاجتماعية والتاريخية والثقافية. وضمن هذا المنحى، لعب تحليل الخطاب كتقليد معرفي ذو حس نقدي دورا بنيويا في دراسة كيفية إنتاج المعاني التي تسود المجتمع والتي يتم تداولها عن طريق إنتاج وتلقي مختلف أشكال الخطاب، كما ساهم في مَأسسة التقاطعات النظرية بين حقل العلوم الاجتماعية وحقول اللغويات والتواصل، وإعطائها نفسا جديدا.

تحمل أوراق هذا الكتاب مساهمات علمية من مختلف التيارات والتوجهات العلمية في ميدان علوم الإعلام والاتصال والميادين الأخرى، تعبر عن رؤية علمية وأفكار الباحثين فقط، وقد تناولت دراسة بعنوان: الحقل المفاهيمي لتحليل الخطاب واتجاهاته النظرية، للدكتورة تواتي فاطمة الزهراء، بالإشتراك مع الدكتورة بن نونة نادية، والتي تسعى إلى تناول زاوية تعتني بالحقل المفاهيمي لتحليل الخطاب عند مجموعة من اللسانيين خاصة، وكذا التعريج إلى بعض المدارس التي اهتمت به، وفي سياق أخر تطرق موضوع العدة التقنية لتحليل الخطاب الاتصالي الرقمي: قراءة في آفاق وتحديات التجديد المنهجي، للأستاذ رقاز عبد المنعم، والأستاذة بوبكر فاطمة الزهراء، ويعتبر هذا الموضوع بحثا استكشافيا يسعى من خلال الباحثين للإجابة على التساؤلات البحثية المتعلقة ب: طبيعة التغير المفهومي لتحليل الخطاب في السياق الرقمي، والتغيرات الإجرائية لتحليل الخطاب في السياق الرقمي، وفيما تتمثل العدة التقنية الرقمية المؤسسة للتجديد المنهجي في تحليل الخطاب؟، في حين أن موضوع: تحليل الخطاب في علوم الإعلام والاتصال: من إشكالية تقاطع التخصصات إلى حدود الخطاب الاتصالي والإعلامي، للدكتور عبد الكريم بن عيشة، والذي يتمحور حول إشكالية تمت صياغتها على النحو الأتي: فيما يمكن أن تتجلّى خصوصية تحليل الخطاب الاتصالي (بما فيه الإعلامي)؟.

وتعتبر دراسة الدكتور عبد الحق بويفر بعنوان التباينات الإبستمولوجية في أساليب تحليل الخطاب: من المنطلقات إلى الترميق المنهجي، محاولة لقراءة معرفية لجوانب الموضوع من خلال شرح وتفسير مقاربات تحليل الخطاب.

في حين موضوع: تحليل الخطاب الافتراضي الصعوبات والعوائق المنهجية، للدكتورة فضيلة تومي، بالإشتراك مع الدكتور عبد اللطيف موقار، وتحاول الدراسة للتطرق لمختلف الصعوبات المنهجية المتعلقة بتحليل الخطاب الافتراضي انطلاقا من المفهوم وصولا إلى مختلف العوائق المنهجية الأخرى.

وقد تطرقت دراسة بعنوان:  الخطاب السيبراني: بناء منهجي خاصّ للتحليل وتفكيكية صعبة، للدكتورة صحراوي أسماء، والدكتورة بن سعدية مليكة، وتحاول هذه الدراسة التطرّق إلى الانتقال السلس من الخطاب التقليدي إلى الخطاب الرقمي، مع تحديد أهمّ وأبرز الصعوبات التي تواجه الباحثين لتحليل المحتوى الرقمي ومختلف التحدّيات والرهانات التي تشكّل عامل تأثير قوّي لتكوين المعرفة النظرية.

في تطرقت دراسة خصوصية الخطاب الرقمي وتكيف الأطر المنهجية لمقاربته: بحث في البدائل المنهجية الرصينة، للدكتورة نجاة بوثلجة، وتعتبر هذه الدراسة مساءلة لطبيعة الخطاب الرقمي من زاوية التحديات المنهجية التي يواجهها الباحث لمقاربته، كما تقف على خصوصيته ومدى تكيف الأطر المنهجية الوضعية مع طبيعته العلائقية التشعبية، تحليلا لأنماطه الكيفية المرنة والديناميكية، بإزالة اللبس حولها وتدليل بعض الإشكالات المنهجية المرتبطة بها، بينما تطرقت دراسة بعنوان: الميديا الاجتماعية الجديدة اشكاليات منهجية وحلول ابتكارية، للأستاذ سلطاني نورالدين، رفقة الدكتور: البار الطيب، في محاولة لرصد أهم الاشكاليات المنهجية لتحليل الخطاب ضمن البيئات الافتراضية، وتحليل هذه الإشكاليات وبيان أسبابها ونتائجها في البحث العلمي، واقتراح حلول منهجية مبتكرة للتعامل مع هذه الاشكاليات.

في ظل هذا السياق، يتجلى لنا الافق الاشكالي الخاص بطبيعة التوجه الذي ينبغي لمناهج تحليل الخطاب أن تأخذه إزاء الرهانات المنهجية والنظرية التي تطرحها السياقات الافتراضية ومدى قدرتها على إيجاد التوازن اللازم بين طموح مقاربة الظواهر الخطابية المستحدثة داخل البيئات الافتراضية من زاوية شمولية من جهة، وبين المقتضيات المنهجية والنظرية الناجمة عن ذلك والتي تفرض عوائق ابستيمولوجية وموضوعية لايستهان بها من جهة أخرى. وعلى هذا الاساس يأتي الاستكتاب من باب الاسهام في تطويع المناهج البحثية ومنهج تحليل الخطاب بشكل خاص وتمكينه من الاستجابة لأسئلة المجتمع وإكسابه حسا اجتماعيا وكفاءة منهجية في محاولة فهم وتفسير الظواهر السوسيوتقينة المترتبة عن الفضاءات الافتراضية، والكتاب حاولنا من خلال  هذا التنسيق التطرق  الى منهج تحليل الخطاب، المفهوم والاتجاهات النظرية،تحليل الخطاب بين التعدد النظري والحدود المنهجية،البيئات الافتراضية كموضوع دراسة، الخصوصية والشروط المعرفية،تحليل الخطاب الافتراضي، الصعوبات والعوائق المنهجية

ا.د العربي بوعمامة