تفصيل

  • الصفحات : 267 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2022،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-267-5.

تمثل البلاغة أهم الركائز الأساسية التي تقوم عليها اللغة العربية، لذا حفلت باهتمام الدّارسين القدامى والمحدثين، الذين تناولوها من عدة جوانب، للكشف عن خبايا اللغة العربية، وما تحمله من ثراء، على اعتبار أنّ الهدف الأسمى للغة الإنسانية هو التّواصل والتبليغ بأرقى الإمكانات اللّغوية، ما استطاع الإنسان إلى ذلك سبيلا، لذلك كان لا بدّ لأي مدرسٍ أن يكون مُلِمًا بأساسيات الدّرس البلاغي، لما يوفره من سلامة اللّفظ والتراكيب وجمالية الأسلوب، ولا شكّ أنّ هناك مشاكل وصعوبات في تعلم اللغة العربية تواجه الجيل الصّاعد ،في خضم الحضارة الغربية وعلومها، لذلك أصْبح التّفاخر باللغات الأخرى وعدم الإلمام بلغة القرآن علامة للتحضر والتّمدن.

كما انحصر الدّرس البّلاغي سواء في التّعليم المتوسّط أو الثّانوي، أو التّعليم الجامعي في التّصور التقليدي العام، الذي هيْمن على البلاغة العربية منذ أواخر القرن التّاسع عشر وبداية القرن العشرين؛ حيث تمّت إعادة البناء البلاغي اعتمادا على كتب التّلخيصات، التي انتشرت في مرحلة متأخرة من تطور الحضارة العربية الإسلامية، فتقيد مفهومها بتلك التعريفات اللغوية العامة، وانحصرت تجلياتها المنهجية في مقاربة أبياتٍ من الشّعر، مجرّدةً من سياقها أو نصوص قرآنية أو نثرية، تقدّمُ الظواهر البلاغية المختلفة في صورها الشكلية العامة.

ولا يختلف اثنان على أن تدريس البلاغة وتعليمها في مختلف المستويات التعليمية في الجزائر، رهين تجاذبات المقاربات التّعليمية، المعتمدة على مراحل وطرائق التدريس المختلفة والمتباينة، والاستراتيجيات المنبثِقة عن النّظريات اللّغوية والنّفسية والتربوية، على تنوع ألوان روافدها النظرية، هذا الذي جعل تلقي الدّرس البلاغي العالم يًشكّل همًّا حقيقيا في إطار العلاقة بين الثالوث التعليمي: معلم، متعلم، منهاج، فهو لا يختلف كثيرا عن الإشكالات المتعلقة بتعليم وتدريس بقية علوم اللغة والأدب العربيين، في المنظومة التعليمية الجزائرية.

وبالتالي يطمح مشروع البحث هذا إلى الإجابة عن الإشكالات الميدانية المستخلصة من تقارير الأساتذة، ومن خلال أداء التلاميذ في تعابيرهم الكتابية وتواصلاتهم الشفوية.

لتتمحور الإشكالية المركزية في التساؤلات الآتية: ما هو واقع تعليم الدرس البلاغي في المرحلة الثانوية بالمدرسة الجزائرية في ضوء المقاربة الراهنة؟ هل للبلاغة الأثر الإيجابي في صقل الملكة اللغوية لدى التلميذ بتقويم لسانه؟ لماذا لا تتجسد دروس البلاغة في السلوك المعرفي والبيداغوجي للتلميذ الجزائري؟ هل يفتقر التلميذ إلى  الحس الفني  البلاغي في تعبيره؟ هل يرجع ذلك إلى جفاف  طبيعة الدرس البلاغي في المنهاج الدراسي؟ ما مدى مساهمة الطريقة النصية في تحقيق الأهداف المعرفية والسلوكية، بتنميتها في تعليم البلاغة؟ هل المقاربة المنتهجة غير مؤهلة لتدريب التلميذ على التذوق الفني والأدبي؟ هل يرجع ذلك إلى تدني كفاءة الأستاذ بيداغوجيا ومعرفيا؟

يحاول البحث الإجابة عن هذه الإشكالات، وما يتفرع عنها من قضايا معرفية وتربوية، تتصل بموضوع البلاغة والتذوق الأدبي.

بناءً على ما سبق ستتمحور المساهمات البحثية، وعددها تسع، حول الإشكاليات الآتية:

– ما هو واقع تعليم الدّرس البلاغي، في مراحل التعليم الثانوي بالجزائر، في ضوء المقاربة الراهنة؟

– هل للبلاغة الأثر الإيجابي في صقْل الملكة اللّغوية، لدى التلميذ بتقويم لسانه؟

– إلى أيّ مدى تتجسد مضامين البلاغة، في السّلوك المعرفي واللغوي لدى المتلقي؟

– هل يفتقر  المتعلم – في مستويات التعليم المختلفة- إلى الحس الفنّي  البلاغي في تعبيره؟

– هل يرجع ذلك إلى طبيعة الدّرس البلاغي، المقرر في المنهاج الدراسي؟

– ما مدى مساهمة المقاربة النصية في تحقيق الأهداف المعرفية من تدريس البلاغة؟

– ما مدى نجاعة هذه المقاربة في تنمية الذوق الفنّي والأدبي، لدى التلميذ والطالب؟

– ما مكانة كفاءة الأستاذ في استيعاب المتعلمِ والطالبِ مادةَ البلاغة العربية؟

– وما دور البلاغة كنشاط في تنمية الذوق الفني والأدبي، لدى التلميذ والطالب؟

– ما مكانة كفاءة الأستاذ في استيعاب المتعلم والطالب مادة البلاغة العربية؟

الدكتور: سامي الوافي

منسق ومراجع الكتاب