تفصيل

  • الصفحات : 440 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2019،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الاولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-691-04-4.

إن تاريخ إدارة الموارد البشرية يرجع إلى قرنين من الزمان تقريبا، إلى عصر الثورة أو النهضة الصناعية، إذ بدأ التفكير في أهمية العنصر البشري، فبدأت الشركات والمنظمات الصناعية بإنشاء إدارات خاصة بالموظفين، تبحث

في شؤونهم وتعتني بكل ما يتعلق بهم.. وسميت الإدارات بمسميات مختلفة، منها: إدارة شؤون العاملين، إدارة شؤون الموظفين، إدارة الأفراد..الخ. هذه الإدارة التي مرت عبر سلسلة كثيرة من المسميات أصبحت تعرف اليوم بإدارة الموارد البشرية، وهي تعبّر في مفهومها عن ” تخطيط وتنظيم وتوظيف وقيادة ورقابة الأفراد العاملين في المنظمة ( المؤسسة )” ، والتي تعنى بأهم مورد تتمتع به المنظمة. الموارد  البشرية أصبحت تصنع الفارق في التفوق في جملة من الأعمال المنجزة داخل منظمات العمل، باعتبارها الموارد الحية مقارنة مع الموارد المادية والمالية التي تتمتع بها المنظمات، التي حتى وإن كثرت وإن زاد حجمها فإنها لن تستطيع أن تبعث روح العمل داخل محيط العمل، لذا فإن هذه الإمكانات لن تكون مجدية النفع إذا لم تكن وراءها اليد المسيرة التي تتمتع بالكفاءة اللازمة للقيام بالمهام المناطة بها، وهذا ما جعل الإدارات العليا داخل المؤسسات تعطي هذه الإدارة –إدارة الموارد البشرية- حيزا لا يستهان به من الاهتمام من بين مجموعة كبيرة من الوظائف التي تعمل في مجموعها على تحقيق الأهداف المسطرة في الخطة العامة، وفي دراسة أعدها(Mark Huselid) وجد أن إستراتيجية الموارد البشرية قد لعبت دورا  أساسيا في تحسين أداء الشركات التي درسها من خلال:

  1. تحسين نوعية أداء العاملين.

2.تخفيض تكاليف الإنتاج.

  1. تحسن خدمة العملاء والزبائن.
  2. ارتفاع معدل رضا العملاء.

5.ارتفاع معدل الإنتاجية.

تستأثر دراسات إدارة وتسيير الموارد البشرية في الوقت الراهن باهتمام الكثير من المسيرين والباحثين، خاصة بعدما تأكد دورها الكبير في رفع كفاءة وفعالية المؤسسات لمواجهة التحديات والمنافسة في ظل ديناميكيات البيئة الداخلية

والخارجية، حيث أن سر نجاح المؤسسات في تحقيق أهدافها أصبح يكمن في مقدرتها على استخدام أكفأ الموارد البشرية وتحفيزها على اكتشاف وتفجير الطاقات الكامنة المبدعة لديها، تلك الطاقات البشرية الكامنة لا تصبح قوة ذات فعالية إلا بإيقاظها وتحركيها وتنشيطها وتطويرها وتحفيزها على البذل والعطاء، وهذه المهام تقع على عاتق وظيفة الموارد البشرية تحقيقها، وذلك من خلال تحديد وتوفير احتياجات المنظمة من الكفاءات اللازمة في الوقت المناسب وبالعدد المناسب وتقديم فرص النمو والتقدم لها للمحافظة عليها ثم توجيهها للقيام بمختلف الأعمال المسندة إليها.

فرضت مجموعة من التطورات مثل العلمية والتكنولوجية السريعة والتغيرات القطاعية والقوانين الحكومية والتغير السريع لأذواق المستهلكين على المؤسسات تبني سياسات ديناميكية يكون فيها المورد البشري الدعامة الأساسية للأداء وهذا ضمانا للتكيف المستمر مع التطورات السريعة للبيئة الداخلية والخارجية.

وإذا كان نجاح أي مؤسسة في تحقيق أهدافها يتوقف أساسا على مدى الاهتمام بالموارد البشرية العاملة بها، فإن هذا الاهتمام يتزايد بالنسبة لاقتصاديات الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، وذلك لاعتمادها على خطط تنموية واسعة

تتطلب العناية بالمورد البشري وإيجاد السياسات والبرامج الخاصة بنمط تسييره وتنميته باستمرار لأن قوة وهيبة الدولة من قوة وهيبة موظفيها بالقطاعات والإدارات التابعة لها، فالموارد البشرية بالنسبة لهذه الدول وخاصة النامية يعتبر

عنصرا أساسيا من عناصر الإنتاج يجب العناية به والاستثمار فيه كما أن الاهتمام بتخطيط الموارد البشرية في مختلف الإدارات والمؤسسة إلى غاية تركه لها، له الأثر الأكبر في رفع الكفاءة الإنتاجية للجهاز الحكومي وإنجاح مشاريعه التنموية.