تفصيل

  • الصفحات : 290 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2022،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،

بسم الله الرحمن الرحيم الذي خلق القلم وبه علّم الإنسان ما لم يعلم وألهمه وأمره بطلب العلم

أما بعد:

لقد ظهر في الجامعات الغربية علم جديد يسمى علم تشييد المباني يعتمد على استخدام أحدث التكنولوجيات في البناء ويشتمل على الدراسات العلمية والتطبيقية مع عمل رسومات تنفيذية وتفصيلية لجوانب مختلفة مع اختيار أنسب الطرق لتنفيذها وإدارتها، ونقصد بها المنشآت الحكومية لتلك الدول الموجهة لحفظ وصون التراث الوثائقي وذاكرة الأمة بما فيها تشييد مراكز الأرشيفات الوطنية.

إنّ هذه الأخيرة تعد مؤسّسة بالغة الأهمية كونها مصدر للمعلومات أولا ومنبع للمعرفة ثانيا ووسيلة رئيسية للبحوث والدراسات التنموية، العلمية، التاريخية، الثقافية والاجتماعية… كما يعد الاستثمار الأمثل في قطاع الأرشيف أداة كفيلة لتحقيق التنمية البشرية في جميع مجالاتها حيث بواسطته تستطيع أن تعرف و ترسم حدودا بين القدرة والعجز، وبين الثروة والفقر والقوة والضعف.

انطلاقا مما سبق فإن المؤسّسات والمراكز الأرشيفية يجب أن تجد المكانة والدور الذي يتلاءم وطبيعتها وأهميتها كمؤسسة معرفية أولية فاعلة في المجتمع.

لقد أتى هذا الكتاب ليتناول موضوعا لم ينل حقه الكافي من الاهتمام البحثي لدى أخصائيي الأرشيف، أو المهندسين المعماريين في الوطن العربي، كون معظم هذه الدراسات والبحوث العلمية الجادّة موجهة لمباني المكتبات بأشكالها وأنواعها المختلفة وكيفية تنظيمها واستخدام النظم الآلية وشبكاتها… وإهمال مجال الأرشيف خاصة البنايات الأرشيفية فإذا عالجته فهي بعيدة عن الواقع أو تعالج عناصر محدودة جدا لجوانبه رغم الأهمية الكبيرة لمباني مؤسسات حفظ الأرشيف باعتبارها صرحا علميا ومصدرا أساسيا لدراسة تاريخ الشعوب ووسيلة أساسية في إعطاء الفعالية لتسيير الإدارات والمؤسسات بمختلف أشكالها وأنماطها…

وحتى تكون البنايات الأرشيفية في وطننا العربي ليست مجرّد مخازن لوضع أوراق بالية، كما هو سائد للأسف عند الكثير من الناس والمسؤولين، ولكنها لتخزين ذاكرة نريد أن تبقى حية وتكون دائما في متناول اليد، لأن مهمة الأرشيفي ليست التخزين من أجل التخزين، ولكن التخزين من أجل الاستغلال فيما هو أعظم وأنفع وأعمق وهو التعريف بتاريخ البلاد وتراثه، وكذلك تأصيل استمرارية هذا المجتمع أو ذاك في العقول. فمهما عددنا فوائدها وميزاتها فلن نفي حقها في بضع كلمات وأسطر دون السعي إلى تجسيدها على أرض الواقع وفق ما تم تناوله في هذا الكتاب أو أكثر إن توفّر.

           يعد هذا الكتاب بمثابة دليل موجه للطلبة الدارسين لعلم الأرشيف والهيئات العامة عموما وكذلك للإداريين ولمسيري المعلومات خصوصا من الأرشيفيين و / أو المسؤولين عن الأرشيف، وهو يهدف لتقديم توصيات واضحة ونصائح عملية فيما يتعلق ببناء مراكز الأرشيف، تكييف وتهيئة وتجهيز محلاتها، بصفتها الأماكن التي تكون مسرحا لمختلف المهام التي يقوم بها الأرشيفي، والتي تخص حفظ وإدارة الوثائق النشطة وشبه النشطة  والتاريخية، مع إعطاء النظرة المستقبلية في تشييد وإعادة تكييف مباني الأرشيف وفقا لنماذج عالمية مختلفة.

وتحقيقا لهذا المسعى تضمّن الكتاب برنامجا مكوّنا من خمس عشرة(15) وحدة كما هو مبيّن ضمن قائمة المحتويات، وتحت كل وحدة تندرج عناصر مفصلة تحقق أهداف وتصقل كفاءات ومهارات معينة.

في الأخير نرجو من الله العلي العظيم الرحمن الرحيم أن يكون هذا الجهد مفيدا لكل من يقرأه سائلين المولى عزّ وجلّ الخير والسداد والفلاح، وأن يتقبله منا خالصا لوجهه الكريم.

أهداف الكتاب:

يهدف المؤلف لتحقيق جملة من الأهداف نذكر منها:

  • التعريف بأهم المصطلحات المتعلقة بتشييد مباني ومحلات الأرشيف والمصطلحات ذات العلاقة.
  • إبراز دور الأرشيفي والمهندس المعماري ومدى مساهمة كلّ منهما في النظرة المستقبلية.
  • سرد لنماذج عالمية لكوارث مست مباني المكتبات ومحلات الأرشيف وكيفية مجابهتها أو تجاوزها.
  • التعريف بأهم المعايير المتبعة في هندسة مباني الأرشيف المضادة للزلازل.
  • تبيين أوجه التشابه وكذا الفروقات الجوهرية بين مباني المكتبات ومباني الأرشيف.
  • الإجابة عن مختلف الاستفسارات والأسئلة المتعلقة بـــ: إنشاء المباني، البناية في حد ذاتها، المناخ الداخلي للبناية، الأمن والوقاية من الحرائق والمياه، أبعاد القاعات، حفظ الأرشيف الإلكتروني..
  • إعطاء المبادئ الرئيسية التي يجب اعتمادها لإنشاء بناية جديدة أو تهيئة أو توسيع بناية قديمة من تصميم وتخطيط وإنشاء وتنظيم.
  • التفسير العلمي والتطبيقي للمعادلات الإقتصادية المستخدمة في الإنجاز والتشييد، مع إعطاء أمثلة حسابية.
  • التعريف بالأسس العامة والخاصة لتجهيز وتأثيث مراكز الأرشيف.
  • التعريف بالنماذج والمعايير العالمية والنصوص التشريعية المعمول بها وخصائص مباني ومراكز الأرشيف التي تناولتها.
  • توضيح الرؤية المستقبلية في التصاميم والأبنية الخضراء المستدامة واستخدام تطبيقات التكنولوجيا واستشراف المستقبل الرقمي والإفتراضي.

مخرجات التعلم:

تتمثل أهم المهارات والكفاءات المنتظرة من دراسة هذا الكتاب، فيما يلي:

  • إكساب الطالب الحالي الموظف في المستقبل المعرفة في تقنيات تصميم وتنفيذ المنشآت الموجهة للأرشيف الوطني ونقصد بها هنا المسائل التقنية والهندسية والفنية لمباني الأرشيف.
  • القدرة على وضع برنامج لتقييم وضعية مباني ومحلات حفظ الأرشيف داخل مختلف المؤسسات والإدارات، ثم باقي الاجراءات الأخرى من تهيئة أو تمديد أو إنشاء منشأة جديدة من الصفر حسب كل حالة. إضافة إلى تعليمه كيفية وطرق اختيار واقتناء التجهيزات المطلوبة.
  • إبراز مبررات كل خيار سواء كان بناء جديدا أو تكييف مبنى موجودا مسبقا؟ مبنى واحدا أم عدة مبان؟، فوق الأرض أم في الأقبية؟، بناء أفقيا أم عموديا؟.
  • التعرف على المعايير والمقاييس العالمية والنصوص التنظيمية والتشريعية المعمول بها.
  • اكتساب القدرة على التعاون بين الأرشيفيين والمهندسين المعماريين (المصممين) أثناء الدراسات وتشييد مباني الأرشيف.
  • تسيير محلات الأرشيف داخل المؤسسة بسهولة ويسر.
  • تعلّم تطبيق قاعدة رياضية: لتقييم طاقة التخزين لمركز أرشيف انطلاقا من الاعتمادات المالية الممنوحة للمشروع، وتقدير معدّل كلفة الاستثمار، وتقييم كتلة الأرشيف.
  • إكساب الطالب القدرة على التمييز بين الخصائص الدقيقة لمباني المكتبات والأرشيف، وتجنيبه الوقوع في الخطأ أثناء التخطيط والتصميم لمشاريع مباني الأرشيف.

المعارف المسبقة المطلوبة:

استخدمنا أثناء تحريرنا للكتاب الأسلوب المباشر والبسيط مع التمحيص والتدقيق، وابتعدنا قدر الإمكان عن الحشو والإطناب. لذلك يستحسن من القارئ أن تكون لديه معرفة مسبقة في علم الأرشيف من خلال ما تم أخذه من معارف نظرية وتطبيقية خلال تكوينه الأكاديمي والمهني، كما يشترط للفهم السليم والاستفادة القصوى من الموضوع الدراية بأهم المراجع الخاصة بمباني ومحلات الأرشيف.

أهم المراجع المنصوح بها والتي تم اعتمادها : ( كتب، قواميس ومعاجم متعددة اللغات، ومطبوعات ، مواقع أنترنت، المنظمة العالمية للتقييس، المجلس الدولي للأرشيف ..إلخ)

ملاحظة: غالبية المراجع المستخدمة صادرة باللغات الأجنبية ومأخوذة من المصدر وهي قليلة ونادرة جدا باللغة العربية لذا قمنا بترجمة أجزاء معتبرة (بتصرف) نذكر منها ما يلي:

  • DUCHEIN MICHEL. Les bâtiments d’archives. Construction et équipements. Paris, Direction des Archives de France, 1985.
  • ERMISSE GÉRARD. Les services de communication des archives au public. Munich-Paris, Saur, Conseil international des archives/Manuel vol.9, 1994.
  • ERMISSE GÉRARD, MARGUIN-HAMON, ELSA, SAÏE-BELAÏSCH,

FRANCE. Bâtiments d’archives, 1986-2003. Paris, Direction des Archives de France, 2004.

  • HURAUL JEAN. La conservation des archives locales en Afrique tropicale : procédés de

construction et mobilier. Dans Janus (CIA), 1957/2, pp 120-128.

  • NEIRINCK DANIÈLE. Le bâtiment d’archives : évolution du concept et des techniques.

Dans Pratique archivistique française, Paris, Direction des Archives de France, 1993,

  • NEIRINCK DANIÈLE, BENOÎT GÉRARD. Prescriptions minimales pour

l’aménagement d’un petit service d’archives. Dans Janus ,1997/2, pp 115-119.

  • PEROTIN YVES. dir. Manuel d’archivistique tropicale. Paris-La Haye, Mouton, 1966.

La conservation des archives, bâtiments et sécurité. Colloque international de Vienne. Direction des Archives de France. Paris, Archives nationales, 1988, volume XXXI

d’Archivum, 1986, 142 P, sur les Bâtiments modernes d’Archives nationales.

  • BELL, L., FAYE B. La conception des bâtiments d’archives en pays tropical. Paris,

Unesco, 1979.

 

أهم المصطلحات المستخدمة في الكتاب:

الأرشيف: هو مجموع الوثائق مهما كان حاملها، وتاريخها وشكلها التي توضع فيه أو الذي أنتجت فيه واستلمتها أية هيئة، أو منظمة، مادية أو معنوية عامة أو خاصة أثناء تأدية النشاطات المسندة إليها كما يشترط أن تكون منظمة بهدف الرجوع إليها بسهولة. وتتميز هذه الوثائق بكونها مرت بدورة حياة معينة – الأعمار الثلاثة للأرشيف- تبعها تقييم لهذه الوثائق من أجل تحديد أهميتها الإدارية والعلمية والتاريخية والثقافية في كل مرحلة، كما أن هذه الوثائق المنظمة يجب أن تحفظ في مكان يحدده القانون، ويحدد أيضا طريقة تجميعها ومعالجتها وتبليغها لطالبيها، وتتصف هذه الوثائق بتجميعها الطبيعي، وشموليتها وانفرادها، ووجود روابط هيكلية فيما بينها.

التهيئة : هي إعداد المحلات وتحضيرها بما يلائم الدور الذي أعدت من أجله.

التجهيز: هو عبارة عن تجميع التجهيزات والمعدات اللازمة داخل المحلات للقيام بالمهام المحددة بصفة دقيقة وفعالة.

مؤسسة الأرشيف الوطني: ويقصد بها الأرشيف الوطني بمختلف هياكله وعلى وجه الخصوص المديرية العامة للأرشيف الوطني ومركز الأرشيف. (مدونة النصوص التنظيمية،2011)

الحفظ: هو اقتناء وتنظيم وضمان توفير الحماية الكافية للمعلومات ذات القيمة وإتاحتها للحاضر والمستقبل ويتطلب التخطيط الذي يسبق التطبيق، وتجاهل الحفظ معناه الإهمال، والحفظ هو الخطوة الأولى لحماية أي شيء جديد أو قديم بما يعنيه من توفير ظروف جيدة تؤمن عمره وبقاءه على حالته الطبيعية أطول مدة ممكنة ووقايته من الإصابات.

مركز أو بناية حفظ الأرشيف: هي المساحات والمحلات أو الفضاءات من مخازن أو بنايات معدة خصيصا لتخزين وترتيب وحفظ الأرشيف. كما استعملت كذلك كلمات- مستودع أو مخزن، ومركز أو بناية.

دار أو دور الأرشيف: هي مؤسسة تكون في الغالب عبارة عن مبنى مسؤولة عن تزويد وحفظ وصيانة وتسهيل تداول الأرشيف تابعة للحكومة الوطنية.

التكنولوجيا: إن عبارة التكنولوجيا تشير بصفة عامة إلى الوسائل والأجهزة التي يستخدمها الإنسان في توجيه شؤون الحياة فالتكنولوجيا بشكل عام هي الاستخدام المفيد لمختلف مجالات المعرفة وهي التطبيق المنظم للأسس العلمية من أجل إنجاز المهام، وهي كذلك تطبيق المعرفة العلمية والتقنية في معالجة المعلومات من حيث الإنتاج والصيانة والتخزين والاسترجاع بالطرق الآلية.

مـــــكـــــان الـــــحــــفــــظ: هي الوحدة الإدارية المسؤولة عن مهام المحفوظات ويختلف مستواها الإداري من جهاز لآخر، فقد تكون إدارة /قسم/وحدة/مركز/ بناية/ مصلحة/ مديرية، وذلك وفقا للمستوى الإداري للجهاز الذي توجد فيه.

 الإنتاج السنوي للأرشيف بالمتر الطولي(م ط): الأمتار الطولية هي نظام قياس يستعمل لإجراءات وصف وضبط مساحة الرف المستعملة من قبل الأرشيف. ( Walen,1990,p.121.)