تفصيل

  • سنة الطباعة : 2020،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الاولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-728-27-6.

 

اطلعتُ وأنا أجوسبينم باحث كتاب (دراسات في فقه اللغة) لـِ(د.صبحي الصَّالح) على مصطلحي التَّقارب والتَّباعد، ووجدتُ في نفسي ميلًا إلى بحث هٰذين المصطلحين، وما ينطوي تحتهما مِنْ ظواهر لغوية معتمدًا في ذلك على المصحف الشَّريف، ثُمَّ تضافرت عوامل أخرى في توكيد هٰذا الميل، أهمها:

 

الأول: رغبتي فيأنْأبحث في موضـوع يخصُّ كلام الله جلَّشأنه ، فهـو أُمنية الدارسأنْيقترب مِنْ تلكَ الرّحاب الطاهرة، رحاب القرآن الكريم.

 

الثّاني: لم يعرف أكثر الذين يعنون بدراسةالظّواهرالصَّوتية عن مصـطلحي التَّقارب والتَّباعدشيئًا إذا ما قيست بغيرها مِنَالدّراسات التي كتبت عن الظّواهراللغويّةالأخرى التي أخذت نصيبًا وافرًا مِنْ دراسات العلماء والباحثين الذين كتبوا عن هٰذهالظّواهروأثرها في مجال اللغة العربية.

 

الثالث: لم تدرس أكثرالظّواهراللغويّة التي تنطوي تحت مفهوم التَّقارب والتَّباعد بالاعتماد على القرآن الكريم بل دُرست بالاعتماد على اللهجات العربية وألفاظ المعجم؛ إذ لا توجد-على حدِّ علمي-دراسةمستقلةبعنوان (التَّناسب في القرآن الكريم) أو (المخالفة في القرآن الكريم)، إلى غير ذلك مِنَالظّواهرالصَّوتية الأخرى. وكانَ هدفي في هٰذهالدِّراسة الإحاطة والتخصص، ولهذا غيرت عنوان الأطروحة الذي هو(التَّقاربالصَّوتي والتَّباعد في القرآن الكريم) ليكونَ (تقارب الأصوات وتباعدها في القرآن الكريم في المفردة والتَّركيب).

أشهـدأنَّالبحث لم يكن هيّنًا، ولم تكن الطريق ميسورة، لأنَّني قد لجأت إلى ثلاثـة أضرب مِنَالمصادرهي:

 

1.كتب التّفسير.

2.كتب القراءات.

3.كتب اللغةعندَ القدماء والمحدثين.

 

وقبلأنْأنتقل إلى الحديث عن فصول الأطروحة لابُدَّ لي مِنْ بيانأربعة أمور :

 

أولها:أنَّمبدأ المفردة والتَّركيب هو المبدأ الذي سرت عليه في مبحثي (الإدغام) و(الإتباع) وخرجت عنه في مبحثي (التَّناسب) و(المخالفة) لِمَا تطلبته طبيعة الموضوع في المبحثين الأخيرين .

أمَّا (الإبدال) فحكمه مبدأ التَّقارب والتَّباعد بالاعتماد على تقسيم الدكتورحسام سعيد النّعيمي في كتابه (الدّراساتاللهجية والصَّوتيةعندَ ابن جنّيّ).

 

ثانيها:أنَّالتقسيمَ الذي سرت عليه في هٰذا البحث هو التقسيم الموضوعي للقرآن الكريم (آيات العقائد وآيات الأحكام وآيات القصـص والأمثال) وهدفـي في ذلك شيئان هما:

  1. الخروج عمَّا اختطه اللغويّون مِنْ تقسيم تقليدي يسير عليه الباحثون في دراسة أيَّة ظاهرة صوتية.
  2. تقديم احصائيةدقيقة للنصـوص القرآنية التي دخلت في ميدانالدِّراسةوهٰذا ما أثبتته الجداول التي ذكرت في البحث.

 

ثالثها:أنَّالجداولَ التي وضعت في ختام كلِّ فصـل شملت جميع المباحث التي بحثت في هٰذا البحث عدا مبحث (التَّناسب) لأنَّالقرآنَ كلَّهُ متناسب فلا يحصـره ضابط ولا تحدده إحصائية.

الأمر الرابع: أخرجت الدِّراسةالميدانية مصطلحين مِنالمصطلحات التي ذكرت في التّمهيد، وهما: (التَّجانس) و(التَّماثل) وعلَّةُ ذلكأنَّالدِّراسة أثبتتأنَّالتَّجانس إذا كانَبينَصوتين فإنَّه يدخل في ضمن إدغامالمتجانسين،وإنكانَالتَّجانسبينَحركتين فإنَّه داخل في ضمن الإتباع. أمَّا المماثلةفإنَّهاإنكانَتبينَصوتين فتكونُممثلة بإدغامالمتماثلين،وإنْكانَتبينَحركتينفإنَّها ممثلة بالإتباع، فكلّ إتباع هو مماثلة، وليس كلّ مماثلة هي إتباع.

واقتضت دراسة الموضوعأنْينقسمَ على ثلاثة فصول يسبقها تمهيد، وتليها خاتمة.

ذكرتُ في (التّمهيد) خلاصةً عَنِ المصطلحات التي تنطوي تحتَ مفهوم (التَّقارب والتَّباعد) وقد رتَّبتها بحسب التَّرتيبالألفبائي وأردفَتُها بالحديث المُوجز عن العلاقاتبينَهٰذه المصطلحات ثُمَّ علاقتها بالموضوع. وأعني مفهومَها العام الذي يدخل في ضمن (التَّقارب والتَّباعد) لإقامة الدليل علىأنَّ هٰذا المصطلح يستحقُّ الدرس والتقويم.

أمَّا الفصل الأول فقد أخلَصْتُه للحديث عن (آيات العقائد)، وجعلتُهُ في خمسة مباحث هي (الإبدال) و(الإتباع) و(الإدغام) و(التَّناسب) و(المخالفة). ودونت فيها خلاصةً وافيةً لكلٍّ منها، ومنهجي فيها .

وتحدَّثْتُ في الفصل الثّاني عن (آيات الأحكام) وجعلتُهُ في خمسة مباحث، تناولتُ في المبحث الأول (الإبدال) وفي الثّاني (الإتباع) وفي الثالث (الإدغام) وفي الرابع (التَّناسب) وفي الخامس (المخالفة)، معتمدًا في بيانها على آراء العلماء، وتتبَّعتُها في مختلف مصنفاتهم.

وجعلت الفصـل الثالث خاصًا بـِ (آيات القصص والأمثال) وقسَّمتُه على خمسة مباحث هي (الإبدال) و(الإتباع) و(الإدغام) و(التَّناسب) و(المخالفة) مستندًا في بيانها إلى كتب التّفسير والقراءات واللغة، ومستعينًاأحيانًا ببعض البحوث والرَّسائل.

وختمتُ الأطروحة بخلاصةٍ موجزة للنتائج التي توصلْتُإليها في دراستي.