تفصيل

  • الصفحات : 202 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2023،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-657-4.

إن تأمل المشهد العام لاستخدام وسائط التواصل الاجتماعي يكشف لنا عن الهوة السحيقة من خطابات الكراهية والتمييز والعنف الرمزي التي ينزلق إليها جمهور المستخدمين ضمن سيرورة تثبيت نفسي  تُدمج في نسيجها كل إحباطات الحياة اليومية وإحتقاناتها، وتَحمل في طياتها حدة الإيذاء المعنوي والتمييزي والمساس بالكرامة الانسانية، فبخصوص الشق الاجتماعي، نلمس بروز جملة من المعوقات البنيوية داخل المجتمع الجزائري والتي تمنع الفرد من تصريف مخزون القيم والتسامح في معاشه اليومي، في موازاة انتفاء ديناميات تفعيل المشتركات الثقافية والتاريخية والانسانية بين الجزائريين، وانعدام تأطيرها على مستويات التربية المجتمعية، تأتي هذه الأوراق لتُعالج الأسئلة المتصلة بإنتشار ظاهرة خطاب الكراهية داخل المنصات الرقمية والتي ستشكِّل قلب وصلب هذا النقاش الضروري الذي لا فكاك من طرحه، عبر تضمين وجهات نظر فاعلين متعددين في مجالات العلوم الاجتماعية والانسانيات، بغية فهم الواقع الغير سوي الماثل أمامنا، ودرء تبعاته على الأجيال المقبلة. خطاب الكراهية، الحدود المفاهيمة والنظرية،منصات التواصل الاجتماعية، الامكانات التواصلية والتطويع الفردي للاستخدام، المحتوي الرقمي الحامل لخطاب الكراهية، المحددات والدلالات، المنظومة البيداغوجية كسند لشرعية الاختلاف الثقافي، المنظومة التشريعية بين رهان التدبير لحريات التعبير ورهان صيانة الكرامة الانسانية داخل الفضاءات الرقمية  .

حيث  تطرقا الدكتور بوعون أحمد والدكتورة سحر أم الرتم، من خلال موضوعهما عن: خطاب الكراهية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأساليب الوقاية من وجهة نظر الأساتذة الجامعيين في الجزائر: دراسة ميدانية على عينة من أساتذة جامعة سطيف 02 وجامعة قسنطينة 03، والذي يعالج إشكالية تصاعد خطاب الكراهية على شبكة الانترنيت وخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بفضل ما تتيحه هذه المنصات للأفراد والجماعات من إمكانية مشاركة آرائهم وأفكارهم وتسهيل عملية إعداد وإنتاج المحتوى الرقمي ومن خلال إمكانية إخفاء هوية المستخدمين، وفي سياق أخر تطرق الدكتور عناني نورالدين، إلى موضوع حرية التعبير وخطاب الكراهية في المجتمع الديمقراطي، والذي زاد من انتشار خطاب الكراهية توظيف وسائل الإعلام في تغذية الحرب الكلامية وتبادل التهم بين الأطراف المختلفة سياسيا، عقائديا واثنيا، فتحول التعدد من ظاهرة صحية إلى أداة تهدد الأمن الوطني والتماسك الاجتماعي، الأمر الذي فرض سن قانون يجرم كل من يستعمل أو يشجع على خطاب الكراهية.

وتناول الدكتور مصطفى البحري، موضوع سلخ المقدس وخطاب الكراهية في الفضاء العمومي الافتراضي: دراسة سوسيو ثقافية، وقد انطلق الباحث من افتراض أن الفرد حين يصادف الافتراضي وينخرط في سردياته المدمرة للوجود الاجتماعي، وينزاح نحو فردانية متحررة من قيود القداسة في بعدها الديني والوضعي، فإنه ينطلق نحو فوضى معيارية وتصورات مهلكة لا تخضع لضوابط السلم الاجتماعي وقواعد العيش المشترك، ومن هذه الممارسات نزوع الفرد نحو خطاب الكراهية ومحايثة فوضى الذات وهي تستفرد بنفسها في الزمن التواصلي الجديد، وتبدع في خوض الخراب والانغماس في زمنية العداء واللاتواصل.

وتطرقت الدكتورة هناء فارس، من خلال دراستها حول: خطاب الكراهية على مواقع  التواصل الاجتماعي بين  سياقات حرية التعبير والنصوص التشريعية، وهو: قراءة إعلامية في القانون الدولي والتشريع الجزائري، والتي تسعى من خلالها إلى الكشف عن مختلف القواعد القانونية التي شنتها الدول وآليات الوقاية التي من شأنها التخفيف من انتهاكات حقوق الإنسان التي يفرزها خطاب الكراهية.

وفي سياق أخر تطرق الأستاذ عبد القادر محمدي، إلى موضوع الإسلاموفوبيا في الوسائل الإعلامية وموقف الإسلام منها، ومن خلال ذلك تتجه الدراسة إلى البحث في خطاب الكراهية من خلال الصورة التي ترسمها وسائل الإعلام عن الإسلام، ومشكلة ما يعرف بالإسلاموفوبيا الذي خلق ما يعرف بالرهاب الإسلامي.

وتطرق الدكتور عبد الوهاب مغار رفقة الأستاذة منوبة مسيف، إلى دراسة بعنوان صناعة خطاب الكراهية في وسائل الإعلام والإنترنت، والتي تسعى لتوضيح تغيير مشهد وسائط الاعلام، ودور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر خطاب الكراهية، بالإضافة إلى التجريم الدولي لخطاب الكراهية في وسائل الإعلام وأخيرا جهود المؤسسات الإعلامية ومؤسسات أخرى في التصدي لخطاب الكراهية، وفي ذات الرواق  تطرقت الأستاذة آمال محرز، والأستاذة نوال واضح، لموضوع حول تجليات خطاب الكراهية في مواقع الشبكات الاجتماعية ورهانات التربية الإعلامية والرقمية، وتناقش هذه الورقة البحثية موضوع تجلّيات خطاب الكراهية عبر مواقع الشّبكات الاجتماعية ورهانات التّربية الإعلامية والرّقمية للقضاء على هذه الظّاهرة السّلبية، حيث حاولنا إبراز الفضاءات والإمكانات التي ينتشر عبرها خطاب الكراهية انطلاقا من كون هذه المواقع فضاء مفتوحا لحرّيات التّعبير ومختلف التّجاوزات المترتّبة عنها، في حين تتراءى التّربية الإعلامية الرّقمية كرهان استراتيجيّ يمكن أن يساهم في ضبط وتطويع المحتوى الرّقمي وفق أخلاقيات مرجعية ضابطة للخطابات عبر هذه المواقع،

وقد قدمت الدكتورة نادية خاوة، من خلال موضوعها حول: خطاب المحبّة كبديل أخلاقي عن ثقافة الكراهية الإلكترونية (مقارنة نسوّية ما بين كتاب: روضة المحبيّن ونزهة المشتاقين للإمام (ابن القيّم الجوزية)  وكتاب: L’intelligence émotionnelle للكاتب الأمريكي ( (Daniel Golma، والذي ينطلق من إشكالية تضخّم خطاب الكراهية والعمل به بطرائق ظاهرة ورمزية في الحياة العامّة، وهيمنة خطاب العنف والكراهية في ثقافتنا المعاصرة، وذلك رغم ما يعيشه الإنسان المعاصر من تقدّم وتطوّر في كافة مجالات الحياة.

وقد سعى الأستاذ نصر الدين شرفي، من خلال دراسته عن خطاب الكراهية على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي لدى المجتمعات الجزائرية، وهي دراسة ميدانية بولاية تبسة، إلى معرفة مدى علاقة خطاب الكراهية بانتشاره مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك محاولة الوصول إلى اقتراحات أو أساليب للوقاية من انعكاساته السلبية، وقد عالجت أعمال هذه الندوة العلمية الإشكالات المرتبطة بمحاور الندوة والتي تتعلق بخطاب الكراهية، الحدود المفهومية والنظرية، ومنصات التواصل الاجتماعية: الإمكانات التواصلية والتطويع الفردي للاستخدام، ومحور المحتوي الرقمي الحامل لخطاب الكراهية، ومحور المحددات والدلالات المنظومة البيداغوجية كسند لشرعية الاختلاف الثقافي، ومحور المنظومة التشريعية بين رهان التدبير لحريات التعبير ورهان صيانة الكرامة الإنسانية داخل الفضاءات الرقمية.

اد. العربي بوعمامة