تفصيل

  • سنة الطباعة : 2019،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الاولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-484-09-7.

الجريمة هي العالم الموازي للعالم الاجتماعي الواقعي المعاش. والعالمان يسيران بسرعة موازية تواطئية الطابع حيث يسعى عالم الجريمة لتطوير أدواته وأساليبه لمسايرة تطوير المجتمع لقوانينه وأعرافه، وهو سباق يدخل العالمين معاً في مسعى لاهث للبقاء والاستمرار بما يشبه الجدليات الثنائية الانسانية، التي تطرح عادة خلافات نظرية شائكة يصعب حسمها أو اعتماد احدها على حساب الآخر.

هي جدلية تشبه جدلية الموت والحياة، فهل يسعى الأحياء للموت بصور لاواعية؟ وهل يتوق الاموات للإتصال بالأحياء؟ بدليل المذاهب المختلفة التي تؤمن بإمكانية الإتصال بالعالم الاخر.

وهل غريزة الموت موجودة الى جانب غريزة الحياة؟ ام انها مجرد جانب من جوانب غريزة الحياة وقل احد شذوذاتها …ما بين مجتمع الجريمة والمجتمع القانوني نقع على جدلية مشابهة لحد التطابق، مع فارق تطرق جدلية الجريمة/ القانون إلى مختلف وجوه النشاط الانساني التي تحتمل الاستخدام الانساني القانوني كما تحتمل اساءة إستخدام الجرمية.

وهذا ينطبق على الآداب والفنون والسياسة والعلوم الانسانية بفروعها… الخ من النشاطات الانسانية.

كل ذلك وسط إفتقادنا للمعايير التصنيفية الفاصلة بين الاجرامي واللااجرامي، حيث القوانين متغيرة وهي تحتمل التطوير كما تحتمل الانقلاب الى عكسها وبالتالي الانضمام الى الجانب الموصوف سابقاً بالاجرامي.

المكتبة العربية تفتقد للمراجع الاساسية لعلم الجريمة وهي الضرورية لطرح جدلية الثنائيات المعروضة اعلاه، بما يحرم القاريء العربي من استيعاب اساسيات مفهوم الجريمة عداك عن فرص الاطلاع على مباديء ومستجدات علم الجريمة، الذي استقل بذاته اختصاصاً وتفرداً منفتحاً على كافة العلوم والنشاطات الانسانية.

هذا الكتاب يضع القاعدة لاطلاق مكتبة عربية خاصة بعلم الجريمة وهو يأتي في سياق سلسلة يعد المؤلف باصدارها تباعاً لاستكمال عرض القواعد الاساسية لهذا العلم.

بما يفتح الطريق في رأينا امام تطبيقات عربية لهذا العلم انطلاقاً من الاعراف السائدة في مجتمعاتنا العربية، حيث تتزاحم القيم مع القوانين في صراعات جانبية تشكل استثمارات جذابة  للجريمة.

وذلك بدءاً من جرائم الشرف وصولاً الى استغلال الفوضى في بعض الدول العربية لالغاء القانون واستباحته بفنون الجريمة.