تفصيل

  • الصفحات : 470 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2020،
  • الغلاف : مقوى،
  • الطباعة : الـولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 9789931728450.

المصطلحات مفاتيح العلوم، وأساس اللغة العلمية، وهي نوع خاص من مفردات اللغة، تستعمل في نطاق ضيق منها، إذ تختص بفئة من متكلميها في مجال من مجالات الحياة العلمية أو الفنية أو الحضارية، وتحمل مفاهيم أو دلالات خاصة،في علوم اللغة، أو الفلسفة أو الطب، أو الفيزياء، أو الفقه، أو السياسة، أو الحساب، أو الهندسة أو الاقتصاد…الخ، وهذه الدلالات الخاصة منقولة عن أصلها في اللغة بإحدى طرق النقل أو الوضع الاصطلاحي، وتظهر هذه المصطلحات في بنى لغوية أو صيغ تركيبية أو ترميزية تميزها عن مفردات اللغة العامة.

ودراسة المصطلحات لا تختلف كثيرا عن تلك الدراسات التي يجريها اللغويون على مفردات اللغة العامة، بجمعها ووضعها وتصنيفها وشرحها وتعريفها، وغير ذلك من القضايا التي تتعلق بها، مثل:ترجمتها وتعريبها، وتصنيفها في معجمات متخصصة، ورقية أو إلكترونية، إلا أن ما تطرحه المصطلحات من إشكالات قد تكون أخطر، وأكثر تأثيرا مما تطرحه مفردات اللغة العامة، نظرا لاتصالها المباشر بالعلوم والمعارف المختلفة وارتباطها بها ارتباطا وثيقا، وخاصة مع هذا التسارع والتزاحم الكبير الذي تشهده العلوم الحديثة والمعاصرة بما تطرحه من مفاهيم دقيقة.

ومن البديهي والطبيعي أن تطرح قضايا المصطلح نفسها بقوة في ساحة اللسانيات المعاصرة، بعد أن تطورت وتفرعت وانتقلت بنفسها من مجال وضع المبادئ العامة العامة للغة ومختلف عناصرها، إلى مجال التطبيق والاستثمار في مختلف المجالات العلمية تحت مسمى”اللسانيات التطبيقية”التي تعد صناعة المصطلح إحدى أهم مجالاتها.

فمع تشعب القضايا المصطلحية نشأ علم خاص يعنى بالمصطلح،يميز فيه الدارسون تمييزا منهجيا بين فرعين متكاملين متخادمين منه:فرع نظري(Terminology)، أو نظرية المصطلح، ينتمي إلى فروع اللسانيات العامة، وآخر تطبيقي (Terminology)،يمثل مجالا منمجالات اللسانيات التطبيقية، يتناول النظري منهما العلاقة بين المفاهيم العلمية المجردة والألفاظ اللغوية التي تدل عليها، ضمن أنظمتها الاصطلاحية وخصائصها الشكلية والدلالية، ويهتم علم المصطلح التطبيقي بصناعة المصطلحات وتوثيقها،وتحديد طرائق وضعها، وشرحها وجمعها في معجمات ومكانز وبنوك خاصة بها.

وتكتسب المصطلحية أهميتها من علاقتها الوثيقة مع العلوم الأخرى اللغوية وغير اللغوية، مما يجعلها في قائمة العلوم البينية التي لا غنى عنها في أي مجال معرفي أو علمي أو فني، أو  حضاري.

من هذا المنطلق كان اقتراحنا على الباحثين، أن نؤلف كتابا دوليا في الدراسات المصطلحية ضمن مشروع رسالة الباحث، إسهاما منا في تنشيط حركة البحث العلمي في مجال المصطلحية، والاستفادة مما وصلت إليه أحدث البحوث في هذا المجال.

وقد كان لاقتراحنا هذا جميل القبول وعظيم الإقبال من الباحثين من مختلف الدول العربية، من الخليج إلى المحيط، فجاءتنا أوراق بحثية قيمة من العراق ومصر  والسعودية وتونس والجزائر والمغرب وغيرها، وتنوعت موضوعاتهم بين مؤصل، ومترجم، وجامع وناقد و مثن للأعمال المصطلحية العربية.

تولى تحكيم هذه البحوث ثلة من الباحثين المتخصصين من مختلف أنحاء الوطن العربي، فلهم منا جزيل الشكر وجميل الامتنان على  طيب إسهامهم كل باسمه وصفته، كما لا يفوتني أن أشكر مخبر اللغة والتواصل بجامعة غليزان الذي يديره الدكتور بن عبد الله مفلاح، على تبنيه هذا المشروع ضمن رسالة الباحث التي يشرف على تحريرها الأستاذ الطيب بوقرط الذي سهر -رفقة أعضاء هيئة التحرير وأعضاء الهيئة العلمية والهيئة الاستشارية التي تضمنت أساتذة مختصين ذوي خبرة في مجال الدراسات المصطلحية من مختلف الدول العربية، والذين رحبوا بفكرة هذا الكتاب وقدموا لنا كل العون من تحكيم وتقييم للبحوث، إلى مراجعة وتدقيق لغوي – حرصا على تجسيد هذا المشروع وإخراجه في أحسن صورة، فلكل هؤلاء ننحني تقديرا واحتراما وعرفانا كل باسمه وصفته- ونسأل الله دوام التوفيق والسداد للجميع، وحسبنا أننا فتحنا بابا من أبواب العلم واجتهدنا ما استطعنا لإتمامه، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

 

د. ربيعة برباق