تفصيل

  • الصفحات : 196 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2023،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-693-2.

إنَّ التطور الحياتي لابدَّ في المقام الأول أنْ يقوم على ركائز أخلاقيةٍ وعقليةٍ ونفسيةٍ من حيث كونها الأرضية والقاعدة الرئيسة في مباشرة مهن ووظائف الحياة بطرق سليمة تحدوها مجموعة من النظم والضوابط التي تُقرئ الإنسان أهمية رسالته أيا كان نوعها اتجاه الحياة. وعلى هذا فإنَّ التفكير وأهميته ينطوي حول عديدِ الأمورِ من جهة أبعادٍ تخدم دائما بيئته الخاصة والعامة. والتي ستتبلور حتمًا على الإنسانِ بصورةٍ ما وذلك من أجل التحفيز والحثِّ على سياقات أخلاقيةٍ تُلِّم بالقاعدة الضابطة للمهام والرُتب والمسؤوليات الإنسانية حول أيِّ دور نقوم به. إذا كانت تُحيطه قواعدَ وأُسسَ يستعدُّ فيها الإنسان دائمًا نحو حلِّ المُشكلاتِ أو تحملِّها أو أن يُلِّم بعناصرها من أجل الخروج بحلٍّ يُرضي جميع الأطراف وإنْ كانت على حسابهِ. ولعلَّ هذا الجانب يعدُّ الخطوة الرئيسية في سعي الإنسان دائمًا إلى تحقيق المصلحة العامة بعيدا عن المخالفات والمشكلات الواقعية التي صارت المحور غير الفاعل وغير القانوني في كثيرٍ من الأمورِ من أجل اتهامٍ أو ظلمٍ أو تفريقٍ بمجرَّد أمر خاطئ أو نقص معيَّن يعتري صاحب الرسالة الصادقة والمهمات الصعبة. ومنه فإنَّ القدرة والوعي تحتكم دائما من صاحب الرسالة العميقة في لجوءه نحو وضع أَسيجةٍ تحدُّ من  تلك المخالفاتِ أو يتم معالجتها من ذاته إلى جهات مختصَّة للحدِّ منها، كونها لا تمثل أحد مشكلاته وإنما تصارع الأطراف المحاكمة له هي من ألزمتهُ للاتجاه لمثل هذه الأمور بسلبيةٍ عامةٍ ولكن بايجابية خاصة، من دون تغطيتها إذا كان لا القانون ولا الجماعة الخاصة تنظر إليها رأْي العينِ. ولذلك فمن الواجب عدم إغفالِ المحيطِ المُعاش والانتباه شديدَ الانتباهِ من صاحبِ الرسالةِ في  الوقوعِ حتَّى في الهفوات التي سيُحاسب عليها بأدَّق التفاصيل، رغم عَزمهِ وصُمودهِ دائمًا على محاربة أشكالِ الفسادِ التي صارت محلَّ  موقعه بسبب تطبيق القانون من قبل أصحاب النظرة القانونية له. والتي تستند إليه من دون وعيٍ وإنما رسالته علَت كلَّ واقعٍ وتشويهٍ ليتعرَّى أمام المفسدين ويصير لَطخةَ عارٍ أمام أتفه الأخطاءِ ارتكبها وتمَّ كشفها من طرف أبرياءٍ وكانوا أسيادَ مسرحيةٍ لم تُظهر حبكتها أو مشكلتها إلاَّ عندما تمَّ نصب فخٍ لتلك الجُنحة لتلتصق فجأةً بصاحب الرسالة الكاملة الناقصة حدثًا إذا ما تم إظهار صُورتهِ الصريحةَ أمام الأقنعة البريئة لتُكمل المسرحيةِ دورها في نقطة الحكمِ على تاريخ عرفهُ صاحبَ الرسالةِ، والتي لن تختلف عبر الأزمنة والعصور في  أنَّ أصحاب الرسالة والحُكماء والمفكرين الحقيقيين هم من تعرَّضوا ويتعرضون إلى طمسٍ وجورٍ بسبب صدقِ ونذره رسالتهم، وفي معالجتهم برويةٍ وقِوامةٍ لكلِّ مفسدةٍ تنحرف عن مبتغاها. ليتم وقف موجة بحر بمجرَّد هبَّة ريح تختلط بإعصارٍ ليصير الضحيَّة الأولى أمام كل المتَّوحشين الذين أَفلتوا من عقوبة القانون لهم، ليس سوى أنَّ صاحب الرسالة من قام بتغطيتها بأداء واجبهم، وهذا أكبر ضعف يرونه اتجاه صاحب الرسالة ذاك ولكن يبقى صاحب الرسالة مصدر قوةٍ وإلهامٍ وتقريرٍ. فلو فرضًا كان مثلهم بتلكم الحقارة والفظاعة ليتم كشف مزالقهم لكان في غير موضع مهنتهِ ولكنه باشرَ أساليبَ عديدةً لم يتم تكرارها على شواهد عيانٍ أعادوا المنطق نفسه بجُنحٍ تمَّ إبطالها من نظرةِ واقعٍ ليصير صاحب الرسالة المخالف الوحيد لتهمة مُخالفتهِ لبيانِ نصِّ الممارسة وإنْ تعدَّت صحتهم والتزمت بأهداف واعية وفطنة أنتجت سلاح الإبداع والتمَّكنِ والرُؤيةَ الواضحةَ نحو مقوِّماتٍ لم تنحاز عن مقوِّمات الضبط الأصلي الذي يستلزم بعضًا من التعديلاتِ التي تزيد بهاء المهمَّة والوضع وبخاصةً مواكبةَ التغييرِ.  فبالعكس فتقرير وشكوى صاحبَ الرسالة الحقيقية سيمسُّ جوانبَ عديدةً لا تخدم القانون، بل سيتم من قبل الجهات الوصيَّة العُدولِ عنها ليتمَّ تنازل صاحب الرسالة عن تلك الاتهامات- وتلك الاتهامات لم يكن ليُدلي بها صاحب الرسالة لأنه لم يأتي للنقدِ ومتابعةِ أشياءٍ لا تخصُّه- لأنَّ إيمانه بالمسؤولية تتطلَّب منبعًا نفسيًا حُرًا وطليقًا. أما الجزاء فمن خالقٍ مدَّبرِ الأمورِ ومقدِّرها. ولذا ما أُسِيء بصاحبِ الرسالةِ من مواقع معينة فلابدَّ أنْ يخرج عن صمته، ولابدَّ أن يزدادَ وعيًا  بضُعفِ الواقعِ نظيرَ الرسالة التي يملكها بكلِّ اهتمامٍ وأهملها الواقع وفق تغييرٍ يتوافق مع محيط لم يوافقِ ولو بنسبةٍ صغيرةٍ لنموذجيةِ ونهج رسالتهِ. إذا ما كان العقل العام قائمٌ على هذه البنائية الهدَّامة لمجتمع يريد بناء أشكال الزيفِ والعنصريةِ ومنطق الخير والشر والعدل واللاعدل . ومنه فقد صمَتَ وصبرَ صاحب الرسالة لأنَّ نظرهُ وانتباههُ دائما متَّجه إلى أعمقِ منطقةٍ من هدفٍ آملاً في الوصول إلى شيءٍ صغيرٍ يَكبُر مع الوقت. وبينما هو كذلك فإنَّ أنظار البقية متَّجهة حوله لاقتناصِ أخطاءهِ مُتغاضينَ عن موقع مكانتهم وأنهم هم كذلك من يحتاجون إلى محاسبةٍ أمام المفاسد التي ألقوها على صاحب الرسالة لتصير بالنسبة للأخير كومةً من أفكار أدرجها على ورقته التي تحملَّت هي كذلك جزءًا من همومهِ بصمتٍ كذلك، لكن ما إنْ يتم نشرها فستَخرجُ الورقة كذلك عن صمتها ليتم معاقبة صاحب الرسالة بكلِّ فخرٍ بعدما استوفى حقهُ من إظهارِ كاملِ ظُلمه لنفسه، فعلاً أرغبُ في قانون يعاقب ظالم نفسه حتى أتجنَّب هذه المهمة الإضافية والأساسية الخارجة عن نطاق القانون وعدلَ قانون يعاقب الآخرين من جراء مطبات خُفيت عن أنظار رجل القانون وبقيت تحت حكمة الله تعالى في نصرته دائما لأولئك المعرضون لمثل هذه المظالم أمام ظلمهم لأنفسهم من جهة، وتحمُّل ضغوطاتٍ قد تؤدِّي بهم إلى ردَّة فعلٍ صارت تحت ضوءِ سكوتهم من جهة ثانية.  ولكن هذا المنطق بالنسبة لصاحبِ الرسالةِ يعدُّ خروجًا عن الحلبة ليجتاز الخطوطَ الحمراِء في اخضرار ووسامة عملهم ورفعة رسالتهم ليصيروا بألقاب خسيسة المهنة من مناظر متعدِّدة أُستجمعت في لحظة مؤقتة لتتلاشى خيوطها الهشَّة بعد ذلكم أمام أعظم قاضي يمدُّهم في طغيانهم يعمهون – سبحانه وتعالى- وبقى سيِّد المهمة في حمايتهم من القانون الذين طبقوه بكل حذافيره على صاحب الرسالة وكأنما الأمر يتعلق بمتَّهم وبريءٍ، فإذا ما كان بريء حينما يلقون عل صاحب الرسالة حملهم على أنهم جبناء ضعاف هُزَّلٌ للغاية. وفعلاً فإنَّ صاحب الرسالة كل يوم يزداد ولعًا وشغفًا بأهمية الرسالة الحقيقة التي تخلو عليها من تسليط الضوء على الأخلاق الشكلية أمام مغايرة صاحب الرسالة دائما وأبدًا في تحسين المضمون الأخلاقي ليصير ميزان التهم عادلاً أمام براءته من وراءِ ستارِ القانونِ، وأعيد وأُكرر أنَّ صاحب الرسالة لا ينظر إلى تلك الأمور لأنَّ الله حابهُ بعطاءِ العملِ والواجبِ بمنتهى البساطة… وأتى حقيقة من أجل عملٍ بعيدًا عن كل هذه الترَّهات يسوده باختصار القيم التي يجتهدُ فيها من أجلِ صفاءِ رسالته في كلِّ مرَّة وإن أحاطها النقص، وهذا أمرٌ طبيعيٌ ولكن من المستحيل أن يكون جذره الإنساني من فوق ثمارهِ، ولأنَّ ثماره دائمًا تعلو أيَّ واقعٍ تجذَّر بالزيفِ والظُلمةِ التي لم تُنر بتاتًا وبقت حبرًا يرسمُ حروفًا لواقعٍ التصق بذهنيات أغلب المجتمع وساير المُمهتنَ تلك الحروف بينما زادها صاحب الرسالة عطرًا ولونًا وأيْنَعها تطويرًا.