تفصيل

  • الصفحات : 129 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2022،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-363-4.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يُضلل فلا هادي له .

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

﴿ $pkš‰r’¯»tƒ tûïÏ%©!$# (#qãYtB#uä (#qà)®?$# ©!$# ¨,ym ¾ÏmÏ?$s)è? Ÿwur ¨ûèòqèÿsC žwÎ) NçFRr&ur tbqßJÎ=ó¡•B ÇÊÉËÈ ﴾ سورة آل عمران:102) .

﴿ $pkš‰r’¯»tƒ â¨$¨Z9$# (#qà)®?$# ãNä3­/u‘ “Ï%©!$# /ä3s)n=s{ `ÏiB <§øÿ¯R ;oy‰Ïnºur t,n=yzur $pk÷]ÏB $ygy_÷ry— £]t/ur $uKåk÷]ÏB Zw%y`͑ #ZŽÏWx. [ä!$|¡ÎSur 4 (#qà)¨?$#ur ©!$# “Ï%©!$# tbqä9uä!$|¡s? ¾ÏmÎ/ tP%tnö‘F{$#ur 4 ¨bÎ) ©!$# tb%x. öNä3ø‹n=tæ $Y6ŠÏ%u‘ ﴾ سورة النساء: 1 ) .

﴿ $pkš‰r’¯»tƒ tûïÏ%©!$# (#qãZtB#uä (#qà)®?$# ©!$# (#qä9qè%ur Zwöqs% #Y‰ƒÏ‰y™ ÇÐÉÈ ôxÎ=óÁムöNä3s9 ö/ä3n=»yJôãr& öÏÿøótƒur öNä3s9 öNä3t/qçRèŒ 3 `tBur ÆìÏÜム©!$# ¼ã&s!qߙu‘ur ô‰s)sù y—$sù #·—öqsù $¸JŠÏàtã ÇÐÊÈ ﴾ سورة الأحزاب:70-71)([1]) .

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

ثم أما بعد:

الإنسان بما منحه الله- تبارك وتعالى- من التكريم على سائر الخلق هو المسؤول عن البناء والإصلاح والتغيير، فهو أنموذجاً طيباً لما يدعو إليه، ومثلاً حياً لكل خلق كريم يدعو إليه .

والحقيقة أن هذا ما دأبت عليه جمعية العلماء المسلمين الجزائريين منذ تأسيسها على يد مؤسسها الأول عبد الحميد ابن باديس- رحمه الله تعالى- .

فهي منذ إنشائها استمدت قوتها في التغيير على الفهم العميق لنصوص الكتاب والسنة، وهما المنطلق والقاعدة لعملية الإصلاح والتغيير، إذ هما المقوم لتربية الناس على هذا الفهم، وحملهم على العمل به لتغيير الواقع، ولن يتغير الواقع إلا إذا صحت عقيدتها.

يقول الشيخ عبد الحميد ابن باديس- رحمه الله- أدلة العقائد مبسوطة كلها في القرآن العظيم بغاية البيان ونهاية التسيير… فحق على أهل العلم أن يقوموا بتعليم العامة لعقائدها الدينية، وأدلة تلك العقائد من القرآن العظيم، إذا يجب على كل مكلف أن يكون في عقيدة من عقائده الدينية على علم، ولن يجد العامي الأدلة لعقائده سهلة قريبة إلا في كتاب الله- فهو الذي يجب على أهل العلم أن يرجعوا في تعليم العقائد للمسلمين إليه، أما الإعراض عن أدلة القرآن والذهاب مع أدلة المتكلمين الصعبة ذات العبارة الاصطلاحية فإنه من الهجر لكتاب الله وتصعيب طريقة العلم على عباده وهم في أشد الحاجة إليه (1) .

وكانت الغاية من جعل ابن باديس القرآن الكريم المقوم الأول لمعلية التغيير، فهو  كان دائم الدعوة إلى الرجوع إلى هذا الأصل العظيم .

ويقوا أيضاً: لقد شعر المسلمون بالبلايا والمحن التي لحقتهم وفي أولها سيف الجور المنصب على رؤوسهم، وأدرك المصلحون منهم أن سبب ذلك هو مخالفتهم أمر نبيهم محمد ﷺ فأخذت صيحات الإصلاح ترتفع في جوانب العالم الإسلامي في جميع جهات المعمورة، تدعوا الناس إلى معالجة أدوائهم  بقطع سببها واجتثاث أصلها، وما ذلك إلا بالرجوع إلى ما كان عليه محمد- عليه الصلاة والسلام- وما مضت عليه القرون الثلاثة المشهود لها منه الخير في الإسلام، وقد حفظ الله علينا ذلك بما إن تمسكنا به لن نضل أبدا كما في الحديث الصحيح- الكتاب والسنة- وذلك هو الإسلام الصحيح الذي أنقد الله به العالم أولاً، ولا نجاة للعالم مما هو فيه اليوم إلا إذا أنقذه الله به ثانيا (1) .

ولهذا أدركت جمعية العلماء وأعطت أهمية قصوى للتربية والتعليم في تحقيق مقاصدها العقدية والفكرية، وركزت على التعليم العربي، وإنشاء المدارس، وحث الأمة على إرسال أبنائها إلى مدارسها بغية تحقيق هدفها المنشود ألا وهو إنشاء الجيل الواعي المدرك لحقائق الأمور .

ولا ريب أن الجيل الذي عاصر هذه الجمعية يدرك الكثير من حقائقها وعن تاريخها ومن هؤلاء الشيخ الأستاذ علي مرحوم- عليه رحمة الله- واحداً من رجالات الإصلاح الذين حاولوا تحرير الفكر الإسلامي من الجمود والتبعية الذي ران على عقول المسلمين، وتطهير الإسلام مما لصق به من بدع وخرافات، إذ أدرك بعميق فكره أن مما أدى إلى انحطاط الأمم هو التخلف وقلة العلم، وتفشي الجهل والأمية.

ومن هنا أدرك أن تغيير الأوضاع هو ما يسعى إليه كل غيور على دينه ووطنه، وهو العمل على تغيير النفس أولاً من الرواسب التي تنهش كيان الأمة .

ففي صيف عام 1356ه1937م وقع اختيار الشيخ عبد الحميد ابن باديس على ثلاثة من تلامذته هم: أحمد حماني، وعلي مرحوم- رحمهما الله- ومحمد الصالح رمضان- أمد الله في عمره- للقيام بالتجول في أنحاء الوطن لصالح (الشهاب ) والنهوض بالدعوة الإصلاحية .

وكانوا قبل انطلاقهم اجتمعوا بالشيخ عبد الحميد ابن باديس- رحمه الله تعالى- فزودهم بالتوجيهات والنصائح الغالية التي كان دائماً يسديها لطلبته، فقال- رحمه الله- :

إن علينا أن نغرس في الأمة روح الثبات والعزم والاتحاد، وأن نحذرها من غوائل التفرق والاختلاف في الدين أو في السياسة، أو في الاجتماع، فإن التفرق لا يأتي معه خير .

وقال أيضاً وهو يوجه كلامه إلى المتخرجين من جامع الزيتونة: إنكم رجعتم إلى وطنكم تحملون شهادات علمية، ومن أجل ذلك كنتم جديرين بهذا التكريم، ولكن لا تظنوا أنكم ستجدون مصاعب الحياة فقد أزيلت من طريقكم .

يجب أن تعلموا- يا أبنائي- أنكم مقبلون على معركة شديدة من أجل خدمة أمتكم ووطنكم بما أحرزتم عليه من علم .

وإذا كان أبناء الشقيقة تونس يدرسون العلم في الزيتونة ليصبحوا موظفين في بلادهم، فإن فضلكم الوحيد هو أنكم تقرؤون العلم للعلم وليس للوظيف، وهو فضل كبير، فكونوا عند حسن ظن أمتكم بكم، كونوا على استعداد لأداء واجبكم نحو وطنكم.. .

فبعد أن تخرج الشيخ علي مرحوم من مدرسة الشيخ عبد الحميد ابن باديس- عليه رحمة الله- أدرك أن عليه واجباً تجاه أمته وهو أن كيف ينقذها مما هي فيه من الجهل والتخلف، فعد نفسه جندياً من جنود جمعية العلماء المسلمين الجزائريين- متجولاً في ربوعها يستطلع أحوالها ويستقصي أخبارها، ويضع الحلول الناجعة لبعض مشكلاتها كي تخرج منها .

فكانت هذه التقارير التي نشرها الشيخ علي مرحوم عبر صفحات جريدة البصائر- لسان حال جمعية العلماء- فيقول مفتتحاً هذه المقالات:

نظن أغلب الناس مطلعين اليوم على ما يحدث في وطنهم الجزائري من مؤسسات علمية، وجمعيات منظمة، إذن فكتابة متجول عن جولته في الجزائر لا تعني كثيراً بالأخبار عما هو معلوم للجمهور، ولكن رغبة في إفادة الأقلية وجرياً على عادة المتجولين رأينا أن نحدث قراء البصائر عما نراه مما يهم الاطلاع عليه في أخبار المدن والقرى التي نمر بها .

فهذه الرحلات التي جاب من خلالها الشيخ علي مرحوم المدن والقرى التي حلَّ بها كان يهدف منها إلى محاربة الآفات الاجتماعية كالبطالة والجهل، وإرساء مبادئ المشروع النهضوي، ويساهم في إرساء قواعده والتعريف به، وفتح نوادي ومكاتب للتعليم .

فالكتاب أخي القارئ لبنة من اللبنات التي تضاف إلى المكتبة خدمة لهذا الرجل الذي نُسي ولم يذكر، والذي ترك بصماته القوية في تاريخنا الإسلامي، والذي صب كل عصارة فكره في خدمة دينه وأمته .

أسأل الله تعالى أن يرحم الشيخ علي مرحوم رحمة واسعة، وأن يجازيه عما قدم لدينه وأمته خير الجزاء، وأن يسكنه بجوار الأنبياء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم، والحمد لله رب العالمين .

كتبه راجي عفو ربه الأستاذ

أبي أسامة عمر خلفة

غفر الله له ولوالديه

@ قسنطينة 29 جوان 2014م

[1]– هذه خطبة الحاجة التي كان الرسول ﷺ يفتتح بها خطبته، و يعلمها أصحابه، و روى هذه الخطبة ستة من الصحابة– رضوان الله عليهم– و قد أخرجها جمع من الأئمة في مصنفاتهم مثل:  شرح صحيح مسلم  للنووي، ( 6/153-156-157)، وأبو داود في السنن (1/287).برقم 1097. و النسائي في المجتبى ( 3/104-105) – والحاكم في المستدرك (2/182-183) والطيالسي في المسند برقم 338 ). والبيهقي في السنن الكبرى (7/146) و (3/214 ). وابن ماجه في السنن ( 1/ 585 ) .

1– مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير ( ص: 142 ) .

1–  مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير ( ص: 434 ) .