تفصيل

  • الصفحات : 108 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2022،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-364-1.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يُضلل فلا هادي له .

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

﴿ $pkš‰r’¯»tƒ tûïÏ%©!$# (#qãYtB#uä (#qà)®?$# ©!$# ¨,ym ¾ÏmÏ?$s)è? Ÿwur ¨ûèòqèÿsC žwÎ) NçFRr&ur tbqßJÎ=ó¡•B ÇÊÉËÈ ﴾ سورة آل عمران:102) .

﴿ $pkš‰r’¯»tƒ â¨$¨Z9$# (#qà)®?$# ãNä3­/u‘ “Ï%©!$# /ä3s)n=s{ `ÏiB <§øÿ¯R ;oy‰Ïnºur t,n=yzur $pk÷]ÏB $ygy_÷ry— £]t/ur $uKåk÷]ÏB Zw%y`͑ #ZŽÏWx. [ä!$|¡ÎSur 4 (#qà)¨?$#ur ©!$# “Ï%©!$# tbqä9uä!$|¡s? ¾ÏmÎ/ tP%tnö‘F{$#ur 4 ¨bÎ) ©!$# tb%x. öNä3ø‹n=tæ $Y6ŠÏ%u‘ ﴾ سورة النساء: 1 ) .

﴿ $pkš‰r’¯»tƒ tûïÏ%©!$# (#qãZtB#uä (#qà)®?$# ©!$# (#qä9qè%ur Zwöqs% #Y‰ƒÏ‰y™ ÇÐÉÈ ôxÎ=óÁムöNä3s9 ö/ä3n=»yJôãr& öÏÿøótƒur öNä3s9 öNä3t/qçRèŒ 3 `tBur ÆìÏÜム©!$# ¼ã&s!qߙu‘ur ô‰s)sù y—$sù #·—öqsù $¸JŠÏàtã ÇÐÊÈ ﴾ سورة الأحزاب:70-71)([1]) .

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد- صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

 

ثم أما بعد :

إن الدعاة إلى الله- تبارك وتعالى- هم مصابيح الدجى وأئمة الهدى، وحجة الله في أرضه، بهم تمحق الضلالة من الأفكار، وتنقشع غيوم الشك في القلوب والنفوس، فهم غيظ الشياطين وركيزة الإيمان، وقوم الأمة، فهم أمناء على دين الله- يدعون إليه بلسان صادق، أعمالهم ترجمان لدعوتهم، فهم الأسوة في القول والعمل، فيصلحون ما فسد، ويقيمون ما اعوج، لا يستخفون من الناس، ولا يخشون أحداً إلا الله ولا يقولون إلا حسنا .

ولذلك فإن الله- سبحانه وتعالى- حين يريد إقامة حجته على خلقه يخلق منهم رجلاً يصنعه الله على عينه صناعة ليس لصاحبها يد فيها، يبعثه للناس رسولاً في عصر الرسالات، أو إماماً يهدي بأمره في عصر النبوات، فالعلماء ورثة الأنبياء كما ورد في الأثر .

وهكذا دواليك تستمر قائمة دعاة الإسلام لينبرى دعاة مخلصون، وقادة مربون في عصرنا الحاضر زمنهم الشيخ أحمد حماني- طيب الله ثراه- .

فلقد كان الشيخ أحمد حماني رجلاً من رجالات الإصلاح الذين حاولوا تحرير الفكر الإسلامي من الجمود والتبعية الذي ران على عقول المسلمين، وتطهير الإسلام مما لصق به من بدع وخرافات، إذ أدرك بعميق فكره أن مما أدى إلى انحطاط الأمم هو التخلف وقلة العلم، وتفشي الجهل والأمية .

فبعد عودة الشيخ- رحمه الله- من تونس باشر رسالته في محاربة الأمية والسعي لنشر الوعي الديني، والأخلاقي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي في سبيل النهوض بأمته الرازحة تحت نير الاستعمار، وإخراجها من ظلمات الجهل إلى نور العلم الذي يراه حافزاً مهماً في بث روح اليقظة في الأمة للتخطى وطأت الخرافات والبدع التي سخرها المستعمر لفائدته .

يقول الشيخ- رحمه الله- وهو يبين لنا من هم علماء الإصلاح فيقول: ” وعلماء الإصلاح حريصون على التزام السنة، وإتباعها قد اختاروها عن وعي وحرص على الشريعة، دون أن يبدِّعوا غيرهم، ولا أن يهجوا من لم يكن على طريقتهم ” .

فهو يرى أن مرجعية الأمة المسلمة الكتاب والسنة لمعرفة أحكام الإسلام، والأمة المسلمة لم تشوه عقيدتها وتنحرف عن منهاجها القويم إلا حينما دخلت الأهواء والبدع .

ولهذا نرى أن الشيخ أحمد حماني قد سار في نفس الخط الذي سارت عليه جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وهو الخط السلفي الإصلاحي الذي سار عليه الشيخ عبد الحميد ابن باديس ورفاقه في الدعوة وهو العودة بالإسلام إلى منابعه الصافية الأولى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.

وهذه الصحائف التي بين يديك أيها القارئ ما هي إلا جزء من نشاط الشيخ الكبير الذي نذر نفسه إليه بأن يخدموا دينهم وأمتهم ووطنهم متحملين كل أذى في سبيل ذلك، غير منتظرين الأجر إلا من خالقهم- سبحانه وتعالى- .

اختياره متجولاً للشهاب: (1) .

في صيف عام 1356هـ – 1937م وقع اختيار الشيخ عبد الحميد ابن باديس على ثلاثة من تلامذته هم: أحمد حماني، وعلي مرحوم- رحمهما الله- ومحمد الصالح رمضان- أمد الله في عمره- للقيام بالتجول في أنحاء الوطن لصالح ( الشهاب ) والنهوض بالدعوة الإصلاحية، ويذكر الشيخ حماني أنهم قبل انطلاقهم اجتمعوا بالإمام عبد الحميد ابن باديس وزوّدهم بالتوجيهات والنصائح التي يسيرون على خطاها، وكان منها ما فحواه ” إن علينا أن نغرس في الأمة روح الثبات والعزم والاتحاد، وأن نحذرها من غوائل التفرق والاختلاف في الدين أو في السياسة، أو في الاجتماع، فإن التفرق لا يأتي معه خير ” .

وذكر لهم فيما ذكر ما مؤداه: ” إن العلماء لا ينكرون الدعوة إلى الاستقلال، بل هو غايتهم ومرادهم، وأن حب الحرية والاستقلال غريزة في الإنسان وطبيعة من طبائعه، بل هو غريزة في الحيوان الأعجم يريده ويسعى إليه إذا سجت، فكيف بالإنسان العاقل ؟ لكن حب الاستقلال شيء والسعي إليه شيء، وتحصيله شيء آخر، إن علينا أن نفكر فيه، ونسعى إليه، وندبر الأمر للوصول إليه بالوسائل والطرق التي تبلغنا إلى الظفر بمبتغانا ” (1) .

وبعد أن وجههم هذا التوجيه أمرهم أن يبلغوه إلى الشعب تصحيحاً لمفاهيم خاطئة كانت رائجة في ذلك العهد، وقد قام الثلاثة بالمهمة خير قيام، وكانوا جميعهم في مستوى الاختيار .

وذكر الشيخ في جلساتنا أنه كان في جولاته ( للشهاب ) كان يجاهد في ثلاث جبهات :

ـ يجابه طائفة تعيش في لجة مظلمة في الحيّرة والاضطراب والتبلبل نتيجة أوضاع سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية .

ـ وطائفة تؤمن بالله رباً، وبمحمد- صلى الله عليه وسلم- نبيناً، وبأن بعد هذه الحياة حياة أخرى سوف يسعد فيها المرء أو يشقى ولكنها غارقة في الشرك والبدع المختلفة الضالة .

ـ وطائفة بهرتها الحضارة الغربية التي تلمس آثارها في كل مكان فصارت تحت سلطانها القاهر ترحب وتقبل كل ما تأتي به بلا تمييز .

وقد واجه الشيخ كل هذه الجبهات بعزيمة قوية، وإرادة ماضية، ونفس شديدة الرغبة في المعالجة والإصلاح، ورائده في ذلك إمامه المصلح بتوجيهاته القيمة، وربما غرس فيه من أخلاق وطبائع ” .

وبين يديك أخي القارئ تقارير أو ملاحظات على الأماكن التي زارها الشيخ، وهي ملاحظات على ما شاهد أو رآه الشيخ سواء في المجال الديني، أو الثقافي، أو التربوي .

ومن ميزة هذه المقالات أن الشيخ يعطيك لمحة عن المنطقة من حيث التاريخ، فيقول مثلاً:

دلس بلدة قديمة يرجع تأسيسها إلى عهد الفينيقيين تقع على شاطئ البحر شرق الجزائر، وموقعها في سفح جبل ( سيدي سوزان ) وشكلها مستطيل إذ لم يترك لها الجبل أين تمتد عرضاً، أسسها الفينيقيون وكانت من مراكزهم التجارية التي أسسوها بالجزائر مثل جيجل، وبجاية، ويول شرشال الخ، وكانت تسمى نادلس وتارة قيسي.. .

والكتاب أخي القارئ في الحقيقة فيه من الدرر الغالية النفيسة، والمتعة المشوقة فيه.

أسأل الله تعالى أن يرحم الشيخ أحمد حماني، وأن يجازيه عما قدم لدينه وأمته خير الجزاء، وأن يسكنه بجوار الأنبياء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم، والحمد لله رب العالمين .

كتبه راجي عفو ربه الأستاذ

أبو أسامة عمر خلفة

غفر الله له ولـــوالديه

قسنطينة 29 جوان 2012م

[1]– هذه خطبة الحاجة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفتتح بها خطبته، ويعلمها أصحابه، وروى هذه الخطبة ستة من الصحابة– رضوان الله عليهم – وقد أخرجها جمع من الأئمة في مصنفاتهم مثل: شرح صحيح مسلم  للنووي، ( 6/153-156-157)، وأبو داود في السنن ( 1 /287).برقم 1097. والنسائي في المجتبى ( 3/104-105) – والحاكم في المستدرك( 2/182-183) والطيالسي في المسند برقم 338 ). والبيهقي في السنن الكبرى ( 7/146) و( 3/214 ). وابن ماجه في السنن ( 1/ 585 ) .

1– أعلام من المغرب العربي لمحمد الصالح الصديق- أطال الله في عمره- ( 3 / 1231 وما بعدها ) موفم للنشر .

1– من مدرسة النبوة للشيخ علي مرحوم ( ص: 15 ) دار البعث للنشر والتوزيع 1404هـ- 1984م .