تفصيل

  • الصفحات : 379 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2020،
  • الغلاف : مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 9789931728771.

يعد البحث في القضايا ذات البعد المناطقي على قدر كبير من الأهمية بمكان حيث أن هذه القضايا والتي تدخل ضمن مجال أو الحقل البحثي المناطقي ذات أبعاد إستراتيجية بحثية، يستطيع ويحاول من خلالها الباحث في هذا المجال أن يؤسس لتحليلات أكثر دقة ومصداقية، مبنية على معطيات نظرية وميدانية.

فدراسة المناطق من خلال ما تمتاز به من خصائص بحثية إلا أنها لا تكاد تخلو من عديد العقبات، فهذا المجال البحثي الاستراتيجي بدوره يحتاج إلى عديد المعطيات الحساسة وهو ما يصعب على الباحث جمعه في ظل التعتيم الذي يخيم على عديد القطاعات خاصة إذا ما تعلق الأمر بدول العالم الثالث.

من ذلك فإن المنطقة المغاربية كجزء هام من هذا الحقل البحثي شهدت عديد المحاولات البحثية التي ترتكز على الشقين النظري والميداني، ما تؤكده الدراسات الموجودة والتي تكاد تكون قليلة إذا ما قورنت بغيرها من المناطق كأوروبا التي شهدت توافدا بحثيا كبيرا، وهو ما يمكن إرجاعه إلى غياب عامل الرغبة من قبل صانع القرار بالأساس في تعزيز وتشجيع هذا المجال الذي يعد لب الدراسات البحثية الحديثة.

ما قد يضع الباحث في الدراسات المغاربية أمام حتمية نقص هذه المحاولات خاصة الجادة منها والتي تشكل بدورها من أبرز صعوبات الدراسة التي تقف في وجه البحث العلمي، وهو ما يوجب تعزيز المحاولات البحثية الجادة في هذا المجال والتي حتما ستؤتي بثمارها البحثية، وتكرس لثقافة البحث العلمي الجدي والفعال.

فقد حاول مجموعة من الأساتذة والباحثين من مختلف الجامعات وفي عديد التخصصات أن تكون هذه الدراسة الجماعية ذات طابع ميداني أكثر، يقوم على تحليل المعطيات الموجودة في شتى المجالات التي تمثل مجالات حساسة ضمن الطابع البحثي الحديث، والذي يعتمد على دراسة الجزئيات الحساسة ضمن هذه المواضيع الجدية.

تم تقسيم هذه الدراسة إلى ثلاث أقسام، حيث جاء القسم الأول عبارة عن دراسات افتتاحية هامة للحديث أكثر عن مسار الانتقال الديمقراطي باعتباره ركيزة أساسية في هذا التحليل، ضم هذا القسم قضايا متعددة أراد من خلالها المساهمون وضع إطار تفسيري لهذا الانتقال وإسقاطه على المنطقة، وهذا من خلال الحديث عن واقع المنطقة المغاربية خاصة في سنة 2019 التي شهدت مراحل حساسة في التاريخ المغاربي، كما أن للجانب الانفاقي العسكري وزنا ضمن هذه النقاشات الحساسة خاصة في ظل السعي للتنافس حول الريادة، مما قد يستدعي بل بالضرورة من تعزيز فرض التعاون بين دول المنطقة في خضم الدور الأوروبي لتعزيز فرص المجتمع المدني في هذه المنطقة.

في حين أن القسم الثاني جاء كمجال أكثر حساسية أخذ البيئة الإقليمية كمتغير محوري في تفاعلات المنطقة، وهذا من خلال ما تحدث عنه الباحثون حول التحديات والتهديدات التي تهدد المنطقة والتي حتما تستوجب تبني مقاربات فعالة للتعامل معها، خاصة وأن التهديد بدأ يتوسع ليشمل مختلف المجالات بعد أن كان محصورا في التهديد العسكري، كل هذا في ظل إفرازات ما حدث في منطقة الساحل وليبيا والتي تعتبر أحد أبرز بؤر التوتر.

وصولا إلى ما جاء في مضمون القسم الثالث حيث يتم وفقه التأكيد من خلال عديد الدراسات الهامة والتي تصب في البحث عن طرق كفيلة لحماية المنطقة، خاصة وأن الجانب الأمني مثل ويمثل الحلقة الأبرز في حلقات حماية المنطقة، وهنا لابد من التأكيد على دور المجتمع المدني والتكوين الجمعوي في ترسيخ الثقافة الأمنية وتعزيز الأبنية الأمنية ككل، وهذا قصد تفعيل الإتحاد المغاربي كعامل فعال ضمن هذه الحماية والحفاظ على المنطقة، والذي يأخذ فيه المركب الأمني الأهمية القصوى.

وعليه فالشكر موصول إلى كل من ساهم في هذا العمل البحثي الجماعي المحكم والذي كما أشرنا إليه سابقا يعتبر محاولة جادة تقوم على الجانب الميداني في ظل المعطيات الحالية، كما أن هذا الكتاب الجماعي حتما سيكون إضافة مميزة إلى المكتبة العربية والمغاربية والتي تفتقر إلى هذه المواضيع الجريئة، على أمل أن يتم توسيع هذا المشروع ليكون بداية محاولة افتتاحية للمساهمة في تحليل المواضيع المناطقية العربية.