تفصيل

  • الصفحات : 326 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2019،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الاولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-691-22-8.

لقد كانت اللغة العربية طيّعة على ألسنة أهلها حيث كانوا يرفعون المرفوعات وينصبون المنصوبات ويكسرون المجرورات لمّا كانت السليقة العربية سليمة للمتكلّمين.

وبانتشارالإسلام ودخول الأعاجم فيه أفواجا لسماحته وملاءمته للفطرة الإنسانية ومع فساد السليقة العربيةانتشر اللحن؛ فتنبّه أولو الأبصار إلى أنَّ الأمر آيل إلى إفساد اللغة وضياع الدين. فاللحن سلاح ذو حدين: نقمة ونعمة؛ فالنقمة ولّدت النعمة، فاللحن الباعث الأول على تدوين اللغة العربية، وعلى استنباط قواعدعلم النحو.

واستحوذ النحو العربي على قدر كبير من جهود العلماء منذ نشأته إلى أَنْ أصبح علما مدونا له مصنفاته ومؤلفاته التي تشكل مساحة كبيرة من حجم المكتبة العربية.

ومِنْ جهود العلماء الهامة التي قُدمت للنحو العربيتَوَجَّهَ علماؤنا إلى حَصْر قواعده وتدوينها، بل اتخذت أشكالا متعددة من المعالجة الصادقة منهم:

سيبويه (ت 180هـ) في مؤلّفه الكتاب. والأصمعي(ت 214هـ) في كتابه غريب القرآن.والمبرد ( ت 271هـ) في مؤلفه المقتضب.

ولمَّا فتحت بلاد المغرب العربي امتد النشاط العلمي إليها فظهر فيها علماء أجلاء اشتهروا في علم النحو، ولِمَا للنحو مِنْ أهميّة ومكانة عظيمة عليّة، صُنعت فيه التصانيف، وأُلِّفت فيه التآليف، فمِنْ مُكثرٍ جعل كتابه أسفاراً، ومِنْ متوسط غيْثُ فوائده أصبح مدراراً، ومِنْ مُوجزٍ كان كتابُه أوراقاً.

وكان من بين تلك المتون المختصرة، والكتب المحرّرة المشتهرة، كتاب:(الْمُقَدِّمَة الآجُرُّومِيَّة).

ومِن ثَمَّ طفِق العلماء إِلى شرحها وتدريسها، وكان مِنْ شروحاتها لدى أعلام الجزائر الآتية  الذكر في الفصل الأول.

وأما أسباب اختيار الموضوع نجملها في ما يأتي:

1/ تحديد طبيعة التصنيف اللغوي الجزائري لشروح متن الآجرومية، والوقوف على معالم منهجه ومحتواه.

2/ الاهتمام بالتراث الجزائري الذي يمثل حلقة من حلقات التاريخ العربي الإسلامي الثقافي المنير.

3/ تثمين جهود العلماء الجزائريين، وإثراء المكتبة الجزائرية والعربية.

4/ كما أن الموضوع لم يُتَنَاوَل من طرف الآخرين – فيما أعلم-.

المنهج

إن معالجة هذا الموضوع يحتاج في تقديري إلى المنهج الإحصائي الدي يتناسب وشرح الآجرومية لدى الجزائريين لبيان منهجها المتبع. والمنهج التحليلي الذي يسعى لتحليل المادة العلمية.

وقد جاءت خطة بحثي على النحو الآتي: مقدمة، وثلاثة فصول، وخاتمة، وقائمة ثبت المصادر والمراجع والمحتوى.

أما المقدمة فقد احتوت على نبذة عن حالة اللغة العربية قبل فشو اللحن وبعد فساد السليقة العربية، وجهود العلماء في التأليف لصيانة اللغة العربية عند المشارقة والمغاربة بصفة خاصة.

أما الفصل الأول فقد عُنون بـ: منهج عرض المسائل النحوية في شرح الآجرومية لدى الجزائريين، وتناولت فيه المباحث الآتية:التنظيم والتبويب، والترميز، والإعراب، والتعليمية.

أمَّا الفصل الثاني فَوُسِمَ بـ: منهج الاستشهاد والاستدلال في شرح الآجرومية لدى الجزائريين. وتناولت فيه المباحث الآتية: القرآن الكريم، والقراءات، والحديث النبوي الشريف، وكلام العرب، والمذاهب اللغوية، وآراء العلماء، والمنظومات.

أمَّا الفصل الثالث فَوُسِمَ بـ: محتوى شرح الآجرومية لدى العلماء الجزائريين، وتناولت فيه المباحث الآتية: الكلام، وباب الإعراب،وباب معرفة علامات الإعراب، وباب الأفعال، وباب مرفوعات الأسماء، وباب منصوبات الأسماء، وباب مخفوضات الأسماء.

وخاتمة تضمنت أهم النتائج المتوصل إليها.

وأجد من الضروري الإشارة إلى هذا الكتاب هو البحث الذي نلت به درجة الدكتوراه من كلية الآداب والفنون بجامعة السانية بولاية وهران الجزائر في 12/03/2014م بنفس العنوان، إلا أنني حذفت المدخل الموسوم بـ: شراح الآجرومية من المشارقة والمغاربة، والفصل الرابع الموسوم بـ: الاختلاف في محتوى شرح الآجرومية لدى العلماء الجزائريين.

كما يفرض علي واجب الوفاء أن أعترف بالفضل للأستاذ الدكتور: المختار بوعناني لتفضله بالإشراف على هذا البحث، فجزاه الله خير الجزاء.