تفصيل

  • الصفحات : 330 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2021،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-225-5.

تعتبر الرواية الجزائرية المعاصرة من أكثر الأجناس الأدبية اهتماما من طرف الدارسين، لما شهدته من التغيرات والتطورات التي مكنتها من الارتقاء بفضل تقنياتها الفنية الخاصة، ما جعلها في بحث متواصل عن جديد الأساليب وحديث الأشكال، فلكل مبدع رؤاه الخاصة، وآلياته الفنية، ومنطلقاته الفكرية، وتصوراته الجمالية التي لها تأثير في شكل ومضمون عمله الإبداعي، ما حقق لها ثراء فنيا خلال فترة زمنية محدودة، إذا استطاعت أن تتجاوز المحلية لتلتحق بمصاف العالمية، وذلك على يد جيل طموح أكد صدارة هذا الجنس الأدبي، فأصبح يعادل ديوان العرب قديما (الشعر).

وقد أثارت قضية التراث جدلا واسعا في أوساط المفكرين والمثقفين، وتعددت المواقف والآراء حول وظيفة التراث، ومدى انعكاس تلك الوظيفة في الحياة المعاصرة، فأخذ الأديب المعاصر يستثمر التراث في كثير من الأعمال الأدبية المختلفة رغبة في إنتاج تجارب فنية متميزة.

ولأن مصطلح التراث شامل نعني به عالما متشابكا من الموروث الحضاري والبقايا السلوكية والقولية التي بقيت عبر التاريخ.

فقد واكبت الرواية الجزائرية في بنائها الفني، ونوعت في مصادره التراثية، التي استقى منها الكتاب مادتهم بين مصادر دينية وأدبية وتاريخية وأسطورية وشعبية وصوفية، وتنوعت تبعا لذلك أساليب توظيف كل عنصر من هذه العناصر.

حيث نجد في هذا المجال كوكبة من المبدعين الذين اهتموا بالتراث كالروائي “واسيني الأعرج” في نصه “نوّار اللوز” و”عبد الحميد بن هدوڤة” في نصه “الجازية والدراويش”،”الطاهر وطار” في “اللاز” وغيرهم.

وعلى هذا الدرب سار أيضا جيل جديد تأثر بهذا النهج الذي سلكه مؤسسوا الرواية الجزائرية من بينهم “عز الدين جلاوجي” في متونه الروائية:

  • الفراشات والغيلان سنة 2000.
  • راس المحنة سنة 2004.
  • الرماد الذي غسل الماء سنة 2005.
  • حوبة ورحلة البحث عن المهدي المنتظر سنة 2011.
  • العشق المقدنس سنة 2014.
  • حائط المبكى سنة 2015.
  • سرادق الحلم والفجيعة د ت.
  • الحب ليلا في حضرة الأعور الدجال سنة 2017.

التي تحاول وعلى مدارها معالجة قضايا ترتكز بالدرجة الأولى على الكيان الجزائري بكل ما يحمله من هموم ووقائع أثقلت كاهله بالأمس إبان الثورة مرورا بالعشرية السوداء، وكل ذلك في سبيل المحافظة على كيانها وحرية شعبها.

ولأن التراث يمثل الهوية والأصالة، فقد كان حضوره بمثابة الدعامة والركيزة الأساسية التي يعول عليها الروائي في عمله الإبداعي، ما ولّد فينا رغبة الاطلاع على هذه التجربة، وما تحققه من رؤية تكسر النمطية والركاكة لاستخراج جدلية الإدهاش والمغايرة.

من هذا المنطق جاء البحث كمحاولة لأن يكون إجابة عن بعض الأسئلة:

  • كيف وظف الروائي “عز الدين جلاوجي” التراث؟ وهل جاء توظيفه لغرض جمالي، أم كان بهدف إحيائه والحفاظ عليها من الضياع؟
  • ما هي أهم الآليات المعتمدة عليها من قبل المبدع في تقديم التراث عبر رواياته؟
  • ما هي أهم الرموز التي وظفها الروائي “عز الدين جلاوجي” ضمن متونه الروائية؟

ولمقاربة هذا المكون (التراث) في روايات “عز الدين جلاوجي” قمنا باعتماد جملة مناهج مكملة في تنوعها تتمثل في المنهج السيميائي، السردي، التفكيكي والحفر والتأويل حتى تتيح تفكيك معمارية المكونات الأخرى (الشخصية، الزمكان، وآلياته، الوصف، السرد، الحوار).

وعلى ضوء هذا اعتمد البحث خطة بحث  يتصدرها مقدمة ومدخل  متضمنة أربعة فصول منته بخاتمة وجملة نتائج.

تضمن المدخل بعض المفاهيم النظرية التي تتعلق بموضوع البحث، من خلال إجراء مقاربة مفاهيمية لمصطلحي الرواية والتراث،حيث وقفنا على المفهوم اللغوي والاصطلاحي عند الأمم الغربية والعربية ثم تحديد علاقة الرواية الجزائرية بالتراث، وختمنا المدخل بمرجعيات عز الدين جلاوجي التراثية.

 

 

 

أما المتن  فقد احتوى أربعة فصول تناولنا في:

الأول: العناصر التراثية في الخطاب الروائي  عند “عز الدين جلاوجي”، حيث قدمنا في البداية  مدخلا بعنوان: الرواية والموروث السردي ثم قمنا بعدها برصد مختلف التعالقات النصية والتي تمثلت في:

  • التراث الشعبي.
  • الحكاية الشعبية.
  • السيرة الشعبية.

حيث عمدنا في البداية إلى التنظير من خلال الوقوف على المفاهيم السابقة الذكر ثم طريقة تشكيلها وحضورها داخل المتن الروائي عند “جلاوجي”.

أما الثاني فعنوناه بـ: تمظهر التراث الديني في روايات عز الدين جلاوجي، وتناولنا فيه: مفهوم الدين لغة واصطلاحا ثم علاقة التراث الديني بالرواية الجزائرية، يليه عنصر الخطاب الديني وكيفية اشتغاله في روايات عز الدين جلاوجي (القرآن والحديث) مبرزا آلياته وخصائصه في حين الفصل الثالث تناولنا فيه تمثل التراث التاريخي في روايات “عز الدين جلاوجي” يشتمل على الملامح النظرية للرواية التاريخية مع إبراز مظاهر تحولها في ظل الرواية الجديدة، لنختم الفصل باشتغال التاريخ على المتخيل الروائي.

أما آخر فصل فقد تضمن العناصر الجمالية والفكرية التي يضفيها الجانبين: الشعري والنثري.

وختمت الدراسة بجملة نتائج توصلت إليها من خلال الروايات التي حاولت التطبيق عليها.

وحتى يستقيم هذا العمل الأكاديمي ويرتقي إلى مصاف العلمية، تم الاعتماد على جملة من المراجع التي تخدم موضوع البحث، خصوصا تلك التي لها علاقة بالتراث داخل الأعمال الروائية العربية والجزائرية نذكر منها:

  • التناص التراثي – الرواية الجزائرية أنموذجا – لسعيد سلام.
  • توظيف التراث في الرواية العربية المعاصرة لمحمد رياض وتار.
  • التراث الشعبي في الرواية الجزائرية لبلحيا الطاهر.
  • التراث والحداثة لمحمد عابد الجابري.
  • نظرية التراث لفهمي جدعان.
  • الرواية والتراث السردي لسعيد يقطين.
  • التناص – دراسة في المنهج والتأويل ورهانات الترجمة لعيساني بلقاسم.

كما نهل هذا البحث من مراجع أخرى كثيرة منها ما هو مترجم (تزفيتان تودوروف: مفاهيم سردية، الشعرية، جيرار جينيت: خطاب الحكاية، جوليا كريستيفا: علم النص، فلاديمير كريزبنكسي: من أجل تعاقبية سيميائية للرواية، ميخائيل باختين: الخطاب الروائي، شعرية دوستويفسكي) ومنها ما هو من تأليف جماعي دون إغفال المقالات المنشورة في المجلات والرسائل الجامعية المبثوثة في مكتبات الجامعات الجزائرية والعربية.