تفصيل

  • الصفحات : 174 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2023،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-692-5.

تعدّ اللّسانيات الحاسوبية من أهمّ التفرّعات اللسانية الحديثة، حيث تعنى بدراسة الجوانب الحاسوبية للغة المنطوقة والمكتوبة. ويُعتبر مشروع الذّخيرة اللغوية استثمارا للحاسوبيات في الحفاظ على التراث منذ القديم إلى يومنا هذا،حتى يتسنّى للباحث الاطّلاع على المُفهرسات والمكانز النصيّة في أيّ وقت ومن أيّ مكان .

هذا البنك الآلي للنّصوص ساهم في تعليميّة اللغات وخاصّة اللغة العربية واستعمالها الحقيقي في حياتنا اليومية .

وتعتبر الذخيرة العربية مصدرا معلوماتيا مهمّا، يهدف إلى بناء قاعدة علمية معلوماتية ذاتية متطورة في ضوء الانفجار المعرفي المتواصل، وهي تمثل اقتراحا حضاريا يسهم في تقدّم العلم، ويرسم استراتجياته المستقبلية، فإنّها تعتبر – حقيقة –  كإضافة علمية ؛ لأنها مشروع علمي حضاري لا ينظر إلى اللغة العربية وآدابها فقط، ولا إلى العلوم اللسانية وحدها، وإنّما إلى العلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم والتّكنولوجيا على حدّ سواء،ككلّ متكامل، ذلك لأنّ اللغة هي الوسيلة بالنسبة للباحث في أي علم من العلوم أو معرفة من المعارف ( = اللغة أداة للفكر)، كما تعدّ عنصرا من العناصر التي تميز مشروع الذخيرة كونها تدخل في إطار تكامل المعارف وتضافر الاختصاصات، وفي إطار ثقافة المعلومات، وعلاقاتها بمنظومة المجتمع برمته، في سبيل تحقيق الاتّصال والتّواصل.

كما تكمن أهمية مشروع الذخيرة اللغوية في رقمنة التراث اللغوي العربي، وإيجاد حلول تكنولوجية للتعاملات اللسانية على اختلاف مستوياتها، وهذا لا يمكن حدوثه إلا إذا تم تكييف اللغة مع الأنماط الآلية التي تسمح بخلق فضاءات رقمية عربية  أو معربة.

التحول الرقمي الذي شهدته اللغات البشرية  خلق تحديا كبيرا أمام الباحثين العرب لكي يحوسبوا اللغة العربية، ويطوعوها وفقا لما يدلي به السوق اللغوي، حيث يعملون جاهدين للوصول بها (اللغة العربية) إلى مصاف اللغات الأخرى التي شكلت اللغة الأولى في الاستعمال الرقمي، ولربما هذا ما رمى إليه عبد الرحمن حاج صالح من خلال مشروعه الضخم (الذخيرة اللغوية).

تعليمية اللغة العربية هدف سام  يسعى إلى تحقيقه كل متخصص في اللغة العربية، فإيصالها إلى الأجيال اللاحقة  سواء من الناطقين بها أو غير الناطقين يفرض مواكبة العرصة بكل تقنياته التكنولوجية، مع الحفاظ على سلامتها وصحتها والتأصيل لتراثها، واستيعاب شساعة معجمها.

مشروع الذخيرة اللغوية يسمح بخلق فضاءات تعليمية متميزة من حيث السّرعة والدّقّة والاقتصاد في الجهد، إذ يتمّ العمل على ابتكار برامج إلكترونية فعالة تقوم مقام المعلم الواقعي في كثير من الأحيان، كما يتم تدشين منصات  مهمة لتفعيل التعليم عن بعد، وإيصال اللغة العربية إلى كل نقطة في العالم، وهذا ما نلحظه  في عصرنا الحالي، وخاصة  في خضم جائحة كورونا التي فرضت علينا العزلة، وبالتالي كان الملجأ الوحيد للبشرية جمعاء هو اللجوء إلى الجانب الرقمي واعتماده كنظام أساسي في حياة الإنسان.

مشروع الذخيرة اللغوية بما أنه بنك معلومات آلي يقوم على تخزين أمهات الكتب العربية القديمة، ويضم إليها النتاج الفكري المعاصر، هو طريق استشرافي لتطوير المناهج التعليمية للغة العربية، ويساعد على تكريس بيداغوجيات فعالة تقوم في أساسها على البناء الرقمي للمستويات اللغوية العربية، والترسانات المعجمية  الحاسوبية،  ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يهتم المشروع كذلك الخطابات والمحاورات العفوية بالفصحى في شتى الميادين، ومن هنا يمكن القول أن مشروع الذخيرة اللغوي هو: الذاكرة اللسانية للأمة العربية،  وحاضرها  السديد، ومستقبلها المُسْتَشْرَف.