تفصيل

  • الصفحات : 655 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2021،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-130-2.

تمثل الحدائق نوع من انواع الفنون التي تُعبر عن رُقي الانسان البشري على مر العصور المختلفة ، كما انها تمثل نوعاً من انواع العلم والمعرفة الذي يعكس مدى وعي المجتمع الثقافي ، والاندلس من البلدان التي مَنَّ الله عليها بطبيعة جميلة وخلاّبة توفرت لها عناصر الخصب من مياه كثيرة ومناخ معتدل وارض معطاء ، الى جانب اليد الماهرة التي عرفت كيف تتعامل مع الطبيعة الجميلة فتنسقها في حدائق ورياض وبرك ماء ونوافير وازهار مختلفة ، فنظرة الانسان الاندلسي للحديقة لم تتغير بتغّير ومرور العصور المختلفة ، فهي رمز لتجديد النشاط والحيوية ولإضفاء راحة النفس والتخلص من اعباء الحياة وصخبها ،فالتامل في جمال الدنيا المتمثل في الحدائق يعطي احساس بالاسترخاء ممزوجاً بالدهشة ، ولهذا قيل : اذا كان هناك جنة على الارض فهي الحدائق .

والكتاب الذي بين ايدينا التفاتةٌ جميلة من مؤلفه، فقد عرفته مؤرخاً حذقاً وكاتباً بليغاً، سلّط فيه الضوء على جانب مهم من جوانب الحضارة الاسلامية في الاندلس، وذلك عندما استعرض الحديث في فصول عن الحدائق والبساتين والمتنزهات التي اقامها امراء وخلفاء وسلاطين الاندلس في قصورهم وبقية انحاء المدن الاندلسية، ومدى اهتمامهم بهندستها ، والتفاخر بأزهارها والتغني بها في اشعارهم، فضلاً عن ذكره لأشهرعلماء النبات ومؤلفاتهم.

فدراسة فن الهندسة والتصميم للحدائق والبساتين في الاندلس سواءً أكان في قصور الخاصة او حدائق العامة، تمثل جانباً مهماً من جوانب الحضارة الاسلامية في الاندلس كما اسلفنا، وتفصح عن مدى الذوق الرفيع والحرص الشديد الذي تميّز به الاندلسيون في ترضية العيون وتهدئة القلوب والنفوس، من خلال زراعة النباتات ذات الالوان الزاهية البراقة والعطور الشهية الفواحة التي كان لها ابلغ الاثر في تهدئة النفوس والشعور بالراحة والطمأنينة .

ومن الله وحد نستمد العون والتوفيق

أ.د. برزان مُيسر الحامد/ أستاذ التاريخ الاندلسي

جامعة الموصل – العراق

18ربيع2 1442ه/ 3 ديسمبر 2020