تفصيل

  • الصفحات : 236 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2023،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-548-5.

بسم الله الرحمان الرحيم، وصلى الله على نبيه الأمين

ليس ضرورة أن تكون الصورة آلية إمتاعيه، أو غرضًا تستدعيه ملكة الإمتاع في حال من الترف الفكري ففي البدء كانت الصورة صانعة المشهد بالكلمة البارعة والعبارة الرشيقة في السياقات التوصيفية تقريبًا للمعنى وتوجيهًا للحس الإدراكي نحو دقائق الخيال لحظة القبض على تجلياته المتخفية.

فالآلة الإبداعية وإن تناهى بها عنصر الزمن إلى تجديد الفهم، وتحديث الوسيلة، إنما لأجل الدفع بحركة المنتوج الفني نحو أغراضه المتعالية في ذات المتلقي بخاصة، ولاسيما والنص الشعري اليوم قفزت به ثقافات العصر المتشابكة مع واقع وآفاق يعسر القبض على حدودها.

فالشاعر المعاصر بات يُنظر إليه كما لو أنه رمز ثقافي، يحتمل متاع المعرفة المتخصصة، ويستعين بآليات التفكيك والإدراك صناعة للمنجز المشهدي، وفق ذوق ورؤيا ومنهج، إيمانا منه أن العصر شئنا أم لم نشأ عصر الصورة والمشهد واللوحة، ولكل  قيمته الإمتاعية، وتشفيراته اللطيفة، بل لكل عشاقه وجمهوره المتطلع إلى مفرزات الجدة والأصالة، وفي هذا الزخم الفني المتشابك تقف اللغة الشعرية عامل حسم تصوغ المعنى، وتفصل الأبعاد والتقاسيم بتلويناتها البيانية الكاشفة، وإيقاعاتها الحالمة تأكيدا على عمق الصلة بين البيانات الخطابية للمنجز التعبيري في أشكاله المتغايرة.

من هنا جاء هذا العمل دليل بيان وكشف وإيضاح للمعاني التي أجملنا إيرادها في قضايا المشهد والصورة ضمن حقل قرائي نقدي، يصبو نحو الجمع بين ما هو تجريدي في تنظيرات السادة الفلاسفة والمفكرين وبين ما هو استعمالي تتبلور معانيه في مدونات الشعراء المعتبرين في تعداد الفحول، نرجو ختامًا  للدكتور عابد سحنون، وهو يمارس حقه الثقافي في مضمار الجمالية تمام السداد، وبالغ الأثر في كل من له صحبه وألفه بشيء اسمه: ثقافة المشهد والصورة في زمن الإخبار بغير الأخبار.

تيارت: 23 من ذي القعدة1443ه الموافق لــ 22 جوان 2022م

الدكتور غانم حنجار/ جامعة ابن خلدون تيارت