تفصيل

  • الصفحات : 143 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2023،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-597-3.

تقديم

بسم الله الرحمن الرحيم، فاتحة كلّ ذي عمل ذي بال، والحمد لله ذي الفضل والنّوال، ثمّ الصلاة والسلام على سيّدنا محمد شريف الخِلال والخِصال، أمّا بعد:

فإنّ اللغة العربيّة تمرّ بأزمة حقيقيّة، لا يدري كُنهها إلا المخلصون من ذويها، وإنّها لفي ضِيق حقيق، وليس ينفرج أمرها ولا تنفرج كربتها إلا بطفرة حقيقية، يحمل لواءها فرسانها النجباء، الذين يحسنون الكرّ والفرّ، ويجيدون الطّعن والضرب، والرّمي، فيصيبون الهدف، وليس ذلك لأهل الاندفاع والحماسة بل لأهل الرأي والكياسة.

إن لغتنا اليوم تحتاج منّا مَدَدا لا مِدادا، فهي أحوج إلى خطيبٍ يتكلّم بها لا إلى أديبٍ يتكلم عنها، وإلى شاعرٍ يتغنّى بها، لا إلى باحثٍ يغنّي لها، وبكلّ اختصار فهي تحتاج لمن يرفع رايتها ويحقّق غايتها ويظهر آيتها، إنّها تحتاج لعربيّ يتكلم بها، وبها يخاصم ويصالح، وبها يمدح ويهجو .

ومن أجل ذلك كان البحث عن آليات تيسير اللغة العربية بتيسير قواعدها أمرا يستوجب النفير، فلا يكون مجرّد شعارات وصيحات، بل يتعدّاه إلى حقول التطبيق والممارسة، وبهذا فقط يمكن أن نقدّم للغة العربية ما تستحقّه منّا.

وعلى هذا حاولت أن أقدّم في هذا البحث رأيا أحسب أنّه يفيد في تعليم العربية، فبيّنت الأسباب الحقيقية التي حطّت من مكانة العربيّة، ثمّ حاولت أن أبيّن كيفية توظيف التعليميّة في مشروع تيسير النّحو، وختمت بمجموعة من الاقتراحات التي بإمكانها تيسير بعض مسائل الإعراب، حتّى لا يبقى الإعراب فزّاعة تنفّر المتعلّمين، وشمّاعة نعلّق عليها رايات اليأس والاستسلام.

ولست أشكّ في قصور هذا البحث، وربّما دفعتني بعض الظروف لأتعجّل طبعه، لكنّي على يقين أنّه وإن بان قصوره، وكثرت مثالبه، فهو مِرقاة لغيري يتطلعون به إلى خدمة العربية بأحسنَ وأكملَ ممّا قدّمت، وإن عزّ هذا وذاك فحسبي أنّي دخلت مُنافحا عن لغتي ولا يهمّي بعد ذلك كيف أخرج.

الدكتور بولنوار عبـد الرزاق
في 16 من ذي الحجّة 1443
15 من جويـــــلية 2022