تفصيل

  • الصفحات : 140 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2022،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-349-8.

يعتبر موضوع التنشئة الاجتماعية، من بين أكثر المواضيع تطرقا من ناحية البحث العلمي، سواء متغير تابع أومستقل، لما له من أهمية في دورة حياة الوليد  فالنشء، لكن هذه العملية لا يمكن أن تتم في فراغ ولا تنطلق من العدم أوتحدث بصورة جزافية، بقدر ما تعتبر عملية اجتماعية منظمة لها أساليبها وأدواتها، تحتويها وتقوم بها مجموعة من مؤسسات تسمى بمؤسسات التنشئة الاجتماعية.

كثيرة هي تلك الدِّراسات التي أولت ببحوثها الأكاديمية الاهتمام بكل مؤسسة على حدا، طبعا مع ربطها بمؤشرات ومتغيرات متعددة؛ سواء ما تعلق بأنماط الممارسات الفردية أوبطبيعة المجتمع بصفة عامة.

إنّ مجتمعنا العربي يولي اهتماما كبيرا لعملية التنشئة الاجتماعية، هذه الأخيرة التي تتبوأ أهمية كبيرة سواء من حيث التناول العلمي أوكممارسة اجتماعية تتم بشكل مستمر وفي صورة متغيرة بتغير طبيعة المجتمعات، واختلاف طرق القيام بها، لكن بالرغم من اختلاف أنماط وأساليب هذه العملية؛ التي تعد في حقيقتها من أولى العمليات الاجتماعية، تحرص على تفعيل نشاط ودور هذه المؤسسات بذات المجتمع، خاصة وأنّ الأمر يتعلق بالدرجة الأولى بأهم عنصر بذات المجتمع ألا وهو “الإنسان“، هذا الكائن الحي، والمقولة الأخلاقية والاجتماعية، والمفكر الذي لا يزال لحد الآن محل دراسة من قبل جميع العلوم بكل تخصصاتها، كمنطلق بحثي ومفهوم على درجة من التعقيد والتركيب.

لسنا نحن فقط الأوائل المبادرين بدراسة موضوع التنشئة الاجتماعية، لكن رؤيتنا تحمل نسق توجه آخر ألا وهو “مؤسسات التنشئة الاجتماعية“، فهذا الكتاب المتواضع لا يخرج عن كونه مدخلا لموضوع المجتمع. يتضمن الكتاب مقدمة وسبعة فصول، تناول الفصل الأول فيه “التنشئة الاجتماعية“، أما “الفصل الثاني” فقد خصصناه حول “مؤسسة الأسرة“، من خلال التطرق لماهية هذا النّسق الاجتماعي المهم، وما يتعلّق بالأسرة كمؤسسة اجتماعية تنشئوية، خاصة أهم التعريفات التي أوردها العديد من الباحثين في مجالات تخصصية متنوعة، والتركيز على ذكر تاريخ تطورها عبر كل المجتمعات البشرية، ناهيك عن خصائصها ووظائفها، وأهمية هذا النّسق بذات المجتمع.

أمّا “الفصل الثالث“، فقد تناولنا فيه “مؤسسة المدرسة“، كونها مؤسسة من مؤسسات التنشئة الاجتماعية، لها مالها من ميزات وخصائص ووظائف، بالإضافة إلى تاريخيتها كمؤسسة اجتماعية خضعت هي الأخرى لحتمية التغير الاجتماعي، جعلت منها ليست مجرد مكان للتعليم بل مسؤولية اجتماعية ملقاة على عاتق الكثير من الفاعلين المكوِّنين لهذه المؤسسة من خلال جملة الأدوار والوظائف التي يقومون بها وفقا لما يرتضيه العقل الجمعي بشكل عام.

الفصل الرابع من الكتاب يتناول “مؤسسة المساجد“، فيتطرق هذا الفصل إلى التعريف بالمساجد كمؤسسة دينية اجتماعية، بالإضافة إلى التطرق إلى أهمية هذه المؤسسة من خلال جملة الأدوار والوظائف التي تقوم بها بذات المجتمع والأهداف التي تصبو إلى تحقيقها.

وقد تضمن الفصل الخامسجماعة الرفاق“، لما تمارسه من تأثير على الوليد، خاصة وأنّها تلعب دورا جد مهم بعملية التنشئة الاجتماعية، لا تقل عن ما ذكرناه من مؤسسات في الفصول الأولى؛ إذ أنّها تؤثر في المعايير الاجتماعية للطفل.

أمّا “الفصل السادس من كتابنا فيتناول مؤسسة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها ألا وهي “وسائل الإعلام“، كون أنّ هذا الأخير جد مهم في مجال العلاقات الإنسانية، ليس فقط من خلال عملية نقل الأخبار، بل يتعداه إلى كل من عمليتي الإعلام والاتصال كأسلوبين ووسيلتين من وسائل تكوين العلاقات الإنسانية، القائمة على شبكة التواصل من خلال عمليات التفاعل التي تتم داخل المجتمع عن طريق هذه المؤسسة الحيوية، التي تمارس سلطتها لما لها من دور فاعل، طبعا في إطار ما يخول لها.

في حين خصصنا الفصل الأخير من كتابنا لمؤسسات التنشئة الاجتماعية الأخرى بشكل عام، مؤسسات لها دور كبير في عملية التنشئة الاجتماعية من مثل دور الحضانة، النوادي الثقافية والرياضية… لنختم الكتاب بقاموس لأهم المصطلحات الأساسية التي تضمنتها فصول عملنا هذا.

نتمنى أن يحقق نشر هذا الكتاب، الفائدة المرجوة منه، ويكون دعما للطلبة ولكل باحث علم، خاصة وأنّ موضوع التنشئة الاجتماعية ومؤسساتها لديه أهمية كبيرة في عملية البحث الاجتماعي، خاصة ونحن في سياق الحديث عن أولى العمليات الاجتماعية، وأهم عنصر بل كنه الحياة الاجتماعية والحياة ككل ألا وهو الإنسان.

في ختام هذا التقديم المتواضع لهذا الكتاب الذي مهما قيل فيه يبقى مجرد محاولة بسيطة منا في بحر هذا الموضوع، خاصة أمام إسهامات الكثير من المختصين في مجالات متعددة.

الدكتورة: “كريمة هرنــدي”