تفصيل

  • الصفحات : 314 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2022،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-353-5.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يُضلل فلا هادي له .

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

﴿ $pkš‰r’¯»tƒ tûïÏ%©!$# (#qãYtB#uä (#qà)®?$# ©!$# ¨,ym ¾ÏmÏ?$s)è? Ÿwur ¨ûèòqèÿsC žwÎ) NçFRr&ur tbqßJÎ=ó¡•B ÇÊÉËÈ ﴾ سورة آل عمران:102) .

﴿ $pkš‰r’¯»tƒ â¨$¨Z9$# (#qà)®?$# ãNä3­u‘ “Ï%©!$# ä3s)n=s{ `ÏiB <§øÿ¯R ;oy‰Ïnºur t,n=yzur $pk÷]ÏB $ygy_÷ry— £]tur $uKåk÷]ÏB Zw%y`͑ #ZŽÏWx. [ä!$|¡ÎSur 4 (#qà)¨?$#ur ©!$# “Ï%©!$# tbqä9uä!$|¡s? ¾ÏmÎ tP%tnö‘F{$#ur 4 ¨bÎ) ©!$# tb%x. öNä3ø‹n=tæ $Y6ŠÏ%u‘ ÇÊÈ ﴾ سورة النساء: 1 ) .

﴿ $pkš‰r’¯»tƒ tûïÏ%©!$# (#qãZtB#uä (#qà)®?$# ©!$# (#qä9qè%ur Zwöqs% #Y‰ƒÏ‰y™ ÇÐÉÈ ôxÎ=óÁムöNä3s9 öä3n=»yJôãr& öÏÿøótƒur öNä3s9 öNä3tqçRèŒ 3 `tBur ÆìÏÜム©!$# ¼ã&s!qߙu‘ur ô‰s)sù y—$sù #·—öqsù $¸JŠÏàtã ÇÐÊÈ ﴾ سورة الأحزاب:70-71 ) ([1]) .

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

ثم أما بعد:

يعد مالك بن نبي- رحمه الله- واحدا من أوعية العلم والفكر في العالم الإسلامي، فقد اجتهد في خلال مراحل حياته لدراسة المشكلات الفكرية والحضارية، وتشكل كتبه منعرجا حاسما في رسم معالم لتأسيس نهضة إسلامية فاعلة .

فلقد استقطبت مشكلات الحضارة تفكيره واهتمامه منذ أكثر من ربع قرن، فلقد اهتم بمشكلات الأمة الإسلامية انطلاقا من رؤية حضارية شاملة .

يقول- رحمه الله- إن المشكلة التي استقطبت تفكيري واهتمامي منذ أكثر من ربع قرن وحتى الآن هي مشكلة الحضارة .

ويقول أيضا: إن مشكلة كل شعب هي في جوهرها مشكلة حضارية، ولا يمكن لشعب أن يفهم أو يحل مشكلته ما لم يرتفع بفكرته إلى الأحداث الإنسانية، وما لم يتعمق في فهم العوامل التي تبني الحضارات أو تهدمها .

فالحضارة عند مالك بن نبي مرتبطة بحركة المجتمع وفاعليته، سواء على مستوى الرقي والازدهار، أو في انحطاطه وتخلفه، فهو- رحمه الله- صاغ نظريته من دراسة سنن نشوء وسقوط الدول، ونظريات العمران التي أسس لها ابن خلدون وهو الحضارة .

فالعالم الإسلامي وفق هذه الرؤية هو في طور الأفول وليس التخلف وانعدام الفاعلية والقابلية للاستعمار كشكل من الانهزام النفسي والشعور بالدونية أما الرجل الغربي، وهي تجسيد لما أسماه ابن خلدون ولع المغلوب بتقليد الغالب  سوى أعراض لهذا التطور، أدّت في الأخير إلى السقوط تحت رحمة الاستعمار الذي يعيد إنتاج نفسه كل مرة بأساليب مختلفة ليضمن بقاء المسلمين في حال التأخر، أو ليضرب محاولاتهم النهضوية .

وعليه ومن أجل العودة بالحضارة الإسلامية إلى طور الأوج، حدد بن نبي ثلاثة مشكلات حضارية تتمثل في: الإنسان والزمن والتراب .

يقول- رحمه الله- إن أول ما يجب علينا ان نفكر فيه حينما نريد أن نبني حضارة أن نفكر في عناصرها تفكير الكيماوي في عناصر الماء إذا ما أراد تكوينه، فهو يحلل الماء تحليلا علميا، ويجد أنه يتكون من عنصرين: ( الهيدروجين والاكسجين ) ثم بعد ذلك يدرس القانون الذي يتركب به هذان العنصران ليعطينا الماء، وهذا بناء وليس بتكديس.

والعناصر التي تتشكل منها الحضارات حسب نظرية مالك بن نبي هي: الإنسان + التراب + الوقت .

– فالإنسان: في فترة ما بعد الموحدين هي انعدام الفعالية والركود والرضوخ للواقع، فيرى بن نبي هنا أن من شروط النهضة  هو وعي هذا الإنسان بحاله تلك، وإحداثه للتغيير المطلوب الذي يفضي إلى نفسه لتلك الأغلال النفسية التي تعيق حركته .

– التراب: أي القيمة الاجتماعية للأرض وللثروة كعامل من عوامل النهوض .

الوقت: فمالك بن نبي يرى أنه يتم تكييفه اجتماعيا، وإدماجه ضمن العمليات الصناعية والاقتصادية والثقافية باعتباره ركيزة تقوم عليها سائر إطرادات هذه العمليات، ويعتبر امتدادا ضروريا لنمو واكتمال الاطرادات المتعلق بعلم الاجتماع.

فالإنسان المسلم الذي قرر أن يأخذ مصيره بيده عليه أن يعي قيمة الزمن، فيعرف أن انتصاره في الصراع تفرضه عليه القوى المهيمنة لاستضعافه في العالم، وهو بأدائه لعمله وإدارته لهذا الصراع بسرعة وفعالية، فلا مجال لتبديد الجهود وتضييع الوقت .

وعليه فالحضارة لا يمكن استيرادها من بلد إلى آخر رغم استيراد كل منتجاتها ومصنوعاتها، لأن الحضارة إبداع وليست تقليد أو استسلام وتبعية كما يظن الذين يكتفون باستيراد الأشياء التي أنتجتها حضارات أخرى .

لقد كان مالك بن نبي أعمق فكرا وتحليلا، وأوسع أفقا ممن سبقوه في معالجة الواقع المتخلف للعالم العربي والإسلامي .

ولمكانة مالك بن نبي في الساحة الفكرية فقد أحدث نقلة نوعية في الفكر الإسلامي الحديث، إذ أقبل الباحثين والدارسين على دراسة أفكاره وشرحها، وهو الذي كان مغتربا عن وطنه قرابة 30 سنة بعيدا عن وطنه، فهذه العودة إلى فكر مالك بن نبي أننا بدأنا لربما نعرف قيمة الرجل وحجمه على خريطة الواقع العربي والإسلامي اليوم.

ولعل ما يجسد هذه الفكرة هو هذا العمل الذي بين أيدينا وهو عبارة عن بيليوغرافية للإنجازات والأعمال الفكرية التي أعدت عن فكر مالك بن نبي- رحمه الله تعالى- فهي أعمال قد تنير درب الكتاب والباحثين للإنجازات التي أعدت حول فكره سواء منها الرسائل العلمية من دكتوراه وماجستير وماستر وليسانس، أو الكتب التي أنجزت عن فكره ومنهجه، والمقالات والأبحاث أيضا المنجزة حوله في المجلات المحكمة، ناهيك عن المحاضرات والندوات .

ولقد استغرق مني هذا العمل جهدا أسأل الله أن يكتب لنا أجره عنده- سبحانه وتعالى- فكان العمل كالتالي:

المحور الأول: الرسائل الجامعية وقسمته إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: رسائل الدكتوراه .

القسم الثاني: رسائل الماجستير والماستر .

القسم الثالث: رسائل الليسانس .

المحور الثاني: الكتب وهو أيضا مقسم إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: كتب مالك بن نبي .

القسم الثاني: كتب عن فكر مالك بن نبي .

القسم الثالث: كتب تضمن أقساما خاصة عن مالك بن نبي .

المحور الثالث: وتناول المقالات المتواجدة بالجرائد عن فكر مالك بن نبي، وجاءت المقالات مرتبة حسب السنوات أي من سنة 1947 إلى 2021م .

المحور الرابع: تناول المقالات في المجلات المحكة- وهي أيضا مرتبة بحسب السنوات .

المحو الخامس: المحاضرات وهي مقسمة قسمين:

القسم الأول: محاضرات مالك بن نبي .

القسم الثاني: المحاضرات التي تناولت فكر مالك بن نبي .

المحور السادس: قسم الحوارات .

المحور السابع: حوارات والندوات الإذاعية .

هذا وفي الأخير أسال الله تعالى أن يرحم مالك بن نبي برحمته الواسعة، وأن يكتب لنا في عملنا هذا القبول والأجر عنده، والحمد لله رب العالمين .

أبو أسامة عمر خلفة

الجزائر- قسنطينة 19 صفر 1443هـ

26 سبتمبر 2021م

[1]– هذه خطبة الحاجة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفتتح بها خطبته، و يعلمها أصحابه، وروى هذه الخطبة ستة من الصحابة– رضوان الله عليهم – و قد أخرجها جمع من الأئمة في مصنفاتهم مثل: شرح صحيح مسلم  للنووي، ( 6/153-156-157)، وأبو داود في السنن ( 1 /287).برقم 1097. والنسائي في المجتبى ( 3/104-105) – والحاكم في المستدرك( 2/182-183) والطيالسي في المسند برقم 338 ). والبيهقي في السنن الكبرى ( 7/146) و ( 3/214 ). وابن ماجه في السنن ( 1/ 585 ) .