تفصيل

  • الصفحات : 466 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2021،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-044-2.

اشتق مصطلح علم الاقتصاد (Economics) من لفظ يوناني ويرجع تاريخياً إلى أرسطو، وهو مشتق من كلمتين يونانيتي الأصل هما (ايكوس Oikos) ومعناها المنزل و(نوموس Nomos) ومعناها تدبير وبذلك يكون معنى اللفظ اليوناني (تدبير المنزل) غير أن هذا لا يعني أن يونانيين القدماء هم الذين أسسوا علم الاقتصاد كعلم مستقل.

يتساءل الطالب أو الدارس دائماً وفي البداية عن القضايا والأمور التي يهتم فيها علم الاقتصاد “Economic ” ويقوم بدراستها وبحثها.وبشكل عام يمكن القول بأن علم الاقتصاد يبحث في الجوانب التي تهم الفرد في حياته اليومية والمجتمع في سعيه المستمر لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإشباع للحاجات وبالتالي تحقيق النمو والازدهار ورفع مستوى معيشة أفراده وذلك بما يمتلكه من موارد اقتصادية . فالقضايا التي يختص فيها علم الاقتصاد هي إذاً تلك المتعلقة بالعوامل التي تؤثر على رفاهية الأفراد.

فمن  دواعي دراسة هذا العلم تنبع من مصدرين:

  • هو أنه يرتبط بالإنسان وبالمجتمع البشري ارتباطاً وثيقاً، لأنه يأخذ على عاتقه أمر الكشف عن ” القوانين والمبادئ التي تحكم علاقات الأفراد بعضهم مع بعض حينما تتدخل المادة كوسيط في هذه العلاقات”.
  • تدخل الدولة ومؤسساتها في مختلف الأنظمة في الحياة الاقتصادية للمجتمع ومحاولتها التأثير على الفعالية الاقتصادية للوحدة الإنتاجية بشكل يجعل هذه الفعالية تتلاءم مع، وتسير ضمن، إطار الخطة العامة للدولة في الميدان الاقتصادي الاجتماعي والارتباط الوثيق بين المصدرين هو الذي يعطي الأهمية الكبرى للدراسات الاقتصادية.

التباين الكبير في مستويات التقدم الاقتصادي بين الدول، ووقوع عدد كبير من دول العالم في أوضاع اقتصادية متردية أظهر الحاجة إلى المزيد من الدراسات الاقتصادية والتجارب لسياسيات اقتصادية مما جعل الاقتصاد السياسي مركز اهتمام فئة كبيرة ومتزايدة من المفكرين ورجال الدولة وقادة الرأي العام.

وإذا كان الاقتصاد على هذه الدرجة من الأهمية في حياة الأفراد والمجتمعات فما أحوجنا إلى دراسته لتعلم مبادئه والكشف عن قوانينه وأصوله لنستخدمها في مواجهة الصعوبات والعراقيل التي تعترض سبيل تلبية حاجاتنا أفراداً ومجتمعاً.

وبصورة عامة يمكن أن نذكر بعض الجوانب والمسائل التي يدرسها ويهتم فيها علم الاقتصاد من خلال النقاط التالية:

إنتاج السلع والخدمات، كذلك يبحث علم الاقتصاد في الآلية التي تحدد أسعار السلع والخدمات، أي الكيفية التي يتشكل من خلالها السعر أو الثمن . ويدرس الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع الأسعار لبعض السلع والخدمات دون بعضها الآخر وكذلك العوامل التي تؤثر على تغيرات أو تقلبات الأسعار من فترة إلى أخرى، هذا بالإضافة إلى تحديد الأسباب والظروف التي تدفع بالدولة في بعض الحالات إلى فرض أسعار محددة وثابتة لبعض السلع، ولماذا تفرض الحكومات الضرائب على استهلاك السلع والخدمات؟…..الخ

مصادر الدخل وإنفاقه:

يحصل الفرد عادة على الدخل من خلال الأنشطة الاقتصادية المختلفة التي يمارسها، وباعتبار أن الأفراد يمارسون أنشطة مختلفة كل بحسب قدراته وإمكانياته الإنتاجية فإنهم يحصلون على الدخل من مصدر أو مصادر متعددة ولذلك يختلف الدخل من فرد لآخر. وعلم الاقتصاد يبحث عادة في تلك المصادر التي يحصل منها الأفراد على دخولهم وبالكيفية التي يتم من خلالها توزيع هذه الدخول على الأفراد إضافة إلى طرق إنفاق هذه الدخول على شراء السلع والخدمات المختلفة، أي كيف يتصرف الأفراد بدخولهم وأوجه إنفاقهم لها وتوزيعها على مختلف السلع والخدمات؟

عناصر الإنتاج:

إن القيام بأية عملية إنتاجية يستلزم استخدام عناصر إنتاجية تدعى عناصر أو عوامل الإنتاج، وعادة ما تقسم إلى أربعة عناصر هي: العمل ورأس المال والأرض والاستحداث (التنظيم).

وعلم الاقتصاد يهتم بالكيفية التي يتم من خلالها الجمع ما بين هذه العناصر في العملية الإنتاجية، والكمية المنتجة من السلع والخدمات من خلال هذه العملية.

قضايا أخرى:

على وجه العموم هناك قضايا أخرى يهتم فيها علم الاقتصاد نذكر منها: دراسة مستوى الدخل القومي والعوامل المؤثرة فيه، التضخم وأسبابه، السكان ومعدلات البطالة ومستوى الاستخدام السياسات الاقتصادية، النمو الاقتصادي الاستهلاك الكلي والادخار والاستثمار الكليين، وكذلك بالنقود والتجارة الدولية وميزان المدفوعات والتخطيط الاقتصادي والاقتصاد الرقمي، والاقتصاد الأخضر…الخ.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه القضايا التي يدرسها علم الاقتصاد هي على سبيل المثال لا الحصر، إذ أن هناك العديد من المسائل الأخرى لم يتم ذكرها لارتباطها بمقررات أخرى.

وكلي أمل أن يساهم هذا الإعداد في وضع لبنة في علم الاقتصاد الذي يجب أن يلاحق التطورات التي يشهدها مجتمعنا العربي ….واللهَ أسأل أن يوفقنا جميعاً, إلى ما فيه خير الأمة.

والله وراء القصد

المؤلفة