تفصيل

  • الصفحات : 128 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2020،
  • الغلاف : مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 9789931691716.

كانت روايات الأدب الأندلسي والمغربي والمملوكي والتركي مجموعة أخبار فريدة من نوعها خالصة الأدبية، نقية الشعرية، تنساب في ذوق السامع انسياب اللحن الفاتن والصوت الشجي والدارس لهذا النوع من الأدب يدرك ذلك جليا واضحا.

فمن المشوِّق أن يُمسك بيدك الأدب الأندلسي ويسير بك في أراضيه وبساتينه وحدائقه وحول أنهاره، ثم ينتهي بك إلى أحد قصوره الفخمة لتجلس صحبة الخلفاء والعلماء والأدباء على غرار عبد الرحمن الناصر لتتعلم السياسة، وابن عبد البر لتتفقه وتعارض ابن زيدون، وتُضحك ابن شهيد. وتتأدب مع ابن بسام، وتُؤرِّخ لابن حيان هذه النزهة، وتستفيد منها على يد كل من الزرقالي والبكري وابن العوام، ثم تجالس ابن حزم لتتحضر.

ومن الحسن أن يعرض عليك الأدب المغربي جولة في رياضه الغناء وصحاريه الفيحاء وبحاره الهوجاء وجباله العلياء، فتشرب رحيق الأدب التيهرتي مع ابن حماد، وترحل مستأنسا بأعاجيب ابن بطوطة، وتدمع حرجا من خطب القاضي عياض، وتتنفس الجمال المرونق مع الحصري والشاب الظريف، وتتعلم كيف تضبط مسار سياحتك مع الإدريسي عالم الجغرافيا.

ثم تأخذ نفسا عميقا مودعا أدب الحضارتين الأندلسية والمغربية، وتشق أمواج البحر الأبيض المتوسط فتمر على الإسكندرية وقاهرة الفاطميين لتصل الشام. وفي رحلتك هذه تكون قد عرجت على تاريخ دولة المماليك، فتعجبت من فروسية صلاح الدين الأيوبي، وفتنة الإرمينية شجرة الدر، وبطش المظفر قطز هازم هولاكو المغول والتتار، وأُعجبت بحماسة الظاهر بيبرس، وشجاعة فرسان معركة حطين، لينتهي بك البساط السحري بين مأدبة: الشاب الظريف التلمساني والقزويني والسيوطي والبوصيري وابن الوردي.

أما في العهد العثماني التركي فستنصت لِيتًا لموسيقى شعر أبي المواهب ومحمد التركماني وأبي علي اليوسي وتدرك أنَّ أباهم عثمان مؤسس الدولة وأمهم مال خاتون كانا بذرتين لشجرة غطت أغصانُها أنحاءَ آسيا وأوربا وإفريقية، وأنَّ ابنَهما محمد الثاني الفاتح لبيزنطا أو القسطنطينية أو إسطنبول ـ كما شئت ـ فرع زكي من تِلْكُمُ الشَّجرة العثمانية بالدولة العلية تركيا.

فهذا ـ وغيره ـ يدفعنا لتأليف هذه المحاضرات لأبنائنا الطلبة الأعزاء وإخواننا الباحثين في مجال العصور الأدبية الثلاثة الأندلسية والمغربية والمملوكية ـ التركية. فكله خدمة للبحث الأدبي وتحقيقا للأهداف التعليمية والتربوية التي سطرتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من خلال لجانها في الأيام الدراسية التي تعقدها لتجديد البرامج وتحيينها لتساير التنمية المستدامة والتطور الحاصل ومن تلك الأهداف ما يلي:

  • أن تكون للطلبة فكرة وافية عن قصة الفتح الإسلامي للمغرب والأندلس وبلاد الروم.
  • أن يكون لدى الطلبة تصور واضح عن تأثير الأدب العربي وتأثره عبر العصور المختلفة.
  • أن يتعرف الطلاب على الأدب الأندلسي والمغربي والمملوكي والعثماني في أطواره المختلفة.
  • أن يتعرف الطلاب على الإبداع الأدبي الشعري والنثري: من موشحات وأزجال وشعر الطبيعة وعروض البلد ورسائل وقصص ومقامات ورحلات أو أدب جغرافي.
  • أن يتعرفوا على أعلام من أدباء العصور الثلاثة شعراء وناثرين أندلسيين ومغاربة ومماليك وعثمانيين.

كما جاءت المنهجية المتبعة في إعداد المواضيع والعناوين حسب مفردات المقياس المقررة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سنة 2008م بعد اقتراح اللجان البيداغوجية والعلمية لإعداد البرامج التعليمية.

وقد كانت هذه المحاضرات محصول سنوات من تدريسي مقياس الأدب الأندلسي والمغربي والمملوكي والعثماني، لطلبة السنة الثانية جذع مشترك لغة وأدب عربي بالمدرسة العليا للأساتذة بقسنطينة، فهي ثمرة اجتهاد وبحث في عشرات من المصادر والمراجع المختصة والمواقع الإلكترونية وغيرها إلا أنني لم أشر لكثيرها واكتفيت بما يفي بالغرض تخفيفا على الطلاب، وتحديدا لمجال البحث.

فإن أصبت فبتوفيق من الله عز وجل الشكور الحليم أشكره سبحانه على آلائه ونعمائه وتوفيقه، وإن جانبت الصواب فمن نفسي المتسرعة ومن الشيطان المزين للأعمال السيئة غير السديدة. والله من وراء القصد فالحمد لله والصلاة على أشرف المرسلين وآله وصحبه والسلام.

د. عبد الحليم كبوط

بو الصوف قسنطينة