تفصيل

  • الصفحات : 106 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2022،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-321-4.

– مدخل إلى علم النفس الاجتماعي

تعريف علم النفس الإجتماعي:

هو فرع من فروع علم النفس يهتم بالسلوك الإجتماعي للفرد والجماعة وأهمية العلاقة الإجتماعية والتفاعلات في داخل الجماعة.

بعض التعاريف:

كريتش وكريتشفيلد: علم النفس الإجتماعي يشمل جوانب سلوك الفرد في الجماعة.

مصطفى فهمي: هو العلم الذي يدرس سلوك الفرد في علاقته بالآخرين.

ألبورت: هو عبارة عن محاولة لفهم وتفسير تأثير أفكار الآخرين ومشاعرهم وسلوكهم بوجود الآخرين الفعلي أو المتخيل.

بونيج: هو دراسة الأفراد في صلاتهم البيئية المتبادلة دراسة تهتم بما تحدثه هذه الصلات البيئية من آثار على أفكار الفرد مشاعره وعاداته وإنفعالاته.

وبالنظر إلى هذه التعاريف يلاحظ أنه على الرغم من أن كل منها يركز على جانب أساسي بإعتباره  يؤرة الإهتمام في مجال علم النفس الإجتماعي فإنها تشترك جميعها في ثلاث عناصر:

  • إن هذا العلم هو دراسة علمية شأن الدراسات في العلوم الأخرى “ليست فلسفة تعتمد على التجارب”.
  • إن الموضوع الرئيسي لهذا العلم هو السلوك.

إن المواقف الإجتماعية والمثيرات الإجتماعية المتضمنة منها هي المجال الأساسي الذي يدور فيه ذلك السلوك الذي يهتم علم النفس الإجتماعي بدراسته.

موضوع علم النفس الإجتماعي: هو دراسة السلوك الإجتماعي.

السلوك الإجتماعي يختلف عن السلوك الفردي.

السلوك الإجتماعي معقد في تركيباته، لا يمكن تفسيره إلا من خلال التعرف الكامل على طبيعة الأفراد وطبيعة تفاعلهم في المواقف المختلفة في حياتهم.

موضوعات علم النفس الإجتماعي:

  • التنشئة الإجتماعية.
  • دراسة المظاهر المرضية للحياة الإجتماعية (الإضطرابات الإجتماعية).
  • التفاعل الإجتماعي، الجماعة الإجتماعية.
  • القيادة.
  • دراسة الميول والإتجاهات.
  • دراسة صور العداء بين الجماعات، الأمراض الإجتماعية.
  • دراسة علاقة علم النفس الإجتماعي بالعلوم الأخرى.
  • دراسة علم النفس الإجتماعي بعلم الإجتماع الأول يهتم بدراسة السلوك الإجتماعي للأفراد بينما يهتم الثاني بدراسة الظواهر الإجتماعية .

علاقة علم النفس الإجتماعي بعلم الأنثروبولوجيا: علم الأنثروبولوجيا يهتم بدراسة الثقافات والحظارات المختلفة من خلال معرفة السلوك الإجتماعي لتلك الجماعات إستطعنا التعرف على ماهية تلك الجماعات.

علاقة علم النفس الإجتماعي بعلم النفس الفسيولوجي: يهتم هذا الأخير بدراسة وظائف الأعضاء مثل الغدد الصماء وإفرازاتها وما تؤُر به على الشخصية.

علاقة علم النفس الإجتماعي بعلم النفس النمو: يهتم بدراسة تطور سلوك الفرد بدءا من مرحلة الجنين مرورا بمرحلة الطفولة والمراهقة والرشد حتى الكهولة ويهتم علم النفس الإجتماعي بعملية التنشئة الإجتماعية وكيفية تفاعل الفرد مع بيئته.

علاقة علم النفس الإجتماعي بعلم النفس الصحة النفسية: حيث أن الصحة النفسية تعتمد على مدى قدرة الفرد على التكيف مع نفسه وظروفه التي يحي فيها حيث أن البيئة الإجتماعية وما يتمثل فيها من متغيرات تؤثر على الصحة النفسية فهذا ما يهتم فيه علم النفس الإجتماعي وما يتعلق بعملية التكيف الإجتماعي والأسباب التي تؤدي إلى عدم التطيف وبعض المشكلات الإجتماعية الأخرى مثل الإدمان.

تاريخ علم النفس الإجتماعي:

كان ينطوي تحت الفلسفة وخاصة الفلسفة اليونانية.

أفلاطون كان ينظر للإنسان كما لو أنه نتاج نموذج إجتماعي.

أرسطو يرى الإنسان كائنا بيولوجيا وكان يفسر سلوك الإنسان على أساس الوراثة الحيوية.

تطور علم النفس الإجتماعي في العصر الحديث:

هوبنز: ينظر إلى الطبيعة الإنسانية على أنها أنانية نفعية ويجب قمعها عن طريق الجماعة.

جان جاك روسو: يرى أن الإنسان في حالته الطبيعية طيب القلب بريء النفس ولم تظهر فيه الشرور إلا عندما أحدثت فيه المدنية أثارها.

الفيلسوف الإسكتلندي (هوم) والمسمى أب علم النفس الإجتماعي قد جعل من التعاطف بين الناس القوة الأولى  للعلنيات الإجتماعية.

إدوارد روث 1908 نشر أول كتاب في علم النفس الإجتماعي والذي إستطاع فيه بمهارة أن يربط التاريخ والإقتصاد وعلم النفس وعلم الإجتماع من جهة أخرى حيث ركز على ظاهرة التقليد والإيحاء وإنتقال الأفكار والعادات والإتجاهات بين أعضاء الجماعة المختلفة.

المستويات الثلاثة للتطابق بين علم الاجتماع العام وبين علم النفس:

  • مستوى سلوك الفرد.
  • مستوى سلوك الجماعة.
  • مستوى المنظمات الاجتماعية الراسخة (الدولة، الدين، الأسرة).

حدثت قفزات في تاريخ علم النفس الإجتماعي من أهمها:

  • إهتمام العلماء بهذا العلم.
  • التعرف على الجوانب المختلفة التي تؤثر في حياة الفرد وفي طبيعة سلوكه وتفاعله مع مجتمعه.
  • نشأة القياس السوسيومتري في دراسة العلاقات الإجتماعية.
  • دراسة تأثير المعايير المختلفة على السلوك الإجتماعي للفرد.

الفرد والجماعة كمفهومين أساسيين في علم النفس الاجتماعي وفي فلسفة النشاط الرياضي:

تعتبر الجماعة الاجتماعية هيكل حيوي وتنظيم منسق لعلاقة الأفراد وتأثيرهم على بعضهم البعض تحده مشاعر مختلفة: التماسك، التكامل، الاشتراك في اختيار وإنجاز الأهداف، اقتسام هوية اجتماعية، توحيد قنوات الاتصال والوجدان، التواجد ضمن لا شعور جماعي وتعزيز التبادل … إلخ.

* تعريف الجماعة:

هي وحدة اجتماعية تقوم على التفاعل بين الأفراد وتأليف قنوات التأثير المتبادل بينهم، وتكون الجماعة واقع فوري لكل فرد ترتبط به الحياة المشتركة والأهداف وكذلك توزيع الأدوار، المكانة والشعور بالانتماء حيث للجماعة قيم ومعايير توجه سلوك أفرادها واتجاهاتهم حتى يصبح غرض الواحد منهم يطابق مشاعر وحاجات الكل.

* الخصائص النفسية للجماعة:

تعتبر هذه الخصائص ظواهر ثابتة لوجود الجماعة وكذلك معايير تمكن تحديد وتفسير الهيكل الجماعي.

  • التفاعل: وهو الوضع الذي يكون فيه الفرد يؤثر ويتأثر بوجوده مع الآخرين بدون واسطة.
  • ظهور قواعد ومعايير قانونية: تتوقف حياة الجماعة على تكوين قواعد سلوكية يلتزم بها كل فرد وكل ما يرتبط أو يقترب من هذه القواعد يدخل في نظام قيم الجماعة (معنوية، روحية، أخلاقية، تشريعية، تنظيمية …).
  • وجود أهداف جماعية مشتركة: ترتبط حياة الجماعة بتحقيق أهداف مختلفة ومقترنة بالأوضاع الآنية والمستقبلية.
  • وجود إنفعال وعواطف جماعية: يعتبر إقتسام الحياة الوجدانية توحيد التجارب ومواجهة الأوضاع الخارجية من معايير الحياة الجماعية.
  • ظهور هيكل غير شكلي: ويتمثل في الحياة اللاشعورية للجماعة، محوره الأساسي هو الوجدان ويخض تنظيم وتوزيع تيارات المودة والكراهية، عوامل الصراع والتحالف.
  • وجود لا شعور جماعي: الوقائع المشتركة لحياة الجماعة، وجودها الجماعي وماضيها تعتبر مصادر لمشاكل كامنة وحساسة لا تقطن في الشعور والذاكرة الحالية لأفراد الجماعة ولكنها تؤثر في الإتجاهات والإستجابات الصادرة عنها، فالجماعة ليس لها شعور بالظواهر النفسية التي ينطلق منها سلوك أفرادها ولا هؤلاء يدركون الظواهر التي تقيد سلوكهم الجماعي.
  • تأسيس توازن داخلي ونظام إتصال مع المحيط: يخضع وجود الجماعات إلى توفير وتنظيم توازن داخلي وخارجي كما يحتمل تهديد أو سقوط هذا التوازن من جراء حوادث طارئة مما يستدعي إعادة التنظيم داخل الجماعة.

* لمحة تاريخية:

ظهرت قواعد تحليل الجماعات مع علماء الإجتماع بألمانيا G. Simmel وF. Tonnies بين نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرون حيث تطورت هذه الأعمال من طرف المدرسة الأمريكية وخاصة ch.s. Cooley الذي كون مفاهيم الجماعة الأولية، الشعور الجماعي والهيكل الوظيفي للعلاقة وجه لوجه.

في مجال تحديد مفهوم الجماعة نظرية الحقول K. LEWIN  إعتبرت أن الجماعة هي هيكل ديناميكي يعمل ويعيش لتحقيق أهداف معينة.

يرى علماء التيار التحليلي W. R. Bion, D. Anzieu أن الجماعة تعيش وتنشط على مشتوى الشفافية والوضوح وعلى مستوى اللاشعور والدافعية.

يحدد G. Gurvitch أن الجماعة نظام مفتوح وأن حياتها مرتبطة بالنظم الأخرى داخل المجتمع.

يرى P. Pichot عاملين أساسيين في تكوين الجماعة:

التفاعل: يجب وجود تفاعل بين كل أعضاء الجماعة.

الهيكل: يجب أن يتمركز التفاعل داخل هيكل منظم وثابت له هوية معينة.

* تصنيف أو أنواع الجماعات:

حسب المعايير السابقة تحدد طبيعة ودرجة الجماعة بمدى تأثيرها المباشر على وجود إتجاه وسلوك الفرد.

1 – الجماعة الأولية: هي عبارة عن تجمع بشري يتميز بالتعاون والتضامن وصيغة العلاقة وجه لوجه (إتصالات مباشرة) ووجود وحدة نفسية خاصة وحدود عدد أفرادها، وتتميز عموما بمايلي:

– وجود قاعدة مستقرة وجماعية للتفاعل بين الأفراد.

– وجود قنوات وجدانية، إستجابات  وروابط.

– وجود عنصر العلاقة وجه لوجه بحكم العدد المحدود لأفراد الجماعة.

– تصاعد المدى الزمني للجماعة.

– وجود قيم وتقاليد داخلية للجماعة، توزيع الشعور بالمسؤولية والدور الإجتماعي.

2– الجماعة الثانوية: هي عبارة عن مركب بشري يؤثر في الوجود الإجتماعي للفرد بوسائل غير مباشرة وبدون تواصل زمني وفعلي وفي غياب القنوات الوجدانية وصيغة العلاقة وجها لوجه.

يكون فيها الشعور بوجود الآخرين شامل والإنتماء يتوقف فقط على معيار عقلاني، وتدعى هذه الجماعات تنظيمات وكمثال على ذلك (النقابات، النظم الجمعوية، الأحزاب السياسية).

* ترتيب الجماعات الأولية: تنقسم الجماعات الأولية إلى أربع أنواع:

1- جماعات أولية طبيعية: تتميز بعلاقات وجدانية تلقائية معرفة قي الوجود (عائلات، جماعة الأصدقاء، قرية صغيرة … إلخ).

2- جماعات أولية إصطناعية: ترتبط بالسبب الأول للتجمع الذي يكون خارجي عن الحياة العادية للأفراد (جماعات التكوين أو التجربة).

3- الجماعات الأولية المستمرة: تميز بطول حياتها الزمانية وبخصائص وظيفية مشتركة (عصابات، نوادي، قسم دراسي، فريق رياضي … إلخ).

4– الجماعات الأولية المؤقتة: لها وجود زمني محدد ولا يوجد فيها تأثير وجداني على حياة الأفراد.

مناهج تكوين الجماعة:

إعتبرا Homans  وCooley أن تركيب الجماعة يتوقف على عمليات موضوعية وذاتية وأن الأساس الرئيسي في وجود الجماعة هو:

1- مفهوم الغرض والذي من خلاله يتم تحويل الإنتظار والشعور إلى طاقة فعل أو تغيير كيفي ومعنوي حيث يعتبر الفرد ناقل أساسي لتغيرات الوضع الإجتماعي البدائي. فطموحات الأفراد هي المحور في تحسين مكانتهم وتحقيق طرق الإنتماء وتعزيز دوافع الإحتفاظ بالذات وكذلك ترسيخ مقومات الشخصية، وتأكيد الإرتباط والإشتراك في معالم الثقافة السائدة.

2- الدوافع الإجتماعية والنفسية: تعد من وسائل تفسير تكوين الجماعة مساق الحياة الإجتماعية يخبر الفرد عن واقع أوضاعه المعايشة ويعوده على إختيار من بين الأفراد الذين يقتربون من تحقيق أهدافه. فإرتباط الفرد بشريحة معينة يعتبر قبول لقواعدها وقيمها يجعله يقسم معها المشاكل، الإتجاه، المصالح المختلفة.

كما أن دوافعه النفسية تتحقق بجاذبيته إتجاه الهدف الواحد والعمل الجماعي، فجاذبية الجماعة تخلق الشعور بالأمن وكذلك إحتمال ترقية المكانة والوصول إلى مراكز وأدوار قيادية.

3- الإشباع الذاتي: يرى مورينو J.L Moreno (مؤسس القياس الاجتماعي وهو طريقة قياس العلاقات بين الأفراد) أن ميل الأفراد نحو موقف الاختيار لبعضهم البعض حيث الأفراد يتجمعون وفق تيارات لا شعورية تدمج المودة، الثقة، الإعجاب، التجاذب والإسقاط.