تفصيل

  • الصفحات : 130 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2020،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الاولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-728-26-9.

تميزت أواخر القرن الماضي ومطلع الألفية الثالثة بثورة تكنولوجية تفاعلية تعتبر أحد أهم المحطات التاريخية لتطور الإنسانية على الإطلاق، هذه الثورة التي انجر عنها ثورات معلوماتية واتصالية أفرزت بدورها أنماطا جديدة في التعامل والاستخدام والنشر والانتشار، والذي أفضى بدوره إلى سيولة من حيث المضامين المعرفية وضخامتها.

وما لاحظناه أن الكتابات الإعلامية في الجزائر تعاني من قلة اهتمام بارز من حيث تعدد الطروحات ونشرها للجمهور العام والخاص على حد سواء، على الرغم من أن العالم يشهد انفجارا على مستوىالتقنيات ودوائر الاتصال،وثورة في المعلومات حتى أصبحت ظاهرة اختص بها نهاية القرن الماضي وبداية الألفية الثالثة.

فمعظم ما يكتب ويبحث يقتصر تواجده ضمن سياقات بحوث الماجستير والدكتوراه لتتمدد مضامينها فيما بعد في دهاليز مكتبات الكليات والجامعات ومخابر البحث، على الرغم من أن المد التكنولوجي الاتصالي قد انسحب على كل مفاصل الاقتصاد والسياسة والفكر والثقافة والمجتمع بفعل العولمة والانفتاحاللامرئي.

فقد أصبح الانسان تواصليا وتقنيا لا متناهيا بفعل التقنيات الرقميةوالفضاءات المفتوحة التي أصبح يعمل فكره فيها، وفق خط كوكبي عابر للقارات والمجتمعات والثقافات، دونما أكراه للمسافات او حدود للجغرافيا او جداريات للرقابة.

إلا أن فتوحات الإعلام والاتصال هذه تتجاهلها المؤسسات الإعلامية والاقتصادية وحتى السياسيةبوعي أو دون وعي، عبر الإصرار على ترك المنتجات البحثية الإعلامية بعيدة على خدمة المجتمع مباعدة بين طرفين جديرين بالاهتمام: الباحثوالمبحوث،وذلك عبر الاستفادة من نتائج البحوث المؤطرة التي تجري في الجامعات والتي قد تنفق الدولة من خزائنها الشيء الكثير.

وأمام قناعتيبهذا، ارتأيت أن اجمع مقالاتي المهتمة بهذا المجال في كتاب لعله يكون إضافة في حقل الكتابات الإعلامية المتخصصة.

فلطالما تحدثنا عن مبدأ قد يرفع من درجة القابلية على التواصل ما بين الجامعة و المجتمع و هو : الجامعة في خدمة المجتمع الذي نراه عملية إنسانية فكرية مباشرة تعمل على ردم الفجوة بوضع المنتج العلمي والفكري على مشرحة الدراسة و النقد و التحليل و التطبيق بأدوات تجعل منها دوافع لسير عجلة  النمو و الازدهار و الخلق و الابتكار حتى لا تتحول لمجرد بقايا مكتبيةأو ربما تراثية، و هذا أيضا كان دافعا قويا آخر لطبع هذا الكتاب ، فالكتاب كفضاء وأفق معرفي بإمكانه أن يحفظ المقالات أو الكتابات التي تنشر في الصحف أو المواقع الإلكترونية من الشتات ، وفضلا عن هذا كله فهو وسيلة تسهل للقارئ الاطلاع و الاستنباط، خصوصا و ان الكتابات الإعلامية تطرح أفكارا و رؤى عالجت زمنا معينا تاريخا بما يخضع له من متغيرات  تكنولوجية آنية ومتسارعة طالت كل روافد الثقافة والفكر.

فالمقال الإعلامي غالبا ما يقرأ ويبحث الاحداث المفاجئة، والوقائع البارزةوالإشكالات الحاضرة والتي تدلي بمعطيات وإرهاصات قد يكون لها مساهمة فعالة في عملية انتاج الحلول، وتوسيع دائرة التعميم والفائدة للمساعدة في إدارة الواقع بطاقات غنيةومشروعات مثمرة،تعمل على تنشيط شبكات الاتصال والتلقي والتقييم والفهم، للوصول لنماذج متطورة من التنظيم والعمل والإدارة والتدبير.

إننا لا نزعم أن هذه المقالات منطلقا لذلك، بقدر ما نعدها لفت نظر للكثير المنزوي منها والذي يتآكله غبار الزمن وفخالنسيان،ففحوى الكتاب عبارة عن مقالات وشبه دراساتأجريت عبر طرح إشكالات إعلامية معاصرة مختلفة نعدها إفرازا طبيعيا لمنظومات اجتماعية وثقافية وسياسية ودينية مختلفة أعتبرها بسيطة للفهم، و بعيدة عن أي تعقيد او غموض، كونها متعلقة بوسائط و تكنولوجيا الاعلام و الاتصال و التي هي مآل الجميع،

وبالتالي فإننا نتوقع انهمن غير الضروري أن تبقى في دائرة النخبة او المتخصصين فقط.

واذ ذاك، فإنناوعبر هذا الكتاب نسعى لنشر ثقافة إعلامية واعية لدى القراء والمثقفين والإعلاميين المحترفين،وكذا المؤسسات الإعلامية بكل أنواعها.