تفصيل

  • الصفحات : 121 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2021،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-091-6.

يشكل هذا الكتاب مدخلا نظريا لتطور الدراسات الإستراتيجية في العلاقات الدوليةمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية ما عرف بالعصر النووي، لحين نهاية الحرب الباردة  هذا الحقل المعرفي الفرعي البيني Interdisciplinaryالمتعدد التخصصات واجه إشكاليات عديدة ارتبطت بداية بتحديد مفهومه ونطاقه من جهة، نظرا لارتباطه بمجالاتأوسع كالعلاقاتالدوليةوالدراساتالأمنية، ما جعل الباحثين يقعون في ارتباك لترسيم حدوده. من جهة أخرى شكل الجدل حول ظروف نشأة هذا التخصص في أربعينات وخمسينات القرن العشرين -خصوصا في ظل انتشار الأسلحة النووية والصراع بين الكتلة الشرقية والغربية- وجها آخر للجدل، بحيث اتُهم حقل الدراسات الإستراتيجية بتركيزه الكبير على البعد العسكري، واتخاذه من الدولة مستوى التحليل الوحيد، ما يجعله قاصرا عن فهم العديد من الظواهر المتغيرة في العلاقات الدولية، يضاف إلى ذلك انتقادات حول البعد المعياري لهذا التخصص وتغافله عن الآثار غير الأخلاقية التي تخلفها القوة العسكرية والنووية. لتأتي مرحلة نهاية الحرب الباردة لتشكل تحديا كبيرا للدراسات الإستراتيجية أين تعرضت قيمة هذا الحقل وأهميته للانتقاد الشديد خصوصا من طرف الدراسات الأمنية النقدية لعدم قدرة هذا الأخير على مواكبة التحديات الأمنية الجديدة، وظهور فواعل جديدة من غير الدول، فهل فعلا شكلت نهاية الحرب الباردة نهاية لحقل الدراسات الإستراتيجية في العلاقات الدولية؟

نحاول في إطار هذا الكتاب تحليل تطور حقل الدراسات الإستراتيجية في العلاقات الدولية، وفك الارتباط بين الدراسات الأمنية والدراسات الإستراتيجية كحقلين فرعيين ينتميان لمجال أوسع والمتمثل في العلاقات الدولية، ثم تبيان أهمية الدراسات الإستراتيجية في عالم اليوم، فلطالما احتلت الاستراتيجية موقعا مهما في فهم وتحليل الظواهر السياسية، وقدمت لنا أطرا لفهم سلوك الدولة على المستوى الداخلي والخارجي، فالعالم اللا-آمن يحتاج عملا استراتيجيا، ما يجعل الدراسات الإستراتيجية ذات أهمية كبيرة اليوم سنحاول استكشافها في إطار هذا الكتاب.

د. سحقي سمر