تفصيل

  • الصفحات : 227 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2021،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-012-1.

كلُّ دراسة فيها ذائقة جمالية ورؤى متعددة، لأنها تكشف عن المختفي من جمال النصّ أي تبحث في مكنونات الجمال وأدبنا العربي النبض المعطاء كلما كثر الحفر والتنقيب فيه نجد انفسنا أمام جمالية أخرى ننعم ببهاء رونقها وعذوبة نسجها وجاذبية انساقها.

الباحث في تعامله النقدي لابدّ من أن يدرك المقصد السياقي والغرض البلاغي عن الغاية الاجتماعية التي أرادها النص ليصل إلى مرافئ النص الناعمة وكما توصف بسره الجوهري .

في هذا المنجز النقدي باحثة بحثت بين رزمتين أو حقلين نراها تبحث عن مقاربة ثقافية متمثلة في ((مضمرات الخطاب السردي عند ابن شهيد الأندلسي(426هـ) )) فحقلها الأول هو مضمرات الخطاب السردي الذي بحاجة إلى وعي وادراك لمفاهيم النقد الثقافي ومعرفة الانساق المضمرة، والحقل الثاني هو قراءة ابن شهيد الأندلسي قراءة أخرى لكي تكون تطبيقاتها سليمة باختيار النص الذي تكمن فيه المضمرات.

وما علمها بها إلا من خلال ثقافة القراءة وادراك المضمر في النص بعد أن قرأت مصادر عدة عن الدراسات الثقافية وما توصلت إليه بوصفها نقداً معرفياً ثقافياً فيه إضافات لطيفة للنص ومقومات إيجابية تدل على عمق النص ومدى قوته، فالنص حادثة ثقافية قابلة لقراءات عدة وتأويلات مستمرة لفسحتها وما تتمتع به.

الباحثة مهدت لمضمرات الخطاب السردي وبينت الجوهر من تطبيقاتها على النص بعد أن درسته في اللغة والاصطلاح ومعرفة مستوياته ومكوناته ليكون القارئ أمام المكون النسقي وتداخله ضمن حدود النص وليس بمعزل عنه، ناهيك هذا بأنها درست المكون الثقافي وتداخلاته المصطلحية التي هي أساس الدراسة الثقافية، وانساقها وصولاً إلى منطقة أكثر خصوبة وهي الأنساق الثقافية المهيمنة على الخطاب السردي عند ابن شهيد الأندلسي والأكثر حضوراً كنسق الشخصية المختارة والحيوان الكائن المذكور في سردياته، وربما النسق الاجتماعي والمعتقدات أخذته الباحثة بمبحثين منفردين من أجل معالجة شاملة لقضايا النسق الثقافي .

تنوعت أفكار هذا الكتاب وكانت الركيزة المهمة هي النسق المضمر الذي توجته في الفصل الأخير من الكتاب معرّجة على الدلالة النسقية وفلسفة المجاز والتورية الثقافية لأنها من أهم قضاياه، ولم تغفل الباحثة دراسة الجملة الثقافية والمؤلف المزدوج في الخطاب السردي لتتكامل رؤيتها .

هذه الدراسة تجربة حيوية في الحقل الثقافي أفادت من التجارب السابقة لذا كانت الباحثة صاحبة جهد جاد وعمل لطيف ونقد مهذّب على وفق منهجية وآليات قواعدية حريصة على دفع عجلة النقد إلى الأمام والحفاظ على الظاهرة الأدبية الأندلسية التي بقي صداها إلى الآن يتلى في المحافل.

أ.د صفاء الدين أحمد فاضل القيسي