تفصيل

  • الصفحات : 218 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2019،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الاولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-691-19-8.

التكنولوجيات الرقمية وقواعد البيانات، غيرت الطريقة التي تجمع المكتبات والمتاحف والأرشيفات بها المصادر وكيفية حفظ وتنظيم المعلومات عن هذه المصادر، وبحلول منتصف العقد الأول من القرن الواحد والعشرين أصبح واضحًا أن إصلاح قواعد الأنجلو أمريكية في طبعتها الثانية المراجعة، لم يعدّ كافيًا وأن هناك حاجة للإحلال، ومن ثَمَّ فبدلاً من إصدار طبعة ثالثة من القواعد اتخذت اللجنة المشتركة لمراجعة القواعد عام 2005م قرار لإصدار عمل جديد وتغيير العنوان والاتفاق على عنوان جديد هو: (وصف المصادر وإتاحتها) (RDA: ResourceDescription and Access)، وذلك تحت إشراف (JSC)Joint Steering Committee for Development of RDA اللجنة المشتركة لمراجعة القواعد.

جاء ذلك التفكير بالتزامن مع إصدار الإفلا لوثيقتين هما: المتطلبات الوظيفية للتسجيلات الببليوجرافية (FRBR)، والمتطلبات الوظيفية للتسجيلات الاستنادية(FRAD) ، وكان الهدف من هذا التغيير الجديد هو تصميم معيار يتلاءم مع طبيعة العالم الرقمي، ويتضمن مجموعة شاملة من الخطوط الارشادية والتعليمات التي تغطي الوصف والإتاحة لكل المصادر الرقمية والتناظرية، وينتج عنها تسجيلات يمكن استخدامها في بيئات رقمية متنوعة، وقد أنتج هذا التقنين الجديد للاستخدام في مجتمع المكتبات والأرشيفات والمتاحف، وكذلك قطاعات النشر المختلفة نظرًا لتقارب وتداخل الاهتمامات المهنية والوظيفية لكل منها، وللتنسيق بين معايير الميتاداتا المستخدمة في تلك المجتمعات صدرت المسودة النهائية من هذا المعيار في نوفمبر 2008 وتمت إتاحتها للمراجعة والتنقيح وتلقي المقترحات عليها.

صدرت المبادئ التوجيهية الجديدة للفهرسة بعنوان (وصف المصادر وإتاحتها:RDA Resource Description and Access ) في يونيو 2010؛ لتكون معيارًا جديدًا لوصف وإتاحة جميع أنواع المحتوى والوسائط في العالم الرقمي. كما سوف يمكن هذا المعيار مستخدمي فهارس المكتبات والمتاحف وغيرها من نظم تنظيم المعلومات من البحث وتعريف واختيار واقتناء المصادر المناسبة لاحتياجاتهم من المعلومات.

تم اعتماد تطبيق معيار (RDA) رسميًا في أبريل 2013 في مكتبة الكونجرس، وتبعها العديد من المكتبات الكبرى حول العالم، وخاصةً مع توفر مجموعة أدوات المعيار (RDAToolkit) على الخط المباشر، وفي لغات متعددة إلى جانب الإنجليزية.

إن تطبيق هذا المعيار يتطلب استعدادات كثيرة منها التدريب، وإعداد النماذج التطبيقية، وإعداد أدلة العمل الإرشادية، والترجمة إن كان مجال التطبيق في بيئة غير البيئة المتحدثة بالإنجليزية مثل البيئة العربية، وعلى الرغم من أن التطبيق بدأ منذ أكثر من ستة أعوام في أغلب مكتبات دول العالم، إلا أن الوضع مختلف بالنسبة للمكتبات في الدول العربية، فالقليل منها هو الذي سعى لتطبيق هذا المعيار الجديد مثل: (لبنان، ومصر، وقطر، والامارات العربية المتحدة، والعراق).

ومن هنا برزت مشكلة الدراسة والهدف منها، فمن خلال ملاحظة أن العديد من المكتبات المصرية بمختلف أنواعها تقتني مصادر معلومات ذات أهمية ثقافية وعلمية كبيرة، مع عدم وجود خطة متبعة للاستفادة من معيار وصف وإتاحة المصادر(RDA) في استيعاب هذه المصادر داخل فهارس المكتبات وعدم إدراك أهميته وكيفية تطبيقه، وكيفية مواجهة عقبات مواكبة التطوير، وبالتالي ضرورة إعادة تشكيل المفاهيم والتصورات حول الأثر الذي سيحدثه المعيار الجديد (RDA) في وصف وإتاحة المصادر في المكتبات، ومدى جدواه العلمية والبحثية والاقتصادية وتأثيرها على فهارس المكتبات العربية عند تطبيقه، خاصةً في المكتبات الوطنية والجامعية على المستوى العربي التي توجهت حاليًا نحو تطبيق معيار (RDA) لإعداد فهارسها، وهو تغيير حتمي ينبغي أن تشهده الفهارس في ظل التطورات التكنولوجية التي ترمي إلى إتاحة البيانات الببليوجرافية واكتشافها في بيئة الويب.

أصبحت متابعة أحدث المعايير والتقنينات الدولية وتطورها، والحاجة إلى تطبيقها والاعتماد عليها في وصف وإتاحة جميع وسائط المعلومات وتغطية مستويات النشر المختلفة وما يستجد من وسائط مستقبلاً، متطلب أساسي لتحقيق الإتاحة الكاملة لكافة اشكال المصادر المعرفية التي تقتنيها المكتبة وذلك سيتضح في الدراسة من خلال:

  • توفير معرفة تتسم بالدقة والشمول حول معيار (RDA)، بوصفه أحدث معيار لوصف مصادر المعلومات على النطاق الدولي، وقد حل محل قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية، من خلال استكشاف وتحليل وعرض لبنية المعيار الجديد وخصائصه ومكوناته باعتبارها من المتطلبات الاساسية لتطبيقه وتنفيذه.
  • التعرف على خطوات / خطط تطبيق معيار (RDA) في المكتبات.
  • الوقوف عند التحديات التي تواجه الفهارس العربية واتساع الفجوة المعرفية والتقنية المتصلة بالمعاييروالتقنياتالمستخدمةفي المكتبات، مع أبرز معوقات تطبيق معيار الـ(RDA).
  • التعرف على سبل مواجهة /التغلب على مشكلات تطبيق المعيار في المكتبات.
  • رصد تجارب بعض المكتبات الوطنية والجامعية في وصف مجموعاتها وإتاحتها في البيئة الرقمية على المستوى العربي.
  • تقديم وعرض نماذج تطبيقية لمعيار(RDA) على مختلف أنواع مصادر المعلومات.

وبذلك تسهم الدراسة فيوضعخريطةالطريق اللازمةلمواكبةالممارساتالفنيةالمتبعةفيالمكتباتالعالمية، حيث أن معيار(RDA) هو مفتاح التواصل بين مصادر المعلومات وكيفية الوصول إليها في الوقت الحاضر وفي المستقبل، كما تخدم المؤسسات والهيئات التي تقتني مجموعات متحفية خاصة، حيث توضح أهمية ودور المعيار في وصف وإتاحة مصادر المعلومات على شبكة الويب للمستفيدين، بالإضافة إلى أنها توثق الخطوات والتوجهات على طريق تبني هذا المعيار الجديد بفاعلية في المكتبات العربية

تنقسم الدراسة إلى أربعة فصول، يتجه الفصل الأول نحو التعرف على ملامح وأهداف معيار وصف المصادر وإتاحتها (RDA)، ويستكمل الفصل الثاني التعريف بالمعيار وبنيته في اقسام وفصول وملاحق ومسرد، وتكوينه من خصائص وعلاقات ومفردات وعناصر بيانات ونقاط وصول وإرشادات وتعليمات وأمثلة ونماذج، بالإضافة إلى علاقته بالنماذج المفاهيمية الأخرى (FRBR-FRAD)، والابحار في مجموعة أدوات المعيار (RDAToolkit).

يبدأ الفصل الثالث الاتجاه التطبيقي في استخدام معيار وصف وإتاحة المصادر (RDA)، حيث يتناول الاجراءات التحضيرية من تنسيق وتجريب المعيار وتحديد سياسات الفهرسة، وخطط وسيناريوهات التطبيق، والنظام الآلي، ومعايير التكويد، وأسلوب العرض، والفهرسة المنقولة، وتدريب العاملين، والأدلة الإرشادية، والتوثيق لتجربة التطبيق، ثم يتعرض لمعوقات وتحديات التطبيق والتنفيذ في المكتبات من تكلفة مادية ووعي المفهرسين ومعوقات أخرى، بالإضافة إلى تجارب تطبيق المعيار في بعض المكتبات الوطنية والجامعية في البيئة العربية. وأخيرًا يستعرض الفصل الرابع نماذج تطبيقية لتسجيلات ببليوجرافية وفق المعيار وباستخدام ترميز مارك 21، مثل نماذج للكتب المطبوعة، والدوريات، والخرائط، وثلاثيات الأبعاد، والاقراص المدمجة.