تفصيل

  • الصفحات : 130 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2022،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-243-9.

موادُ هذا الكتابِ قُسّمت لفصلين، الفصل الأولُ معنون بـ” الروابط الاتساقِية في قصيدة أندلسية لأحمد شوقي: دراسة لسانية نصية”، تناولتُ فيه بالدراسة والتحليل نموذجا شعريا، تمثّل في قصيدة “أندلسية” لأحمد شوقي، ركّزتُ فيهِ على الروابطِ الاتساقية بدايةً بالإحالةِ، بوصفها معيارا أساسيا من معايير الاتساق النصي، التي شَكَّلتْ حضورًا داخلَ النصِ من خلالِ أنواعها الثلاثة: (القبلية / البعدية / النصية)، مُجسّدةً معهُ علاقات التطابقِ بين أطرافِ الإحالةِ من مُحيلٍ ومُحال إليهِ في القصيدة، مرورا بآليتي الحذفِ والاستبدالِ، اللتان تحدّدَتا كمعيارٍ تحليلي اكتسبَ أهميةً كبرى في تحقيقِ الترابطِ والتماسكِ داخلَ النصِ، فمن خلال تركيزِنا على ما اتَّصلَ بالنصِ ذاتهِ، لاحظنا تضافرَ الاتساقِ النحوي والمعجمي، بعلاقاته الشكلية على مستوى سطح النص قصدَ فهمِ دلالتهِ، وذلك عبرَ وسائل وأدواتٍ تعملُ فيما بينها على تعلُّقِ الخطابِ بعضه ببعض، خاصةً حينَ لمحنا قُدرةَ الشاعرِ على الابتكارِ والإبداعِ وتوليدِ الأفكارِ والمعاني الجديدةِ، دون اللجوءِ إلى التَكرار، ليقومَ الاتساقُ النحوي مُمثلاً في الحذفِ والاستبدالِ بسدِّ ثغراتِ النصِ، بجعلهِ مُتماسكًا من بدايتهِ إلى نهايتهِ، والاتساق المُعجمي بشِقيهِ: التَكرارُ والتضامُ، من خلالِ أنواعهِ الأربعةِ: (التضادُ / علاقةُ الجزءِ بالكُل / علاقةُ الجزءِ بالجزءِ / علاقة بين العناصر من القسم العام نفسه)، بتجسيدِ علاقاتِ الربطِ بين الوحداتِ اللغويةِ المُشكّلة للنصِ، لأُجيبَ من خلالِها عن الأسئلةِ الآتيةِ:

  • كيف تجلت ظاهرةُ الاتساقِ في قصيدة “أندلسية” كمعيارٍ نصي؟
  • وإلى أي مدى يُمكننا الحُكم على تحققِ الاتساقِ النصي في القصيدة؟
  • وهل يُمكننا اعتبار هذه القصيدة وحدةً كُليةً متلاحمةً، في ضوء معياري الاتساق النحوي والمُعجمي؟

جاءتِ الدراسةُ في ثلاثةِ مباحث، الأولُ: ركّزتُ فيهِ على الروابطِ الإحاليةِ في القصيدة، والثاني: ركزتُ فيه على آليتي الحذفِ والاستبدالِ في القصيدة، والثالثُ: ركزتُ فيه على الاتساقِ المُعجمي في القصيدة بشِقيهِ: التَكرارُ والتضامُ.

والفصلُ الثاني معنونٌ بـ”مغالق النصِ ومفاتيحُ قراءتهِ: قراءةٌ نقديةٌ في قصيدةِ لعنةُ برومثيوس لجبرا إبراهيم جبرا”،  تناولت في مبحثهِ الأولِ طبيعةَ العلاقةِ التي تربطُ بين النص الإبداعي ومتلقيهِ في ظلّ جهود رائدي مدرسة “كونستانس” الألمانية: “آيزر” و”ياوس”، وهي علاقةُ التبعيةِ، علاقةٌ تفرضُ التلازمُ في الحضورِ والغيابِ، فالنصُ لا يُنتجُ من فراغٍ، والقراءةُ النقدية تجعلُ التعاملَ معهُ تعاملاً حميما، وهذا التعاملُ الحميمُ يضعهُ في مهبّ جماليةِ التلقي البالغةِ التنوعِ لدى القارئ النموذجي المفترض، بوصفه كائناً متذوقا بامتياز، غير أنّ هذا لا يتوقفُ عندَ حدودِ التفسيرِ المتوقعِ للنص، بل يرشحُه للاكتشافِ من شرفةِ تجربته الخاصة، واهبًا نفسهُ إلى حرياتِ التأويلِ وجمالياته، شرط أن لا نُغفل استحضارَ عنصرٍ ضروري وهو “الذاتُ المبدعة”، لسببٍ مُرتبطٍ بفعلِ القراءة، فهو الذي يُحرضُ النصَ على القارئ الحقيقي، وعلى القارئ النموذجي أيضا، قصدَ دفعهِ لصياغةِ فرضياتٍ تدورُ حولَ مقاصدِه، بوصفهِ مؤلفًا حقيقيا للنصِ، ولكي يُفهم النصُّ على القارئ أن يتعرف على قصده، وذلك من خلال مجموعة من الاستراتيجيات النصية، يتحول معها المؤلفُ والقارئ، لبناءينِ تأويليينِ يشتركانِ في دائريةِ التأويلِ برمتهِ.

ليُصبح معهُ العملُ الأدبي نتاجًا لعلاقةٍ تفاعليةٍ بين النصِ والقارئ، هذه العلاقة تحاولُ استخلاصَ المعنى المقصود، بخلقِ حوارٍ بين تشكلاتِ النص الماضية وترهينات القارئ، كل هذا يتمُ بين ذخيرة النص والمخزون المعرفي القبلي للقارئ، في إطار جدلية السؤال والجواب المستمر والمتجدد عبر السيرورة التاريخية، مُتخذين في المبحث الثاني من نصِ قصيدةِ “لعنة برومثيوس” لجبرا إبراهيم جبرا، نموذجًا تطبيقيًا في التحليلِ؛ إذ بعدَ مقاربةِ شكل بنيته، وشكل خطابه المُغرق في الإيحاءِ والرمز والغموض والعنف والتيه، تأكدتُ جليًا من أنه نص يتشابه بل ويتشابك مع باقي نصوصه الشعرية في بلاغة رؤيته الملتزمة لدرجة التكامل الكلي، بحيث تتحاور وتتعدّد فيها الأصوات الأخرى المضمنة فيها، والمختزلة لدى الشاعر في صوته وفي كلماته وإيحاءاته المنصهرة صوتاً واحداً يتوزّع بهمسه وبجهره على معاني الإبداع النصّي، خاصة في هذه القصيدة الموجعة ذات التعبير الجلي عن طبيعة التجربة الشعرية المعروف بها شعراء هذه الفترة بالذات، التي من خصائصها تلك النبرة الجارحة والمعقودة عبر الحوارات مع الأشياء والموجودات، ولما تقتضيه من توظيف للعلاقات بين الكلمات المنتقاة بدقة وقصد، ولتفاعلها تفاعلا ناميا يتجاوز آفاق المعاني الكلية إلى الصور الحسية، بالاعتماد على رمزية غنية بالدلالات البعيدة والقريبة، ليكون اختياري لها بالقراءة والدراسة مفروضا وبطريقة ذكية من قبل مبدعها، الذي أجادَ فيها بمجَازاتهِ الحالمة عن كآبتهِ، وهي كآبة الفئة التي يُعبّرُ باسمها ويكتبُ نيابةً عنها.

لأُجيبَ من خلالِ هذينِ المبحثينِ عن التساؤلاتِ الآتيةِ:

  • هل النموذج الذي يبدعه القارئ للنص هو نفسهُ النموذج الذي تنبأ به المؤلف أو قصده؟
  • وهل صحيحٌ أنَّ عمليةَ القراءةِ تعدُّ ضربًا من ضروبِ فتحِ الأفقِ اللا متناهي أمام النص، لكي يتحقق مُتعدداً بقدر ما تنشطُ مُخيلة القارئ في اكتشافِ غنى الدلالاتِ المتوقعة فيهِ؟
  • وهل النصُ حاملٌ لقواعدِ التعرفِ المُتضمنة في المعنى المقصودِ؟

جاءتِ الدراسةُ في مبحثينِ، الأولُ: ركّزتُ فيهِ على آلياتِ الكتابةِ في ضوءِ ثلاثيةِ: المؤلف / النص / القارئ: (النصُ: سُبلُ قراءتِه وأدواتُ استنطاقهِ)، (آيزر وياوس: جهدٌ نقدي أعادَ الاعتبار للقارئ)، والثاني ركزتُ فيهِ على إستراتيجياتِ فك تشفيرِ المعنى المُكثفِ في قصيدةِ “لعنةُ برومثيوس” لجبرا إبراهيم جبرا: (البعدُ الرمزي للأسطورة في قصيدةِ لعنةُ برومثيوس).

اعتمدتُ في تحليلِ النموذجين الشعريين على نظريتي التحليلِ النصي اللساني والتأويل؛ إذ انطلاقًا من الأفكارِ المُضمنة في الفصلين الأول والثاني حاولنا تتبعَ الصلاتِ القائمةِ بين نصي: قصيدة “أندلسية” لأحمد شوقي، و”لعنة برومثيوس” لجبرا إبراهيم جبرا في جانبيها: اللفظي والمعنوي، وما ستؤديهِ من أغراضٍ تتعلقُ بمقصدِ النصِ وفهمِ المُتلقي، الذي يتفاعلُ ويتأثرُ بطبيعةِ سبكِ النص وطريقةِ صوغِ الكلام وتردده.