تفصيل

  • الصفحات : 90 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2020،
  • الغلاف : مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-001-5.

راج استعمال مصطلح الإعلام الجديد نتيجة تجدد الثقافة المرئية، وتوسع مجالاتها بوصفها تقنيات حديثة، بل أمكن إدماجها مصدرا من مصادر الفصل القابلة للتمايز بين التقاليد التواصلية وبلاغة الخطابات العصرية، وأحد حصاد تلك الخصومة الآنية بين الإعلام في أعرافه الكلاسيكية والإعلام في تشكلاته الجديدة.

 

وكما يبدو فالمصطلح مكوّن من لفظتين، أضفيت أولاهما وهي – الإعلام – إلى الثانية وهي – الجديد – للدلالة على الاستعمال المستحدث للمكون التكنولوجي، وللتدليل على وظيفته  النوعية والتطبيقية.

 

وهذا استعمال طبيعي يتماشى وينسجم مع خصوصية الثورة الحاسوبية، والكتابة والقراءة باللغة البصرية، وهو تطور ظاهر عليه اهتمام الجيل وشغفه اللامحدود بالمعلوماتية  والتقنية. ولا أدّلَ على هذا التعلق من الأسرة الواحدة التي امتلك في الغالب أفرادها هواتف ذكية  ولوحات إلكترونية  وأجهزة حاسوبية …

 

إنّ الإعلام الجديد في تمظهراته الاصطلاحية: الإعلام البديل، الإعلام الاجتماعي، الإعلام الإلكتروني … ينتج – فضلا عن كونه آلية – منظومات سياسية، ثقافية، اقتصادية واجتماعية بديلة عما هو سائد ومتوارث وتقليدي في المجتمعات. إذ يتحقق الانتقال والتغيير الانقلابي إلى المنظومة  الافتراضية عبر المشاركات  التفاعلية ذات الميزة الرقمية من:

 

– دردشة حوارية

– ورسائل إلكترونية

– ومدونات شخصية

– وفيديوهات على اليوتيوب

– وتطبيقات التواصل الاجتماعية، نحو: الفيس بوك أوالتويتر… مثلا.

بل الملاحظ على عمليات التغيير والانتقال أنّها تتّم عبر آليات في غاية الدّقة والإبداع، الدسّ والتضمين، وهي تختلف من مجتمع إلى آخر. فالمجتمعات الغربية قد تجاوزت مرحلة  الانبهار، ولحظات الاستغراق أمام النيت أو الشبكة على غرار مجتمعات مثل مجتمعاتنا  العربية التي لا تزال أسيرة الدهشة والحاجة.

وإنّ آلية من تلك الآليات لا تعمل على إجبار الشباب المتعطش، الباحث عن متنفّس، بل هي اختيارية بامتياز تدعو منْ أدبر أو استقبل، وهذه  أهمها أو جزها في النقاط الآتية:

 

– آلية التنظيم والثورة والعصيان

– آلية الثراء المعلوماتي والقبلة العلمية

– آلية النمذجة وصناعة القدوة

– آلية التعطيل الفكري والإشغال[عبر التلهية، كثرة التسلية والترفيه، الكسل الجسدي والذهني، ألفة الأحداث حتى التعود]

– آلية الدعاية والإشاعة

– آلية الجنس الآخر – (الذكري أو الأنثوي / الحقيقي أو الافتراضي)

 

وهكذا نلاحظ كيف استطاع الآخر أن يقرّر لدى  نهاية الأمر أنّ ما اصطنعه هو السّداد وهو الحق، وأنّ إعلامه الجديد ” يختص بالرأي والمعلومة والخبر والخبرات والتجارب  والصور ومشاهد الفيديو التي تنشر إلكترونيا “ [1]

وهذا إقرار مستعبَد عند كثير، فليس يكون إلاّ من باب الخدمة الاجتماعية، والتأسيس للغاية الإنسانية، بل قد مضى المفهوم في ضبابه الكثيف إلى عقول شبابنا الأكاديمي  فتفاوتوا في تقبله إلى حدّ القداسة والاستسلام، ورفضه ودفعه لكونه يظل فكرة غامضة، ويظل السؤال بيِّنا في غير تخفي  بين الاثنين: ما الآثار الإيجابية والسلبية  للإعلام الجديد؟  ولماذا التخوف إلى أبعد هذه الحدود؟