تفصيل

  • الصفحات : 183 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2023،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-536-2.

. مقدمة:

لعل أول ما يواجهنا من مشاكل إيبستيمولوجية عندما نقدم على دراسة هذا اللون الجديد من الدراسات والأبحاث التي تتخذ المعرفة موضُوعاً لهَا،هُو مُشكل الإبستيمولوجيا ذاتها:أعني تعريفها، وتحديد ميدان البحث الخاص بها، وبيان غايتها، والكشف عن طبيعة العلاقات القائمة بينها وبين العلُوم القريبة منها، أو المتداخلة معها.

ذلك لأن هذا “العلم” أو على الأصح هذا النوع من الدراسات والأبحاث، قديم جداً وحديث جداً، في آن واحد. ومعروف لدى الجميع أن محاولة الفصل في الشيء الواحد بين ما هو قديم وما هو جديد، محاولة صعبة شاقة، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بميدان المعرفة البشرية التي تتداخل أجزاؤها وتتشابك فروعها، والتي تشكل، على الرغم مما يحدث فيها من قفزات وثورات، سلسلة متواصلة الحلقات، يصعب أحياناً، إن لم يكن يستحيل، فصل بعضها عن بعض، أو مجموعة منها عن السلسلة كلها، فصلاً نهائياً تاماً.

أضف إلى ذلك صعوبة أخرى خاصة، وهي أن مصطلح “إيبستيمولوجيا” يختلف مدلوله، سعةً وضيقاً، من لغة إلى أخرى. وعدم اتفاق اللغات الحية، لغات العلوم العصرية، على مدلوله وحدود موضوعه، يعني أن مجال البحث الخاص بهذا اللون الجديد من الدراسات التي تتخذ المعرفة موضوعاً لها، ما زال غير واضح المعالم بالشكل الكافي، وأن طبيعة القضايا التي يجب أن يتناولها ما زالت موضوع خلاف مما يفسح المجال واسعاً للخلط وعدم الدقة في استعمال هذا المصطلح الجديد، القديم.

غير أن جدة هذا المصطلح، أو على الأقل شيوعه الواسع في الأوساط العلمية والفلسفية المعاصرة، دليل على أن هناك فعلاً مشاكل جديدة، أو نظرات جديدة إلى مشاكل قديمة، تدعو الحاجة إلى جعلها موضوعاً لعلم جديد، حتى يتسنى حصرها وتوضيح إطارها ودراستها دراسة منظمة دقيقة.