تفصيل

  • سنة الطباعة : 2019،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الاولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-484-00-4.

للأصوات مكانة متميزة بين ،(Sound system) الّلغة نظام صوّتي
مكونات الّلغة، فهي أقدم أشكال الاّتصال بين بني البشر. والأصْوات أساس الّلغة
على حد تعبير ” ابن جني ” في تعريف الّلغة: “أمّا حدّها فإّنها أصوات يعبّر بها كلّ
قوم عن أغراضهم.”. وهو بهذا الّتعريف يسبق علماء الّلغة المحدثين عندما يقرّرون
أنّ الّلغة في أساسها نظام صوتيّّ، وأنّ الكتابة نظام تابع له.
ثم إن لكل أمة لغتها التي تعتز بها وهي جزء من حضارتها وتراثها ويُعدُّ
الخط دليلها الناطق وأداة اتصالها وهو إحدى الوسائل للتعبير عن الأفكار وكتابتها
وأدائها وبيسر وإبانة صادقة، وإن سيرة تطور الحرف العربي مسيرة لتاريخ
المسلمين، ولعل أهم ما يميز هذه السيرة أنها رحلة وجدانية يستشعر المتتبع لها
دفء الإيمان وتوهج الرسالة، وذلك بارتباطه بمضمون رائع أمن العرب
والمسلمون بإعجازه البلاغي والبياني وهو القرآن الكريم الذي أوحي به إلى
. الرسول
وارتفعت منزلة الحرف العربي، لارتفاع قداسته للكتاب، فالحروف العربية
ليست قطعا جامدة بل هي عناصر حية تعكس أسرار الفنان وتفانيه لتحقيق أعلى
درجات الإتقان.
وتبعا لهذا سوف نهتمّ في هذا الكتاب بفحص أمر الصوت (المنطوق)
والحرف (الخط – المكتوب) باعتبارهما ركيزة العملية التواصلية منذ بداية الخلق
إلى نهاية الكون.
– 12 –
وإذا تصفحنا الكتب التراثية العربية فإّننا نجدها تتصدّر هذا النوع من
الدّراسات فلقد بلغت البحوث ذروتها على يد كلّ من: أبي الأسود الذؤلي، والخليل
بن أحمد الفراهيدي، وأبي بشر عمرو بن قنبر سيبويه، وابن سينا، وأبي الفتح
عثمان بن جني، وعبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي، ومحمد بن إسحاق
بن النديم، وعبد الرحمن يوسف بن الطالع، وأبو العباس أحمد بن علي القلقشندي،
وأبو حيان التوحيدي وغيرهم كثير.
وفي العصر الحديث حاول اللغويون العرب البحث في ثنائية المنطوق
والمكتوب فكانت لهم قدم راسخة في التراث حيث ألمّوا إلماما تامّا بطبيعة العربية
وبخصائصها، فناقشوا الموضوع وانتهوا إلى وجود صلة بين هاته الثنائية اللغوية
وهذا مانجده عند: راوي عبد الباسط، و إياد حسين عبد الله الحسيني، وإبراهيم
أنيس، وعفيف البهنسي، والهادي خليفة راشد، وهاشم محمد الخطاط، ومحمد
مرتاض، وفخر محمد صالح، وتمام حسان، ومنصور الغامدي….الخ.
وهذا البحث يقوم على دراسة هذه الثنائية بتلمس العلاقة بين الصّوت
والحرف العربيين وتتلخص مظاهرهما في تقسيم الكتاب إلى فصلين:
ففي الفصل الأول درست تاريخ علم الأصوات بداية عند الإغريق ثم اليونان
ثم الهنود ثم السريان والعبرانيين ثم العرب. وعالجت الوحدة الصوتية فدرست
جهاز النطق الإنساني ثم عرّفت الصّوت لغة واصطلاحا والفرق بينه وبين الحرف
ورأي العلماء في ذلك، ثم عرضت مراحل تشكله.
أما الفصل الثاني فتحدثت عن بدايات الكتابة الخطية وعالجت الوحدة الخطية
من وجهة تراثية عربية ثمّ خصصت تعاريف للحرف العربي.
وذيَّل ُ ت البحث بخاتمة جمعت فيها أهم الّنتائج التي توصَّلت إليها- بفضل الله
تعالى-.