تفصيل

  • الصفحات : 157 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2022،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-341-2.

للمنظمات اليوم أهمية بالغة على مستوى الفرد والمجتمع ككل، فلم ينحصر دور المنظمة اليوم في جانبه الاقتصادي فقط، بل تعدى إلى أبعد من ذلك وأصبح دورها محورا أساسيا في المجتمع، وهذا ما نلمسه في مساهمة المنظمات العالمية العملاقة في تغيير ثقافات الشعوب والتأثير على عاداتهم الاستهلاكية. بل أكثر من ذلك أصبح للمنظمات اليوم تأثيرا حتى على رسم سياسات الدول. وخير   دليل على ذلك تهافت الدول لعقد صفقات مع كبرى المنظمات الصيدلانية ومخابر اللقاحات في ظل جائحة فيروس كورونا.

إن الأشكال المختلفة للمنظمات الحديثة لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة تطورات عدة في حقب زمنية مختلفة. لعل أبرزها ما شهده العالم خلال الثورة الصناعية التي أعطت قفزة ودفعة جديدة لتطور المنظمات والتي ازداد حجمها بزيادة انتاجها ومساهمتها في التحول الرهيب الذي عرفته المجتمعات فيما بعد الحرب العالمية الثانية وخصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية والذي تعتبر من أكبر المجتمعات الاستهلاكية في العالم. وكل هذا لم يكن إلا نتيجة لتطور المنظمات.

إن تتبع مسيرة تطور المنظمات يقودنا مباشرة للتتبع تطور الفكر التنظيمي الذي ساهم بشكل مباشر في تفسير سيرورة المنظمات وكيفية عملها، وعلاقتها مع مختلف المتغيرات البيئية من الداخل والخارج، وفهم أعمق لمفاتيح تطويرها.  ولعل البدايات الأولى لدراسة المنظمة كانت مع النظريات الكلاسيكية للإدارة والذي ساهمت في رسم الخطوط الأولى للفكر التنظيمي. حيث اعتبرت المنظمة نظام مغلق وأن الفرد داخل المنظمة شخص رشيد ينفذ ما يطلب منه وفقط، كما ركزت على الجانب الرسمي في تسيير المنظمات. هذا التيار الفكري ساهم بدوره في ظهور نظريات العلاقات الإنسانية التي أعطت للفرد العامل داخل المنظمة بعدا إنسانيا يجب الاهتمام به. هذه الأفكار بدورها مهدت لظهور النظريات السلوكية التي ركزت في دراسة الحاجات والدافعية لدى العمال دون إعطاء الأهمية للبيئة الخارجية للمنظمة. حيث ان النظريات في ذلك الوقت كانت تدرس المنظمة من الداخل. وهي النقطة التي دفعت العديد من الباحثين لإعادة النظر في دراسة المنظمة واعتبارها نظام جزئي من نظام كلي وهو البيئة الخارجية التي تنشط بها، في هذا السياق ظهرت النظريات الحديثة التي عالجت المنظمة على انها نظام مفتوح يؤثر ويتأثر ببيئته. إن التنوع في المنطلقات الفكرية في دراسة نظرية المنظمة يعطينا فكرة عن مدى تعقد المنظمات اليوم.  وعلى ضرورة دراستها أكثر فأكثر. وفي هذا الإطار جاءت هذه المطبوعة لتسلط الضوء على نظرية المنظمات بشكل مبسط يسهل فهمه من قبل الطلبة والباحثين والمهتمين بمجال نظرية المنظمات.  من أجل ذلك تم الاعتماد في هذه المطبوعة على ستة فصول وهي كالآتي:

–  الفصل الأول: مدخل عام لدراسة نظرية المنظمة؛

– الفصل الثاني: النظريات الكلاسيكية للمنظمة؛

– الفصل الثالث: نظريات العلاقات الإنسانية؛

– الفصل الرابع: النظريات السلوكية للمنظمة؛

– الفصل الخامس: النظريات الحديثة للمنظمة؛

– الفصل السادس: النظريات المعاصرة للمنظمة.