تفصيل

  • الصفحات : 230 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2023،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-683-3.

إن الظهور الواسع لتكنولوجيات الاتصال في السنوات الأخيرة خاصة ما تعلق ببروز شبكة الويب (2.0) وما أفرزته من شبكات اجتماعية تفاعلية خصوصا موقع الفيسبوك الذي شهد رواجا كبيرا بين مستخدميه، جعل العالم بأكمله عبارة عن قرية صغيرة، حيث اختزلت المسافة الكبيرة التي كانت موجودة بين الأفراد، وسهلت عليهم عملية الاتصال فيما بينهم بكل سهولة وأريحية، كما فتحت أبواب الحوار بين أفراد المجتمع وعززت من حرية التعبير وإبداء الرأي، وجعلت المواطن حرا في التعبير عن آرائه وأفكاره دون أي رقابة مسبقة.

وتعد العلاقات العامة واحدة من أهم المجالات التي اعتمدت على توظيف الشبكات الاجتماعية في وظائفها، والتي استندت على موقع الفيسبوك كمنصة هامة في خدمة المؤسسات من خلال تحسين سمعتها، وتقوية هويتها التصويرية التي تعتبر بمثابة المرآة التي تعكس شخصيتها. كما استفادت أيضا العلاقات العامة من موقع الفيسبوك في تطوير أنشطتها الاتصالية، وإقناع الجماهير حول نوعية الخدمات التي تقدمها المؤسسات، بالإضافة إلى فتح قنوات الاتصال بين المؤسسة وجمهورها، وبالتالي خلق جو تفاعلي ذو اتجاه ثنائي يقوم على الفعل وردة الفعل، وعلى التفاهم والاستماع المتبادل بين الطرفين.

لذلك تعتبر قضية استخدام العلاقات العامة الإلكترونية في الإدارات العمومية الجزائرية، من بين أهم الإشكالات المتداولة لدى الباحثين والمفكرين، والتي أسالت الكثير من الحبر بغية نقاشها وتفسيرها، خاصة في ظل ضبابية المشهد حول مدى استخدام هذه الإدارات للشبكات الاجتماعية، بحيث تشهد بعض الإدارات قصور أو ضعف في تطبيق هذه المهنة على أرض الواقع، وتفتقد للثقافة الاتصالية والتنظيمية من أجل ممارستها خاصة ما تعلق باستراتيجياتها في إدارة سمعتها وفق أطر وقواعد علمية معتمدة.

ومن بين أهم الوسائط الاجتماعية التي تعتمد عليها الإدارة العمومية الجزائرية في مجال العلاقات العامة نجد الفيسبوك، الذي عرف استخداما لا نظير له سواءا على المستوى الشخصي أو المؤسساتي (المؤسسات)، غير أن هذه الأخيرة استفادت منه في نشر المعلومات للجمهور بهدف إعلامه بمختلف القضايا، والتواصل مع جميع الأفراد الذين يطرحون استفسارات بخصوص شؤونهم اليومية، والسعي لإزالتها وحلها بمختلف الطرق، وهذا لكسب علاقة الثقة والود بين الطرفين.

وانطلاقا مما سبق، جاءت هذه الدراسة حول موضوع واقع استخدام العلاقات العامة الإلكترونية لدى الإدارة العمومية في الجزائر، وإعتمدنا في ذلك على الصفحة الرسمية للمؤسسة على موقع الفيسبوك، وبهدف فهم جميع أجزاء موضوع الدراسة خاصة: إطارها النظري والتطبيقي اعتمدنا على الفصول التالية:

الفصل الأول: العلاقات العامة الإلكترونية

تناول الباحث في هذا الفصل وهو “العلاقات العامة الإلكترونية” مجموعة من العناصر النظرية جاءت في ثلاث مباحث أساسية، حيث انقسم المبحث الأول إلى ستة مطالب، والمبحث الثاني انقسم إلى ثمانية مطالب، أما المبحث الثالث والأخير فانقسم إلى سبعة مطالب. حيث تناول المبحث الأول العلاقات العامة، أو ماتسمى بالعلاقات العامة التقليدية، والتي احتوت على نشأة وتطور العلاقات العامة، أهم المبادئ الأساسية والخصائص التي تمتلكها، بالإضافة إلى أهم وظائف إدارة العلاقات العامة وأهمية استخدامها داخل المنظمة.

وقد أشار الباحث في المبحث الثاني إلى العلاقات العامة وشبكة الإنترنت، والتي تضمنت أهمية شبكة الإنترنت للعلاقات العامة، والوظيفة الجديدة التي تؤديها العلاقات العامة عبر شبكة الإنترنت، وكذلك أهمية وفائدة وضع الثقة في العلاقات العامة عبر شبكة الإنترنت، إضافة إلى استخدام العلاقات العامة للبريد الإلكتروني وعلاقتها بالتسويق الإلكتروني، كما تطرقنا أيضا إلى أهم استخدامات شبكة الإنترنت في مجال العلاقات العامة وأهم الأخلاقيات المتبعة في ذلك، بالإضافة إلى التحديات التي فرضتها شبكة الإنترنت أمام مهنة العلاقات العامة.

الفصل الثاني: الإدارة العمومية.

تطرق الباحث في هذا الفصل إلى مجموعة من العناصر الهامة التي تخص الإدارة العمومية والتي جاءت جميعها في مبحث واحد وهو ماهية الإدارة العمومية، والذي يضم مفهوم الإدارة العمومية ونشأتها وتطورها، وأهم المراحل التاريخية التي مرت بها، هذا بالإضافة إلى أهم الخصائص والمزايا التي تتمتع بها، وأهم وظائفها ومبادئها التي تقوم عليها، لنتطرق في الأخير إلى واقع الإدارة العمومية في الجزائر.

الفصل الثالث: واقع استخدام العلاقات العامة الالكترونية لدى الإدارة العمومية

تناول هذا الفصل تحليل نتائج الدراسة التحليلية والتي تمت على الصفحة الرسمية لبلدية سطيف (الجزائر) عبر الفيسبوك. أين قام الباحث بالتحليل الكمي والكيفي لفئات الشكل والمضمون للتعرف على منشورات المؤسسة شكلا ومضمونا، وكذا تحديد سيمة التفاعلية بين الجمهور والمؤسسة، كما تطرق أيضا إلى نتائج المقابلة والتي قام فيها الباحث بمقابلة مع مدير العلاقات العامة لبلدية سطيف والذي يسمى بـ “مدير الديوان والعلاقات الخارجية”، وطرح مجموعة من الأسئلة المتعلقة بكيفية استخدام جهاز العلاقات العامة لبلدية سطيف لموقع الفيسبوك. وأشار في هذا الفصل إلى النتائج العامة للدراسة في ضوء الإشكالية والدراسات السابقة للدراسة، ومع تقديم حوصلة عامة عن الموضوع ونتائجه، وإرفاق النتائج بمجموعة من الملاحق المتمثلة في استمارة المقابلة، واستمارة تحليل المحتوى الإلكتروني، إلى جانب قائمة المراجع والمصادر المعتمد عليها في الدراسة.