تفصيل

  • الصفحات : 100 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2024،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى ،
  • لون الطباعة :أسود،

مــــقدّمــــــة

الحمد لله الذي خلق الإنسان علمه البيان ، وميزه على سائر خلقه بالعقل والإحسان والصلاة والسلام على نبيه وآله وصحبه  وبعد؛

لقد ارتبطت علوم اللغة العربية بكل مستوياتها النحوية والمعجمية والصرفية والصوتية بخدمة الدين الإسلامي، حيث أن فهم هذا الدين وحفظه كان السبب الأول لوضع هذه العلوم.

ولا شك في أن محور هذا الدين، القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، فكان جهد العلماء اللغويين في بداية الأمر يرتكز على فهم القرآن الكريم وشرح غريبه واستنباط أحكامه فكانت اللغة هي المفتاح الذي من خلاله استطاع العلماء أن يفسروا القرآن ويستنبطوا الأحكام ويسبروا أغواره ليكشفوا أسراره  .

ولقد انبرى علماء اللغة العربية يجتهدون لوضع أسس وقواعد  تحفظ هذه اللغة من اللحن والعجمة ، فمن هنا ظهرت حركة التأليف في المعاجم لتحفظ لهذه اللغة هيبتها وتجمع مفرداتها وتحفظها من الضياع والاندثار، فظهرت أول بوادر التأليف في هذا العلم من طرف علماء غريب القرآن الكريم ، فعكف العلماء على شرح وتفسير ما أشكل على الناس من غريب القرآن الكريم من خلال الاستشهاد بالشعر العربي القديم وكلام بعض القبائل العربية ثم بعد ذلك بدأ التأليف في غريب الحديث النبوي الشريف ، وظهرت مصنفات كثيرةو أسفار متعددة غفيرة، في هذا الجانب ، ثم فُتح باب النظر في غريب الألفاظ والمعاني ، فصارت مبعث انشغالهم ومحط عنايتهم.فكان الخليل بن أحمد الفراهيدي أول من وضع اللبنة الأولى لهذا العلم ثم توالت الجهود بعده ليصبح التأليف المعجمي علما قائما بذاته ، رسم حدوده الخاصة به ، ووضع فواصله التي تفصله عن بقية العلوم .

فتعددت مصادر الاحتجاج في هذه المعاجم اللغوية قصد تعزيز اللفظة  وتأكيد المعنى اللغوي. فكان  من بين مصادر الاحتجاج في هذه المعاجم الحديث النبوي الشريف.  و من هنا جاء هذا العمل موسوماً:،: بــــ:”أثر الحديث النبوي الشريف في المعاجم العربية دراسة دلالية”

ولقد كان من بين أسباب اختيارنا لهذا الموضوع  تتبع أثار الحديث النبوي الشريف في المعاجم العربية قصد إثبات حجية ألفاظه باعتباره أفصح الكلام و أقواه بعد القرآن الكريم .وهذا ما جعلنا نطرح  مجموعة من التساؤلات كان أبرزها:

  • هل اعتمدت جميع المعاجم القديمة والحديثة الحديث النبوي الشريف مصدرا من مصادر الاحتجاج ؟
  • وهل أسهم الحديث النبوي الشريف في بناء المعاجم العربية ؟
  • ما علاقة غريب الحديث ببناء المعاجم العربية ؟
  • في ما تكمن جهود المستشرقين في صناعة المعاجم ؟
  • وهل من المعجميين من رفض الاستشهاد بالحديث النبوي الشريف على غرار ما فعل بعض النحويين في رفض حجية الحديث النبوي الشريف ؟
  • هل كل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم يعد مصدرا من مصادر الاحتجاج ؟

وللإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها اتبعنا الخطة التالية :

مقدمة حول الموضوع متبوعة بفصلين الأول نظري والثاني تطبيقي ثم خاتمة .

أما المقدمة فتتضمن أهمية الموضوع ، وأسباب اختياره، وإشكالية البحث ، إضافة إلى الدراسات السابقة والمنهجية المتّبعة.

والفصل الأول والموسوم بــ: المعجم العربي من النشأة إلى التطور .قسمته إلى تسعة مطالب. أما المطلب الأول فقد وسمته :تعريف المعاجم لغة واصطلاحا.

والمطلب الثاني تناولنا فيه: الصناعة المعجمية، والمطلب الثالث : دوافع تأليف المعاجم، أما المطلب الرابع : وظيفة تأليف المعاجم والمطلب الخامس فقد تناولت فيه المدارس المعجمية العربية والمطلب السادس : مصادر الاحتجاج في المعاجم العربية ، وفي المطلب السابع :أثر كتب الحديث في معاجم اللغة.

أما المطلب الثامن فجاء موسوماً: الصناعة المعجمية وعلم الدلالة .والمطلب التاسع: المستشرقون والمعجم العربي.

أما الفصل الثاني وهو الفصل التطبيقي فموسوم:تجليات الحديث النبوي الشريف في المعاجم العربية وقد قسمناه إلى تسعة مطالب ،في كل مطلب اقتفي أثر الحديث النبوي الشريف في بعض  المعاجم العربية ودلالات ألفاظها وإزالة اللَّبس عن بعض الأحاديث النبوي الشريفة، من خلال تكملة بعضها  وذكر سياقها وتخريجها.والمنهجية المتبعة في توظيفها للحديث الشريف .

أمّا المعاجم التي اعتمدتها فهي : العين للفراهيدي ، تهذيب اللغة للأزهري، الجمهرة لابن دريد،  مقاييس اللغة لابن فارس، الصحاح للجوهري، لسان العرب لابن منظور، تاج العروس للزبيدي، البلاغة للزمخشري، المعجم الوسيط الصادرعن مجمع  اللغة العربية بالقاهرة.

ثم ختمت الفصل بدراسة تقويمية ناقدة .

واعتمدت على مجموعة من المصادر والمراجع في هذا العمل نذكر منها :

*- المعاجم العربية القديمة (العين ، الصحاح ، تاج العروس ، لسان العرب ….)

*-  المعاجمية العربية للجيلالي حلام

*-المعجم العربي نشأته وتطوره للحسين نصار

*- معجم المصطلحات المعجمية العربية ‘ مقاربة تاريخية واجتماعية ولسانية.  لمحمد رشاد الحمزاوي .

*- مفعول غريب الألفاظ في الدرس المعجمي(وقفة على السبب الأساسي لنشأة المعجم في اللغة العربية )ابن حويلي ميدني .

*-رسائل ماجستير ودكتوراه تناولت جانبا من هذا الموضوع

أما عن المنهج المتبع : فمثل هذه الدراسات تقتضي أن يكون المنهج وصفيا تحليليا من خلال الوقوف على الشواهد الحديثية في المعاجم العربية ودلالات ألفاظها.

وفي الأخير  نرجو أن نكون قد وُفِّقنا في إنجاز هذا العمل ونسأل الله تبارك وتعالى الموّفِّقَ:أن يجعله في ميزان حسناتنا،و أن ينفع به الناشئةَ و القَرَأَةَ في الجزائر و العالم العربي(و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب).

حَسين ،معسكر

يوم: الجمعة 02 جمادى الآخرة 1445هـ

15 ديسمبر 2023م

جابر  بلعمري                                                مختار بن قويدر

طالب دكتوراه                                                            أستاذ التعليم العالي

-جامعة مصطفى اسطمبولي-معسكر                                 جامعة مصطفى اسطمبولي-معسكر