تفصيل

  • الصفحات : 233 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2024،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى ،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-882-0.

مقدمة:

شملت الفلسفة الألمانية العديد من التيارات الفلسفية الكبرى التي شكّلتْ معالم الفكر الإنساني في القرن العشرين على وجه الخصوص، ومن أهمها التيار الفينومينولوجي الذي أراد أن يعطي تشخيصاً جديدا مغايرا للتفكير السائد حول طبيعة التفكير الفلسفي حول الإنسان المعاصر وأهم القضايا الكبرى التي أسست للبحث الظواهري مع كبار ممثليه فرانز برنتانو وهوسرل وماكس شيلر وهيدجر وغيرهم من الفينومينولوجيين الألمان، من بين التيارات الكبرى ايضا في القرن العشرين النزعة الإنسانية التي مثلها اريك فروم باعتباره واحدا من الفلاسفة النقديين الدين حاولوا تأصيل هذه الفلسفة وفق العديد من المقاربات المعرفية حيث حضور التحليل النفسي في القراءة الجديدة للواقع الإنساني المعاصر. ينتمي فروم إلى عائلة يهودية متدينة ارثودوكسية ولد في 23 مارس1923 بمدينة فرنكفورت الألمانية، انتقل إلى مدينة هايدلبيرغ ليدرس القانون هناك وبعدها انتقل إلى السوسيولوجيا مع أستاذه الألماني ألفرد فيبر دون انقطاعه عن دراسة التلمود مع ربينكوف، حصل على الدكتوراه في الفلسفة ثم تفرغ للتحليل النفسي على يد المحللة النفسية فريدا رايخمان وبعدها مع فيلهيلم فيتنبرغ بمدينة ميونخ[1]، وبالتالي فقد جمع فروم العديد من المناحي المعرفية التي لعبت دورا بارزا في رسم صورة الفيلسوف وعمق التحاليل التي قدمها في مشروعه الفلسفي ككل، وقد كان الحدث الأهم والبارز في فكر اريك فروم التحاقه بمدرسة فرنكفورت سنة 1930 غادر ألمانيا بعد وصول النازية للحكم وهي السنة ذاتها التي قام فيها بإعادة النظر في نظرية الغرائز الفرويدية حيث يعوضها بنظرية العلاقة النمطية الأمر الذي نتج عنه معارضة بعض ممثلي مدرسة فرنكفورت هوركايمر، أدورنو، ماركيوز، ومن ثمة ينتهي به الأمر إلى العزل منها[2]..

بعد هذه التحولات الكبرى في حياة اريك فروم يسافر إلى أمريكا ويواصل مساره الفكري من هناك عن طريق المحاضرات التي كان يلقيها في الجامعات الأمريكية ومختلف العناوين التي ألفها في تلك الفترة الزمنية إلى غاية وفاته في سويسرا إثر وعكة صحية.

[1]– اريك فروم، الانسان المستلب، ترجمة حميد لشهب، نداكوم للطباعة والنشر،2003، ص8.

[2] – اريك فروم، الانسان المستلب،المرجع السابق ، ص،8.