تفصيل

  • الصفحات : 352 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2023،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-660-4.

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الكريم وبعد،

فإن العمل الذي بين أيدينا عبارة عن جزء ثانٍ مكمل لعمل سبق نشره حول أسس البحوث الكيفية ومناهجها، والذي تم تضمينه بعض أسس البحوث الكيفية (المنطلقات، المفهوم والخصائص، العلاقة مع المناهج الكمية، مجالات الاستخدام…) وعددا معتبرا من مناهج البحوث الكيفية الصرفة والمختلطة (تحليل الخطاب، التحليل السيميولوجي، التحليل الوثائقي، تحليل المحتوى، دراسة الحالة، المنهج البيوغرافي، المنهج المقارن، المنهج التاريخي…). أما هذا الجزء فقد تم تخصيصه -تبعا لذلك- لعرض أهم الإجراءات التطبيقية لمناهج البحوث الكيفية (“المعاينة” وأدوات جمع البيانات ومعالجتها والتحقق من “صدقها” و”ثباتها”…). مع الإشارة إلى أنه قد يتم لاحقا إعداد أجزاءً خاصة بالبحوث الكمية والبحوث المختلطة، وذلك في سياق توفير مادة منهجية مبسطة يستعملها الطلبة والباحثون للوصول إلى المعلومات الضرورية لتحقيق أهدافهم.

وفيما يخص هذا الجزء التطبيقي تجدر الإشارة إلى أنه يحتفظ على غرار سابقه بالطابع التعليمي ومتعدد التخصصات الأكاديمية، وهو نتاج ممارسة تعليمية وتفاعل مثمر مع الطلبة والباحثين، مع الاعتماد على آخر المستجدات المتوافرة في هذا المجال في الأدبيات المتخصصة بعدة لغات.

بالنسبة لبنية هذا العمل، فهي متكونة من ثلاثة أجزاء رئيسة متوالية مبدئيا ومتساندة وظيفيا لكنها عمليا تكاد تكون أنشطة بحثية متوازية بفعل تأثيراتها المتبادلة وأحيانا بأثر رجعي وذلك بحكم طابعها الكيفي:

أولا: اختيار العينة في البحوث الكيفية.

ثانيا: أدوات جمع البيانات الكيفية.

ثالثا: معالجة البيانات الكيفية.

وذلك بخلاف ما يحدث في البحوث الكمية التي يتحدد فيها عادة نوع العينة وحجمها مسبقا وكذا أدوات جمع البيانات وكيفية معالجتها.

وسيجد القارئ من خلال الاطلاع على هذه الأجزاء الثلاثة بعض المباحث الأساسية للبرامج الدراسية في بعض مستويات التعليم العالي. مع إمكانية تكييف العمل ككل مع احتياجات المناهج عمليًا لأي أستاذ أو طالب باحث. كما يمكن الرجوع عند الضرورة إلى مكونات الجزء الأول (أسس البحوث الكيفية ومناهجها) من موضوعات لاستيضاح حيثيات بعض التطبيقات البحثية الكيفية في بحوث العلوم الإنسانية والاجتماعية خصوصا. فـ”الخيارات التقنية الأكثر “أمبريقية” لا يمكن فصلها عن خيارات بناء المواضيع الأكثر “نظرية” (Bourdieu, 1992, p.197). كما أن وظيفة المنهجية لا تتمثل أساسا في إملاء قواعد منهجية مطلقة، ولكنها تساعد على التفكير في تكييف قدر الإمكان –في هذا العمل مثلا- تقنيات اختيار العينة وإجراءاتها وطبيعة جمع البيانات وكيفية معالجتها وتدقيقها مع موضوع البحث قيد الإنجاز.

والله ولي التوفيق وهو يهدي إلى سواء السبيل.

 

لإبداء الملاحظات التحسينية، التواصل مع المؤلف أو الناشر،

فقد كتب القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني في رسالته إلى العماد الأصفهاني:

﴿إني رأيت أنه ما كتب إنسان كتاباً في يومه إلا قال في غده.. لو غيرت هذا لكان أحسن.. ولو زيد كذا لكان يستحسن.. ولو قدم هذا لكان أفضل.. ولو تركت هذا لكان أجمل.. وهذا من أعظم العبر وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر﴾…

قسنطينة (الجزائر) في: جمادى الثانية 1444هـ/ يناير 2023م