تفصيل

  • الصفحات : 153 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2021،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،

بسم الله الرحمن الرحيم الصلاة والسلام على أشرف المرسلين  الحمد لله نحمده تعالى ونشكره، ونتوب إليه ونستغفره، ونعود بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله أفضل الخلق عند الله، فصلوات رب العالمين عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار أفضل الخلق عند الله، فصلوات رب العالمين عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وهديه، واقتفى أثره وتمسك بسنته إلى يوم الدين أما بعد:

فمن تأمل خلق الأضداد في هذا الكون كله، وتسليط بعضها على بعض، تبين له كمال قدرة الله جل وعلا، وأن كل ما سواه لديه ما يعكسه، وهو الخالق وحده لما خلق وقدّره تقديرا ولا خالق إلا هو وكل شيء بمشيئته

قال تعالى: هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو.

“القرآن الكريم” هو صرح الدنيا والآخرة، فجميع العلوم الصحيحة مستنبطة منه، فمدار العلوم كلها على معرفة الله وأمره وخلقه مشتملة على صلاح الأبدان والقلوب وتبين كيفية حفظ الصحة وإبعاد واستنفار آفاتها وهذا بالعقل الصحيح والفطرة السليمة والإيمان، ففي هذا المقام، جاء الأنبياء وبيّنوا الأدوية التي تشفي  الأمراض، ما لم يهتد إليها عقول أكابر الأطباء ولم يصلوا إليها علومهم وتجاربهم، فالله عزّ وجل في كماله وحكمته لم يخلق داء إلا وخلق له الدواء.

كما في قول رسوله عليه الصلاة والسلام: ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له شفاء.

في أثر إسرائيلي، أن إبراهيم الخليل قال: “يا رب ممن الدّاء؟”. قال: “مني”. قال: “فممن الدواء؟”. قال: “مني”. قال: “فما بال الطبيب؟”. قال: رجل أرسل الدواء على يديه”. فالله عزّ وجل منفرد بالخلق والملك والتدبير.

ان العلاج بالأعشاب والنباتات الطبية عالم قائم بذاته، له رواده من قدماء ومحدثين: رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ومنهم الحارث بن كلدة، الشيخ ابن سينا وعند العجم أمثال أبقراط… العلاج بالنباتات هو العودة إلى الطبيعة، وتفضيل لكل ما هو من “أصل طبيعي”.

تعتبر الطبيعة بما تحتويه من أصناف لا تعد ولا تحصى من النباتات كنزا لا يفنى من المواد الأولية الغزيرة والمتنوعة. وقد عرف الإنسان كيف يستفيد من هذا الكنز منذ القدم.

إن الاكتشافات العديدة بينت وجود إمكانيات علاجية هائلة في مملكة النباتات، وفي الوقت الذي أصبحت العقاقير الكيميائية معقدة أكثر فأكثر دون أن تتمكن من الوصول إلى تحقيق نتائج مرضية جدا إن لهذه الاكتشافات تأثيرا كبيرا في تزايد الاهتمام بالتداوي بالنباتات فهي يتقبلها الجسم، ومفيدة في علاجالأمراض، لذا فإنها تحتل عن جدارة، مركزا مهما في عالم العلاج. إن كنوز المملكة النباتية لم تكتشف بعد كلها، والعلاج بالنباتات طريقة ينتظرها مستقبل باهر وزاهر.

لقد أظهرت الأدوية المركبة الكيميائية المعقدة سلبياتها، التي تصل في كثير من الأحيان أن تكون حاضرة أكثر من الايجابيات، قد يكون الدواء سحرا في شفاء الأمراض وفي نفس الوقت قد يكون سببا في وجود مرض آخر، وربما كان أشد فتكا من المرض الأول.

عزيزي القارئ من خلال  صفحات هذا الكتاب المتواضع  سنقدم  بحمد الله تعالى بعض  النباتات الطبية التي نستعملها في التداوي، تلك الثروة التي لم ننتبه إليها كثيرا.

نشرف على جمع ولمّ النباتات الطبية التي تفيد في علاج الأمراض، بالمقادير الضرورية المناسبة  والطريقة التي يجب أن تحضّر بها النباتات، اختيار الأجزاء الفعالة فيها لقدراتها العلاجية، ونضع كميات ومقادير معينة من كل صنف، وقد سمعنا الكثير من حالات تسمم أو تعاظم الإصابة نتيجة استعمال مقادير غير دقيقة من أنواع النبات، أو تناول  نباتات أخرى بدلا من النبات النافع  لعلاج المرض. لذا يجب التقييد بالمقادير والكميات عند استعمال النباتات لعلاج الأمراض بطريقة صحيحة، إضافة إلى حالة الشخص نفسه.

نقوم  بتحضر مراهم ودهون ومستحلبات من هذه النباتات والأعشاب الطبية، عن طريق الدق،والمزج، والسحن بالزيت أو بالعسل… كلها أمور تحتاج إلى دقة في تحديد الأخلاط والمزيج والمحاليل والكميات من كل صنف.

إن التداوي بالنباتات والأعشاب الطبية تحتل مركزا مرموقا في المعالجة، مثل النباتات المقوية للقلب، حيث لم تستطيع الأدوية المركبة أن تقدم مركبات تضاهيها، والأمر هو نفسه بالنسبة للنباتات ذات الخواص المطهرة، أو الملينة، أو المضادة للإسهال أو المدرة للبول أو المنقية للدم.

نحمد الله ونشكره الذي خلق النبات وجعل لنا منه الدواء، كما خلق الماء للإنسان وخلق الإنسان الذي قدم له القوة والموهبة لعلاج هذه الأمراض. سبحان الله الذي خلق عبده وسوّاه وعدّله وجعله في أحسن تقويم، وتبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير.