تفصيل

  • الصفحات : 323 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2024،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى ،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-811-0.

مقدمة:

لقد فَرضت ندرة الموارد الاقتصادية المتاحة للاستثمار في ظلِّ تنوع البدائل الممكِنة الحاجة إلى إجراء دراسات علمية دقيقة، تَسمح بتقييم جدوى المشاريع الاستثمارية والمفاضلة بينها للوصول إلى اتخاذ القرار الاستثماري الرشيد بشأن اختيار البديل المناسب الذي يُحقِّق أهداف المستثمر سواء كان خاص أو عام.

وهو ما يسمح بتحقيق التوزيع الأمثل للموارد الاقتصادية المتاحة بين الاستخدامات المختلفة، ومن ثم تجاوز هدرها وتبذيرها فيما لو كانت القرارات المتعلِّقة بتنفيذ المشاريع الاستثمارية وما تَتطلَّبه من مبالغ ضخمة لا تستند إلى أية دراسات علمية دقيقة في ظل ظروف تتسم بالمخاطرة وعدم التأكد غالباً، الأمر الذي يجعل من هذه المشاريع عِبئاً في طريق التنمية الاقتصادية بدلاً أن تكون دعماً لها.

ولقد جاء هذا الكتاب البيداغوجي في جزئه الأول لِيتضمَّن دروساً خاصة بمقياس “التقييم المالي للمشاريع” مُدعَّمة بـ 40 مثال محلول، وبغية ربط المفاهيم والقواعد النظرية باستخداماتها التطبيقية وإعطاء الجانب العملي حَقَّه فلقد قمنا بجمع وتقديم 100 تمرين من التمارين البيداغوجية المتنوعة والهادفة من بينها حالات تطبيقية حول الدروس التي تَضمَّنها الكتاب، ليتم حَلُّها بالتفصيل في جزئه الثاني.

وحِرصاً أن تكون المادة العلمية في متناول كل القراء مهما كان مستواهم (طلبة مرحلة التدرج، باحثو مرحلة ما بعد التدرج، المقبلون على التحضير للمسابقات الأكاديمية والمهنية، أساتذة، مهنيون… وكل مهتم بالموضوع) وتمكينهم من الاستيعاب الجيد، فلقد حاولنا جاهدين تبسيط أسلوب العرض والإحاطة بمختلف المعارف العلمية الأساسية المرتبطة بالموضوع وتطبيقاتها العملية، بعيداً عن التعقيد. على أن يُفتَرض في القارئ الكريم إحاطته بمبادئ المحاسبة المالية، الإحصاء الوصفي، الرياضيات على الأقل.

ومن أجل بلوغ هذه الأهداف، قمنا بتقسيم الكتاب إلى ست فصول:

كان من الضروري أن نستهلها كفصل أول بمدخل إلى دراسات الجدوى الاقتصادية وتقييم المشاريع الاستثمارية التي تُشكِّل مَدخلاً رئيسياً في صناعة القرارات الاستثمارية الرشيدة، وبالتالي تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد الاقتصادية النادرة وتعظيم المنافع على المستويين الجزئي والكلي. بدءً بتقديم لمحة حول المشاريع الاستثمارية مروراً بماهية دراسات الجدوى الاقتصادية والتقييم المالي لهذه المشاريع وصولاً إلى صناعة القرارات الاستثمارية الرشيدة.

لِننتقل إلى تسليط الضوء على الركيزة الأساسية لعملية التقييم المالي والمتمثلة في التدفقات النقدية الصافية السنوية المتوقَّع أن يدرَّها المشروع خلال مدة حياته المفترَضة، والتي تقوم على التقديرات المستخلَصة من دراسات الجدوى السابقة (التسويقية، الفنية والهندسية، التمويلية، المالية… إلخ) بشأن التدفقات النقدية الداخلة والخارجة للمشروع المدروس كفصل ثانِ، بدءً بتقديم مفهومها وأنواعها مروراً بكيفية قياسها وصولاً إلى عملية خصمها.

لِيكون الفصل الثالث مجالاً لتقديم معايير التقييم المالي للمشاريع المبنية على أساس اِفتراض سيادة ظروف التأكد بشأن المستقبل، وهي الحالة التي يكون فيها متخذ القرار على دراية تامة بالأحداث التي سوف تتحقق مستقبلاً أثناء حياة المشروع والتي تُؤثِّر على نتائجه. ولقد قمنا باختيار أكثر المعايير الأساسية قبولاً من الناحية النظرية واِستخداماً من الناحية العملية، وهي القيمة الحالية الصافية (VAN)، فترة الاسترداد المخصومة (DRA)، معدل العائد الداخلي (TRI)، مؤشر الربحية (IP) فضلاً عن المعايير التي تُستَخدم لمعالجة التعارض في النتائج التي تُسفِر عنها المعايير الأربعة سابقة الذكر، مع توضيح نقاط القوة والضعف لكل منها.

ثم خَصَّصنا الفصل الرابع لإبراز معايير التقييم المالي للمشاريع في ظل ظروف المخاطرة أين توجد عدَّة حالات طبيعة أو أحداث يمكن أن تتحقَّق مستقبلاً وتؤثر على نتائج المشروع ولا يَعرِف مُتَّخذ القرار على وجه التأكيد أيٌّ من هذه الظروف سوف يتحقق فعلاً في المستقبل، لكن لديه بيانات موضوعية عن تجارب ماضية تمكنه من تحديد توزيعات احتمالية لحدوث كل حالة من حالات الطبيعة الممكِنة. والمتمثلة أساساً في المعايير التالية: “التوقع – التباين”، معدل الخصم المعدَّل (نموذج تسعير الأصول الرأسمالية)، شجرة القرار.

لنتناول في الفصل الخامس معايير التقييم المالي للمشاريع في ظل ظروف عدم التأكد أين يُواجِه مُتَّخذ القرار عدداً من الأحداث التي يمكن أن يَتحقَّق أحدها مستقبلاً ولكنه لا يعرف بالتأكيد أيٌّ منها سوف يَتحقَّق فعلاً، كما لا توجد لديه بيانات تاريخية تساعده على وضع توزيع احتمالي موضوعي لتكرار حدوث هذه الأحداث وبنفس المواصفات مستقبلا. ولم يتم التَوصُّل حتى الآن إلى نموذج مُتَّفق عليه للتقييم في ظل هذه الظروف، وتتمثل أهم النماذج التي اقتُرحَت لهذا الغرض في: تحليل الحساسية، نظرية المباراة، عتبة المردودية.

أما الفصل السادس والأخير فلقد خصَّصناه لتقديم 100 تمرين من التمارين البيداغوجية المتنوعة والهادفة من بينها حالات تطبيقية، والمتعلِّقة بمعايير التقييم المالي للمشاريع في ظل كل من ظل ظروف التأكد والمخاطرة وعدم التأكد، على أن نُقدِّم حلولها التفصيلية بشكل منفصل في الجزء الثاني من هذا الكتاب.

خِتاماً، نرجو من الله عز وجل أن نكون قد وُفِّقنا في تحقيق الأهداف المسطَّرة من وراء إنجاز هذا الكتاب، وندعو القارئ الكريم ألاَّ يبخل علينا بملاحظاته ومقترحاته القيِّمة حول هذا العمل المتواضع، التي من شأنها إثراء محتواه وتحقيق الهدف المشترك لنا جميعاً وهو المساهمة في تحقيق نقلة نوعية للبحث العلمي وتسخيره لخدمة وطننا الغالي، وإثراء المكتبة العربية بمرجع جديد نحسبه ذو فائدة علمية وعملية. والله من وراء القصد.

 

 

 

 

 

 

تمَّ بحمد الله في الجزائر يوم 10 أكتوبر 2022

المُؤلِّفة: د. سدرة أنيسة