مقدمة:

عرف مفهوم التنمية المستدامة اهتماما عالميا كبيرا، فهو نهج تنموي يسعى لتحقيق التوازن بين احتياجات الأفراد الحالية من الموارد الطبيعية مع مراعاة حق الأجيال القادمة منها وفي المقابل حماية البيئة الطبيعية، وقد تبلور هذا المصطلح على عدة مراحل، حيث كان منصبا بداية على النمو الاقتصادي وتحقيق الازدهار لجميع دول العالم من خلال استغلال الموارد الطبيعية بعدها انصب الاهتمام الدولي بالتنمية ليشمل الجانب البيئي بعدها شمل الجانب الاجتماعي، وقد سعت دول العالم لعقد عدة مؤتمرات واتفاقيات بشأن التنمية المستدامة  لإيجاد الحلول الاقتصادية، الاجتماعية والبيئية، ويستند مفهوم التنمية المستدامة على مجموعة من المبادئ والضمانات الرامية إلى تحقيق أهدافها والتي من ضمنها العمل مع القطاع الخاص، احترام البيئة الطبيعية، مشاركة المواطنين وغيرها.

للتنمية المستدامة عدة أهداف تسعى لتحقيقها، كما تركز التنمية المستدامة على أبعاد اقتصادية، اجتماعية وبيئية حيث تسعى إلى التوفيق بين هذه الأبعاد الرئيسية الثلاثة فهي مترابطة ومتكاملة، كما للتنمية المستدامة مؤشرات اقتصادية، اجتماعية، بيئية ومؤسسية لقياس التقدم المحرز بشأنها.

حدد قادت العالم خطة عالمية للتنمية المستدامة ويأمل في تحقيقها في عام 2030، تهدف إلى تحديد اتجاه السياسات العالمية والوطنية المعنية بالتنمية، كما تقدم فرص جديدة لتحقيق العدالة بين أفراد المجتمعات، وهي خطة طموحة عالمية متسعة النطاق ملتزمة بأن تشمل الجميع دون استثناء، غير قابلة للتجزئة تسعى إلى مواصلة التصدي للتحديات العالمية الراهنة الأكثر إلحاحا.