مقدمة

الحمد لله رب العالمينوالصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،وبعد:

يعتبر ظهور الصيرفة الإسلامية ليس وليد اليوم، بل منذ الثلاثينات من القرن الماضي على يد الشيخ إبراهيم أبو يقظان الجزائري –رحمه الله-(ت1973م) على الأرجح.ولقد عرفتبروزاً كبير بعد الأزمة المالية لسنة 2008م،حيث تمكنت من التوسعوالانتشارونمو بشكل كبير في العالم وبالخصوص في الدول الغربية والتيأصبحتتسعىجاهدة بأن تكون رائدة في هذا مجالعن طريق فتح تخصصات فيمعاهدهاوجامعاتها. أما عن المسلمين حول العالمفقد تزايدت طلباتهمعلى المنتجات والخدماتوصيغ التمويليةو الاستثمارية تزامناً مع الابتكارات الماليةوالبنكية الموافقة لأحكام الشريعة الإسلامية.

آمل أن يحقق هذه الكتاب للطلبةوالباحثينوالمهتمين بهذا المجال، ما كنت أصبوا أليه بجمعي كل ما كتب حول هذا الموضوع إلى غاية هذه الساعةوإعادة صياغته بأسلوب بسيط وسهلوبقالب شامل رغم كثرة تعقيدات بعض المصطلحات الفقهيةوالماليةوالاقتصاديةوتشعبها. إلا أنني بسطت يدي على معظمها.

يعلم الله سبحانه وتعالى أن الموضوع الصيرفة الإسلامية أكبر مني بكثير ولا يمكن أن احتويه كاملاً لقلة الإمكانياتوانعدامها تماماً، لكنرغم هذا لمأدخر جهداً ولا وقتاً حتىيكونهذا العمل على أكمل صورة وأفضل وجه بإذن الله تعالى، فقد قضيّت أكثر من سنتين في الجمعوالإعدادوالترتيبوالوقوف على المصطلحات العلميةوشرحها بقدر الإمكان؛ولا أجد بعد ذلك صراحة إلا متعة ولذة أنست حقيقة  تلك الأتعاب. فما كان فيه من صواب فمن الله وحده لا شريك له وما كان فيه من خطأونسيانوسهو فمني ومن الشيطان؛ فيشفع لي أنني ما زلت في بداية طريق البحث والكتابةوالتأليف.

فعن الإمام المُزَنِيّ- تلميذ الإمام محمد ابن إدريس الشافعي-رحمه الله- قال:﴿قَرَأْت كِتَابَ الرِّسَالَةِ عَلَى الشَّافِعِيِّ ثَمَانِينَ مَرَّةً، فَمَا مِنْ مَرَّةٍ إلَّا وَكَانَ يَقِفُ عَلَى خَطَأ، فيقول: هيه، أبى الله أن يكون كتاباً صحيحاً غير كتابه﴾.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَامُحَمَّدٍ وَآلِ سَيِّدِنَامُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَوآلِ سَيِّدِنَاإِبْرَاهِيمَ،وبَارِكْ عَلَىسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ سَيِّدِنَامُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَوآلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

بدأت في كتابته في وهرانوأنهيته في غليزان/ الجزائر، في يوم27ماي 2020م، الموافق04شوال لـ 1441هـ

كتبه الفقير إلى ربّه

د.فؤاد بن حدو

fouadomati@gmail.com