تفصيل

  • الصفحات : 127 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2024،
  • الغلاف : مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • الأبعاد : 24*17،
  • ردمك : 978-9931-08-879-0.

مقدمة

يحسن بنا قبل الحديث عن أهمية العلاقات العامة ودورها كنشاط إجتماعي وواجهة  محركة للنمو الاقتصادي ومساحة مهمة للتفاعل السياسي وضمانة فاعلة للفعل الثقافي ،  إن نشاط العلاقات العامة نشاط يمارسه الإنسان منذ القدم كوسيلة لتحقيق التعايش و التفاهم   و الإنسجام ،بل تعدى ذلك الى تلبية حاجات الفرد و المجتمع و السعي لمعالجة مشاكله المتولدة من طبيعة تلك الظروف و تعقيداتها الحاصلة  ،وعليه جاءت العلاقات العامة للتعبير عن تفاعل الافراد فيما بينهم الى أن أصبحت علم وفن قائم بذاته يمتلك أسس مقوماته و قواعد للتعامل ،  من حيث كونها(العلاقات العامة ) أهم الجوانب التطبيقية لعلم الإجتماع الحديث.

إن المتأمل لحركة و تطور المجتمعات يقف لامحالة على منظور التعقيد والضخامة وسرعة  تزايد عدد السكان عبر العالم  ،ولم يتوقف الأمر عند حدود إستقلالية العرق         و المنبت بل تطور الأمر من ظاهرة إنسجام الشعوب الى إنصهارها  في سياق  الحركية  التي فرضتها ظاهرة الهجرة  من مختلف الإتجاهات  بفعل عدة عوامل أهمها الحروب        و النزاعات الإقليمية و الدولية فضلا عن أسباب ومعطيات إجتماعية ، كالبحث عن مصادر رزق وعيش للأفراد و الجماعات ،وقد عجلت –مكاسب الثورة الصناعية – من خلال تحقيقها لإنتاج غير معهود للثروة  أوائل القرن التاسع عشر من إستقطاب الاف العمال من مختلف أنحاء المعمورة ، الأمر الذي تتطلب أمام ظاهرة- التعقيد و الضخامة -ضرورة وجود مكتب للعلاقات العامة كحلقة إتصال بين الإدارة و العمال ، في مقابل ذلك فرضت المنافسة الإقتصادية نفسها ووجودها ضمن سياق التموقع في الاسواق  ، لابد على القائم بالعملية إرضاء وإقناع  الزبائن و تلبية رغبات المستهلكين من جهة ثانية .

لم يتوقف أمر الإهتمام  بمجال العلاقات العامة  في بناء جسور الثقة بين المنظمة وجماهيرها  فحسب بعد تزايد وعي الجماهير بفضل  إنتشار التعليم والثقافة وسط فئات المجتمع بغية الحصول على المعلومات الكافية حول منتج معين ،ولعل أبرز التحولات  على صعيد الاهتمام بهذا المجال كعلم وفن  ، نذكر ظهور جمعيات حماية الدفاع عن حقوق المستهلك ،وإمتد نشاط الإهتمام به من قبل الحكومات لاحقا بهدف التأثير على الراي العام* في سياق تمرير مخططات تنموية أو صياغة مشاريع وقوانين على المستوى المحلي ، كما برز ذلك على الصعيد العالمي  بفعل تضارب المصالح و المنافع بتطور وإنتشار وسائل الإتصال الجماهيري و أزداد الإهتمام أكثر فأكثر مع الوسائط الجديدة .

فالعلاقات  العامة ثنائية  البعد لا  تقتصر فقط على تحقيق أهداف المنظمة وانسجامها مع الخارج  بل تهتم بالجمهور الداخلي و تحرص على ضمان شروط الانسجام و التفاهم بين افراده  و العمل على تلبية انشغالاتهم  والوقوف على حل مشاكلهم بما يعزز الثقة ويدفع بالمنظمة الى مسارات أرقى تجعل المنتسب اليها يفتخر ويعتز بانتماءه إليها .

على ضوء هذا التقديم الموجز لابد من إلقاء نظرة عامة حول  نشأة هذا التخصص وتطوره التاريخي  ضمن سيرورة التقدم الحضاري  والتسارع الذي  فرضته المعطيات الاجتماعية    و الاقتصادية و التكنولوجية على غرار فاعلية ودور وسائل تكنولوجيات الإعلام و الإتصال في العصر الحديث .

 

* الراي العام : هو حكم الجمهور أو الحكم الاجتماعي على مسالة معينة بعد مناقشات واعية متبادلة و ان الراي بالنسبة لرجل العلاقات العامة هو الفكرة السائدة بين جمهور من الناس تربطهم مصلحة مشتركة ازاء مسالة من المسائل العامة التي يدور حولها الجدل ،انظر: ابراهيم امام :العلاقات العامة و المجتمع ،مكتبة الانجلو المصرية ،القاهرة ص 3 .