تفصيل

  • الصفحات : 169 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2024،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى ،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-860-8.

مقدمة

يضم هذا الكتاب بين دفتيه مجموعة من الدراسات والأبحاث التي عمل عليها الباحث خلال مراحل تكوينه الأكاديمي، بين أوراق لملتقيات ومؤتمرات علمية ومقالات سبق نشرها في عديد المجلات الوطنية والدولية، كانت كلها تناقش مسألة الهوية الوطنية الجزائرية وما تعلّق بها من مشكلات خاصة المعاصرة ومنها، ولأهمية هذه الدراسات وحساسية المواضيع الذي تناولتها، ارتأينا نشرها في مؤلف واحد يكون جامعا لها، يخرجها من غبار رفوف المكاتب ويجمعها من صفحات المجلات، ويجعل فائدتها تؤم الطلبة والباحثين عامة والمنشغلين بحقل العلوم الاجتماعية خاصة.

إذا لقد تضمن مؤلف المجتمع الجزائري في جزءه الأول الذي يقدّم دراسات وأبحاث تتناول الهوية الوطنية الجزائرية وما تعلق بها من مشكلات، ستة أبحاث ودراسات مترابطة ومتدرجة من الفصل الأول إلى السادس بما يخدم البناء المنهجي لعرض المادة العلمية، حيث جاء الفصل الأول بعنوان المحـــــــــددات الثقــــافية للشخصـــــية -الشخـصية الجزائرية أنموذجا- وهو الفصل الذي حاولنا فيه أن نتبين العناصر الثقافية التي تكون الشخصية الجزائرية وتميزها كشخصية متفردة عن غيرها، ثم لماذا الثقافية، لأن العناصر الثقافية هي العناصر الأقدر على تحقيق هذا التحديد الذي سعينا تبيينه وإظهاره، أما الفصل الثاني فقد جاء بعنوان عناصر الثقافة الوطنية داخل برامج وسائل الإعلام الجزائرية الخاصة (دراسة تحليلية لبرامج فضائية الشروق الجزائرية) وهي الدراسة التي أردنا من خلالها أن نستقصي عناصر الشخصية الجزائرية التي تم تناولها في الفصل الأول داخل المحتوى الإعلامي لتجربة الإعلام الخاص التي خاضتها الجزائر في بداية الألفية، وكيف أنّ هذه المؤسسات تؤدي دورها في خدمة الهوية الجزائرية والمشروع الوطني أم لا، وجاء الفصل الثالث المعنون بالمسؤولية الاجتماعية للفضائيات الإعلامية الخاصة في تنشئة وبناء الطفل الجزائري تقريبا في نفس هذا الهدف وهو مكانة عناصر الهوية الوطنية ضمن برامج ومحتويات هذه المؤسسات الإعلامية، ومدى مراعاته للثقافة الوطنية، خاصة وأن هذه المؤسسات هي بالأساس إحدى وسائل الثقافة، وفي هذا الفصل أردنا أن نقف على المسؤولية الاجتماعية لهذه المؤسسات في تنشئة الطفل الجزائري على قيم الثقافة الجزائرية، وهل تعمل هذه المؤسسات الإعلامية على ضمان الحد الأدنى من هذه التنشئة للطفل الجزائري أم لا،  أمّا الفصل الرابع والذي جاء بعنوان التنشئة الأسرية في زمن العولمة الثقافية من منظور منهج التربية الإسلامية، فقد ناقش إحدى المشكلات المعاصرة التي أصبحت تواجه الهويات الوطنية للشعوب ومنها الهوية الوطنية للمجتمع الجزائري، وهي مشكلة العولمة الثقافة وما تشكله من تهديد صريح لخصوصيات الشعوب، محاولين فيه تقديم منظور يساعد في التفاعل مع هذا المعطى الحضاري الجديد ويعمل على تحصين هويتنا الوطنية وهو منظور التربية الإسلامية، أمّا الفصل الخامس والذي عنوناه بالتيارات والمذاهب الفكرية والدينية الوافدة وانعكاساتها على الهوية الوطنية للشباب الجزائري، فقد تناولنا فيه إحدى مشكلات الشباب المعاصرة والتي لها علاقة بالهوية الوطنية، وهي مشكلة التيارات والمذاهب الفكرية والدينية الوافدة، والتي باتت تهدد بشكل كبير النسيج الاجتماعي للمجتمع الجزائري ولهويته الوطنية، وأكثر الفئات تأثرا بها هم أدنى شك فئة الشباب بفعل الخصائص التي تميز هذه المرحلة الحساسة من العمر، وإن أي تهديد يمس هذه الحلقة المهمة من حلقات الجسم الجزائري سيؤدي حتما إلى عواقب وخيمية، لأن الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل، وفي هذا الفلك أو الإطار جاء الفصل السادس المعنون  بأثر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي على قيم الهوية الثقافية للشباب الجزائري.

ولإن كان هنالك أثر وتهديد للتيارات والمذاهب الفكرية والدينية الوافدة على الهوية الثقافية للشباب الجزائري، فذلك حتما سيمر عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو المجتمعات الافتراضية، التي أصبحت اليوم هي العالم الحقيقي لهؤلاء الشباب، ولذلك كان لزاما دراسة هذا العالم والكشف عن أغواره قصد التمكن من حسن التعامل معه.

ونرجو من المولى العلي القدير أن نوفّق في هذا العمل وفي حسن تقديمه لطلبة العلم، على أنّ أي عمل مهما كانت قيمته لا يمكن أن يتنزّه عن الخطأ وإلاّ انتفت عنه صفة الجهد البشري الإنساني، (وفوق كلّ ذي علم عليم)

د/ سمير أبيش

15/07/2023 /قرية غمرة ولاية توقرت