المقدمة:

تسعى منظمات الأعمال نحو تعظيم الأرباح وتوسيع نشاطاتها، وهذا دون الاكتراث بالآثار لأنشطتها المختلفة والانعكاسات التي قد تسببها هذه الأنشطة على الوسط الذي تعمل ضمنه سواءا داخليا أو خارجيا، وهذا ما نتج عنه فجوة واسعة بين أهداف منظمات الأعمال وبين أهداف المجتمع، حيث لم يعد المجتمع ينظر إلى منظمات الأعمال نظرة تقليدية.

إن هذا الأمر يوضح مدى الحاجة إلى أن تكون قرارات منظمات الأعمال مؤطرة بإطار أخلاقي يحد من الآثار السلبية التي تؤثر في حياة المجتمع العاملة به، إذ زاد تطلع هذا الأخير إلى مساهمة هذه المنظمات في زيادة رفاهيته والقيام بأنشطة اجتماعية كثيرة اتجاه مختلف فئاته تسهم في تطوره و ازدهاره، كل هذا تحت عنوان “المسؤولية الاجتماعية لمنظمات الأعمال”.

إذا كانت المسؤولية الاجتماعية لمنظمات الأعمال بشقيها الصناعي والخدمي قد نشأت تاريخيا تحت تأثير الضغوط التي مارستها جماعات متنوعة مثل العاملين والمستهلكين وجماعات حماية البيئة ومنظمات الأعمال غير الحكومية أو المجتمعات المدنية، فإنها تطورت خلال العقود الأخيرة تحت تأثير المنافسة والتغيير في توقعات أصحاب المصالح.

ففي وقتنا الحاضر يتعين على منظمات الأعمال أن تضع المسؤولية الاجتماعية في صلب استراتيجياتها بعيدا عن العلاقات التسويقية والعامة وإدارة الأزمات، لأن فلسفة هذه المسؤولية مستمدة من طابعها الاختياري المرن والشامل بما يسمح ويشجع كل منظمة أي كان حجمها ونطاق عملها بأن تنتهج ما تراه مناسبا وملائما من الإجراءات والممارسات وفق إمكانياتها وقدراتها المادية وبما يتناسب مع متطلبات السوق.  إذ أن المسؤولية الاجتماعية تهدف إلى تحسين حياة المجتمع من خلال تناول مشكلات معينة في بيئة معية وإيجاد حلول عملية لها من أجل ضمان التنمية المستدامة، التي أصبحت أمرا واقعا. ويمكن في ظل اهتمام منظمات الأعمال بدورها المسؤول اجتماعيا أن يضمن إلى حد ما دعم جميع أفراد المجتمع لأهدافها ورسالتها التنموية والاعتراف بوجودها والمساهمة في إنجاح أهدافها وفق ما خططت له، حيث لم يعد تقييم منظمات الأعمال في بناء سمعتها على مركزها المالي فقط، بل تحولت المسؤولية الاجتماعية إلى استراتيجية خالقة للقيمة المشتركة في تحسين سمعة المنظمة من جهة وتحقيق الرفاهية للمجتمع من جهة أخرى.

• أهمية الكتاب :

بحيث يمكن الاستفادة من هذا الكتاب من عدة جوانب، وهذا راجع لنقص الدراسات الخاصة بكل من المسؤولية الاجتماعية وسمعة منظمة الأعمال، بالإضافة للمكانة والأهمية التي بلغتها المسؤولية الاجتماعية في مجال الإدارة بصفة عامة، والتي من خلالها يستطيع أصحاب التأثير في تحقيق الأهداف بشكل كبير.

• تقسيمات الكتاب:

تم تقسيم الكتاب إلى ثلاث محاور متسلسلة ومتتالية على النحو التالي:

• المحور الأول:حيث تم عنونته المسؤولية الاجتماعية لمنظمات الأعمال كان المحور الأول موضوعه المسؤولية الاجتماعية لمنظمات الأعمال والذي تناولنا فيه ثلاث فصول، تاريخ تطور المسؤولية الاجتماعية لمنظمات الأعمال ، مفاهيم أساسية للمسؤولية الاجتماعية لمنظمات الأعمال ، إدارة المسؤولية الاجتماعية لمنظمات الأعمال .
• المحور الثاني: عنون بالتسويق المسؤول اجتماعيا وتم تقسيمه إلى ثلاث فصول، الفصل الأول متمثل في المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية للتسويق ثم يليه الفصل الثاني بعنوان المزيج التسويقي المسؤول اجتماعيا والفصل الأخير هو حماية المستهلك
• المحور الثالث: عنون بسمعة منظمات الأعمال وتم عرض فيه سمعة المنظمة وهذا بتقسيمه إلى ثلاث فصول ويشمل العلامة التجارية و الصورة الذهنية لمنظمات الأعمال وبعدها سمعة المنظمة ثم وصولا إلى مساهمة المسؤولية الاجتماعية في بناء سمعة منظمات الأعمال.