تفصيل

  • الصفحات : 692 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2021،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الاولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-090-9.

يعنى هذا المؤلف الجماعي بتسليط الضوء على تاريخ المدن في الجزائر وتطورها عبر العصور، وإبراز حركية مجتمعاتها، وكما نعلم فإن تاريخ نشوء المدن قديم ويعود إلى الألف الخامس والسادس قبل الميلاد، وإذا أردنا أن نقدم تعريفا للمدينة فلن نجد تعريفا دقيقا وموحدا تم الإجماع عليه نظرا لطابع وخصوصية كل مدينة بما فيها المدن الجزائرية التي حملت كل واحدة منها سمات عصرها، ونظرا لأن بدايات نشوء المدن ارتبط ارتباطا وثيقا بتطور العقل البشري وتكيفه مع أنماط الحياة.

فالمدن في الماضي اقترنت بالزراعة التي شجعت الإنسان على الاستقرار، بعد أن كان يعتمدالصيد والالتقاط، وبعد تطورها تحول الأمر إلى التجارة والصناعة، هاتين الأخيرتين كانت قاعدتهما وأساس استمرارهما السلطة السياسية التي لعبت دورا فاعلا في نشوء المدن واستمراريتها، وما الحصون والقلاع والأسوار  إلاّ نماذج دالة على ذلك.

ونحن نهدف من خلال هذا المؤلف الجماعي إلى إبراز تطور المدن الجزائرية عبر فترات تاريخية مختلفة، وإيضاح سماتها وخصائصها،فلا يخفى علينا أن الجزائر قد عرفت مدنا وحواضر عريقة، ظلت بارزة ومحافظة على شهرتها عبر العصور، ومدينة قسنطينة – على سبيل المثال لا الحصر- نموذج صارخ للمدينة القديمة التي عايشت مختلف الحقب، ولا تزال لحد الساعة من أشهر المدن الجزائرية، ولن يقتصر الأمر  في دراستنا على عرض حال المدن ومتغيراتها فقط، بقدر ما سيكون إيضاحا لصيرورة المجموعات السكانية المقيمة بها .

إن تسليط الضوء على هكذا دراسات هو  تشجيع للباحثين للاهتمام أكثر بالتاريخ المحلي والاجتماعي في ظل غلبة الدراسات السياسية، كما نسعى كذلك إلى لمس التحولات التي شهدتها المدن الجزائرية عبر العصور وبخاصة في  العهد الاستعماري والفترة المعاصرة،  وأن نجمع عديد التخصصات في آن واحد، فلن تكون دراستنا تاريخية بحتة، وإنما دراسة تجمع بين التاريخ والجغرافيا، والهندسة، والانثروبولوجيا، وعلم الاجتماع، والعلوم السياسية… فالمدينة أولا وأخيرا هي فضاء اجتماعي لمجموعات بشرية تتنوع وتختلف باختلاف الأمكنة والأزمنة.

الدكتورة صبرينة الواعر

     أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر

رئيس قسم التاريخ والجغرافيا

المدرسة العليا للأساتذة آسيا جبار

قسنطينة    01 نوفمبر 2019