تفصيل

  • الصفحات : 191 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2024،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى ،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-779-3.

مقدمة عامة:

بالقدر الذي يبدو فيه التركيز على المحتوى في العلوم السياسية مهما، فإنه ليس أكثر أهمية من معرفة والتحكم في المنهجية المعتمدة في رصد المشكلات البحثية، تفكيكها وفهم ملابسات العلاقة بين مختلف متغيراتها، بغية الوصول لفهم صحيح لها يمكن البناء عليه في تقديم استنتاجات قابلة للتعميم، تشمل الظواهر الشبيهة أو ذات الصلة بالظاهرة المدروسة.

تعكف منهجية البحث في العلوم السياسية على تقديم معرفة شاملة ومبسطة لمختلف الأدوات البحثية التي يمكن للباحث الاستعانة بها في جمع المادة العلمية، كما تتيح له امتلاك بصيرة معرفية للاهتداء للأساليب والطرق البحثية الأنسب والأنجع لاختبار فرضياته، والإجابة عن التساؤلات المطروحة ضمن مشكلته البحثية.

مع العلم أن مقياس منهجية البحث هو المادة الوحيدة التي يتلقاها الطالب في تخصص العلوم السياسية على امتداد مختلف المراحل التعليمية التي يمر عليها، من السنوات الأولى لليسانس إلى التكوين في الماستر والدكتوراه، ما يعكس حتمية وأهمية تحكم الطالب في تقنيات البحث وتوظيفها التوظيف الصحيح في مختلف مشاريعه البحثية.

وقد حاولنا من خلال هذا الكتاب البيداغوجي التي يستهدف الطلبة في مختلف مستويات التكوين تقديم مادة علمية مبسطة ووافية إلى حد ما، حول مختلف التساولات التي يمكن أن يثيرها المقياس عبر ستة محاور كبرى على النحو التالي:

من خلال المحور الأول سعينا لبناء قاعدة مفهومية للمصطلحات المرتبطة بميدان البحث، حيث يعتبر تحديد المفاهيم ركنا أساسيا في بناء المناهج وصياغة النظريات، رغبة منا في إزالة اللبس والتداخل القائم بين المفاهيم المعنية، كما حققنا التدرج في الانتقال من المفاهيم العامة إلى تلك الدقيقة ذات الارتباط المباشر بمنهجية البحث العلمي.

أما المحور الثاني فانصرفنا فيه للتعمق في جوهر البحث العلمي، من خلال تفكيك عناصره ومكوناته، تقديم مختلف تصنيفات البحوث والمعايير التي تستند عليها، علاوة على توضيح الرؤية حول أهداف البحث والصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الباحث الرصين، الذي يستفزه الوصول إلى الحقيقة وليس غير ذلك دون تحيز مهما كان شكله.

ولما كانت الغاية من منهجية البحث هو السعي لإكساب الطالب مهارات البحث العلمي وتقنياته، فقد حاولنا على ضوء المحور الثالث ضبط الخطوات التي تتقاطع فيها مختلف أنواع البحوث في منهجية البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية بشكل عام والسياسية على نحو أخص، تمكن الطالب من تتبع المراحل واحترام هرميتها للوصول إلى الهدف المنشود لبحثه.

وتعريفا بقائمة من المناهج التي يمكن الاستعانة بها في دراسة الظواهر السياسية وعلاقتها بالظواهر الأخرى، عرجنا في المحور الرابع على توضيح الثنائيات الكبرى في منهجية البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية، والتي تأخذ توصيفين أساسيين: الاستنباط والاستقراء من ناحية، ثم ثنائية التحليل الكمي والكيفي من ناحية أخرى.

بينما اتجه المحور الخامس نحو ضبط مختلف الأدوات التي يمكن أن يستعين بها الباحث لتحصيل البيانات والمعطيات حول المشكلة البحثية، والتي تتنوع وتختلف حسب طبيعة الموضوع وحيزه الجغرافي أو الزمني من الاستمارة أو الاستبيان، إلى المقابلة والملاحظة.

اتجهنا في المحور السادس والأخير إلى رصد قائمة المناهج البحثية التي يمكن للباحث الاستعانة بها في أدبيات العلوم السياسية، مع العلم أنه لا يوجد منهج جامع مانع في كل الأحوال والظروف، لذا قد تفرض طبيعة البحث مناهجا وليس منهجا وحيدا وفق مقاربة منهجية تكاملية.

وأخيرا المحور السابع الذي يقف على أهم الاقترابات البحثية في ميدان العلوم السياسية، التي يركز كل منها على زاوية معينة في الظاهرة السياسية، سواء الوظائف والأدوار، البنى أو ديناميكية النظام السياسي وحتى الجماعات والنخب الفاعلة في الشأن السياسي، تمكن الاستعانة بها من تبسيط المشكلة البحثية والوقوف على مختلف تجلياتها.

تمثل المحاضرات في المجمل سندا بيداغوجيا، يستهدف طلبة السنة الأولى ليسانس، كما يمكن أن تكون مفيدة للطلبة في مختلف مراحل التكوين اللاحقة لتيسير طريق البحث أمامهم.

ونتوخى من خلال هذا المحتوى المقدم تحقيق الأهداف التالية:

  • تبسيط تقنيات منهجية البحث للطالب المبتدئ، الذي لا يستوعب متطلبات العملية البحثية، شروطها ومختلف المراحل التي يمكن أن تقطعها.
  • تغيير النظرة حول المنهجية كمادة جافة، من خلال محتوى مرن بسيط شيق وسهل الاستيعاب، مطعم بالأمثلة والشواهد في أدبيات العلوم السياسية.
  • لفت الانتباه إلى أهمية منهجية البحث العلمي في مسار التكوين العلمي للطالب والباحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية عامة.
  • التحكم في تقنيات وأدوات البحث العلمي، بالشكل الذي يصبح من خلاله الطالب قادرا على توظيف الأسلوب والتقنية المنهجية المناسبة، حسب طبيعة المشكلة البحثية التي استفزته وأثارت فضوله العلمي.
  • تمكين الطالب في مرحلة لاحقة من تعلم التفكير المنطقي والمنهجي السليم، والنظر لكل القضايا والموضوعات نظرة فاحصة ومتأنية.