تفصيل

  • الصفحات : 120 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2024،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى ،
  • لون الطباعة :أسود،

تقديم:

إن الاهتمام بتعليم اللغة العربية قد زاد بشكل لافت في الآونة الأخيرة، إذ تشير الدراسات إلى أن اللغة العربية تعتبر أحد أكثر اللغات استقطابا للمتعلمين في جميع أنحاء العالم، وذلك نتيجة للتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعقائدية التي حدثت في العالم بعد العولمة والتطور التكنولوجي الحاصل، إذ نلاحظ إقبال هائل للمتعلمين من مختلف الجنسيات والأعمار ولمختلف الأغراض لتعلم اللغة العربية، وكذا افتتاح العديد من المؤسسات والمراكز التي تعنى بتعليم اللغة العربية للأجانب، بالإضافة إلى ظهور عدد كبير من المبادرات النوعية المتخصصة في صناعة المواد والبرامج الالكترونية  والتطبيقات الذكية للاستفادة من مزايا الذكاء الاصطناعي والتقانات الحديثة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ومع هذا نجد أن هناك نقص كبير في الدراسات التي تتعلق بتعليم اللغة العربية للأجانب.

ونظرا للتوافد المتزايد من قبل الأجانب على تعلم اللغة العربية، اشتدت الحاجة إلى وضع استراتيجيات فعالة لتعليم اللغة العربية،  وبناء مناهج  تعليمية واضحة تتاح للمعلم والمتعلم على حد سواء، مع مراعاة  مستجدات العصر الحالية التي أصبحت تحاكي الأنظمة الالكترونية،  وكذا استثمار ما يتيحه الذكاء الاصطناعي من آليات وبرامج يمكن تسخيرها في عملية تعليم اللغة العربية،  إذ تلعب الوسائط الالكترونية دورا فعالا في تسهيل عملية التعلم  ونشر اللغات والتعريف بها، إضافة إلى اعتمادها على الحاسوب وشبكة الانترنيت التي تسمح بعملية التعليم عن بعد مما يتيح شمولية العملية التعليمية واستيعابها أكبر عدد ممكن من المتعلمين.

إلا أنه رغم ذلك يعترض تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها العديد من المعوقات، لذا سنحاول من خلال هذا الاستكتاب فتح المجال أمام الباحثين لوضع استراتيجيات فعالة للمضي قدما نحو التأصيل لمناهج واضحة في تدريس اللغة العربية للأجانب، والسعي إلى استثمار النظريات اللسانية والطرق التعليمية الحديثة، في الكشف عن المناهج التعليمية، والبرامج الدراسية، وطرائق التدريس المقترحة.

وانطلاقا من أهمية تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، في ظل الرهانات الحديثة والمستقبلية، فإن هذا الاستكتاب يرمي للوصول إلى جملة من الأهداف أهمها:

  • تفعيل تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في الجزائر والدول الأـخرى بالتنسيق مع المجلس الأعلى للغة العربية.
  • استعراض الجهود الفردية والمؤسساتية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
  • تلبية حاجات السوق تبعا للانفتاح البحث العلمي على المحيط الاقتصادي والاجتماعي.
  • التأسيس لمشروع تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها للأغراض العامة والخاصة.
  • التعرف على الطرق الحديثة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.

ومن هذا المنطلق نرى ضرورة توجيه وترشيد الباحثين إلى الوقوف عند العديد من القضايا المحورية ذات الصلة بتعليم العربية للناطقين بغيرها قصد الوصول إلى بعض الحلول للمشكلات التي تعوق المعلم والمتعلم على حد سواء.

والحمد لله من قبل ومن بعد

 

د/ بوعلام العربي بوعمران

جامعة خميس مليانة الجزائر