تفصيل

  • الصفحات : 523 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2021،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-086-2.

تصدير / الدكتور  عبد الحليم بن محمد الهادي قابة

الأستاذ بجامعة الجزائر سابقاوبجامعة أم القرى بمكة المكرمة حاليا

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد فإن الله ميّز بين العلوم في الفضل والتعلق وشِدّة الحاجة إليها وعظيمِ أثرها، كما ميّز بين الناس؛ فجعلهم متفاوتي القدرات والاهتمامات والنفع والعطاء والأثر، كما فضّل بين الرسل، وما أدراك ما الرسل؟!﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾[البقرة/ 253].
ولعل أفضل العلوم – عند التجرّد من اعتبار المتغيّرات – هو علمُ التفسير؛ لتعلّقه بأفضل كلام، وهو كلام الله تعالى؛ ولخدمته المباشرة للهدف من نزول هذا الكلام، وهو التدبر والعمل، ولا يخفى على المختصين أنّ التفسير أنواعٌ، وأنّ من أهم أنواعه ما اصطُلِح عليه بالتفسير الموضوعي، الذي من أهم أنواعه ما يتعلق بدراسة موضوع في القرآن كله، بخلاف دراسة مصطلح أو موضوع في سورة واحدة.

ثم إن الناس يتفاوتون تفاوتا عظيما من ناحية التزوّد والعطاء والأثر والقبول في الأرض، ولعل الشيخ محمد عبد الله دراز من خلاصة الخلاصة الذين عاشوا في عصرنا،وأخذوا العلم من منابعه الصافية، واطلعوا على علوم العصر وعايشوا الأمم على اختلافهم وتباينهم، وخدموا هذا الدين خدمة المجدّدين، وأسهموا بقسط وافر في نفع المسلمين وتوعيتهم، وتصحيح مسارهم، وبُسط له القبول فنفع الله به خلقا كثيرا.

إذا تقرر هذا، فإن انشغال الإنسان بالبحث في ميدان من أفضل الميادين، وتخصُّصُه في تخصّص من أحسن التخصّصات، مكرمةٌ كبيرة، وتوفيقٌ رباني عظيم، ورشدٌ منه في السير إلى تحقيق المعالي في الطريق الأقرب والأسلم والأضمن.

وكذا اختيار الإنسان لشخصية متميّزة، لها إضافاتها الواضحة، وبصماتها الملموسة في العلم والتحقيق والتوعية، توفيقٌ ربانيٌّ آخر، ورشدٌ على رشد في مسار البحث والتحقيق.

وإن كلَّ ما ذكرتُه سابقا أُكرم به أخونا الباحث المفضال، الأستاذ محي الدين بن عمار، حفظه الله، فقد اختار الله له هذا التخصّص المبارك، وهذه الشخصيّة المتفرّدة، فانشغل بهما في بحثه الذي بين أيدينا، والموسوم ب “جهـود محمد عبدالله دراز في التفسيـر الموضـوعي (دراسـة وتحلـيل) ” والذي نال به درجة الدكتوراه بتقدير مشرف جدا، وقد كنتُ أحد المناقشِين الذين قرأوا الرسالة وأبدوا ملحوظات عليها استفاد منها الباحث إن شاء الله تعالى.

وإني أُقرّر بأن بحثه نافع جدا إن شاء الله لطلاب العلم عامة، وللباحثين في التفسير الموضوعي خاصةً، وللباحثين عن مناهج المبدعين في توظيف العلوم وعرضها وحسن الاستفادة منها بشكل أخص.

وإني لأرجو أن يكون هذا الكتاب النافع لبنة قيّمة في بناء صرح العلوم الخادمة للقرآن، والمعينة على رشد التعامل معه، وحسن الإسقاط لأحكامه وهداياته على واقعنا المعيش.

كما أرجو للباحث مزيدا من التوفيق في خدمة العلم والعلماء، وفي دعم جهود التجديد والمجددين، وللقارئ مزيدا من العلم والاستفادة والتأهّل للإفادة.

والله الموفق وهو يهدي السبيل

الدكتور عبد الحليم بن محمد الهادي قابة

الأستاذ بجامعة الجزائر سابقا

وبجامعة أم القرى بمكة المكرمة حاليا

مكة المكرمة في 13/ذو الحجة/1441ه

03/ جويلية/ 2020م