مقدمة:

تعد ّالبلاغة أشرف علوم العربية التي بها يعرف وجه إعجاز القرآن الكريم، وقد حظيت باهتمام كبير لدى الدارسين قديما وحديثا؛ فهي من العلوم الوسائل التي يهتدى بها في تفسير وفهم القرآن الكريم، وتحليل مختلف النصوص الشعرية والنثرية،وتذوق جمالياتها.

ومعلوم أن البلاغة بوصفها علما تواصليا؛ تهدف إلى الكشف عن مضامين النص وقيمه الفنية؛ إذ غدت تنافس المناهج الحديثة في التحليل؛ كتحليل الخطاب، الأسلوبية…

أشير إلى أن البلاغة العربية في علاقتها بالنص الأدبي عرفت  تطورات عبر مراحل تاريخية؛ انتقلت فيها من مرحلة الملاحظات الانطباعية إلى الذوقية ثم العلمية؛ لتنفتح في العصر الحديث على بلاغات جديدة قوامها:التركيز على البعد البنيوي أو الحجاجي أو الأسلوبي أو الوظيفي التداولي.

تضمنت هذه الدروس مهادا تاريخيا شمل تاريخ نشأة البلاغة العربية،وذلك بذكر المراحل التي مرت بها؛ بدءا من الالتفات إلى بعض خصوصيات الملفوظ، وصولا إلى التأليف البلاغي المستقل، ثم يليها بيان تطور مفهومها من الفنية إلى العلمية.

بعدها تطرقت إلى البلاغة وفق منظور حديث،وهو ما يعرف بالبلاغة الجديدة، باعتبارها نموذجا جديدا للبلاغة القديمة، وهذا بالتركيز على جوانب متعددة منها: البعد التداولي والوظيفي فيها الحجاج وقيمه، علاقتها بتحليل الخطاب، ثم  الحديث عن الصورة  في المباحث البلاغية التي لها دور    إقناعي   و إمتاعي؛ لنصل في نهاية المطاف إلى عرض دراسات وأفكار حديثة في البلاغة العربية.

فكانت هذه  الدروس مزاوجة بين البلاغة القديمة والبلاغة الجديدة؛ أي: بين البلاغة في ثوبها القديم والحديث.

فأرجو أن يستفيد القارئ منها؛ والله ولي التوفيق.