تفصيل
- الصفحات : 128 صفحة،
- سنة الطباعة : 2023،
- الغلاف : غلاف مقوى ،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-461-7.
تعتبر الأسرة المتماسكة اللبنة الحيّة والقاعدة الصّلبة والمعيار الأساسي لنجاح الحضارة وازدهارها ولأجل ذلك أكّد الإسلام على بناء الأسرة المتينة وحظّ بالميثاق الغليظ، وذلك لما للزواج من أهداف ومقاصد تعود على الفرد والمجتمع بالفضل، لكن السّؤال الذي نحن بصدد تحليله وتفكيكه هو: هل كلّ عقد شرعيّ بين اثنين يسمّى ميثاقا غليظا؟ وهل هو المعيار الأوّل والأخير الذي يضمن نجاح الأسرة ويطيب عيشها ورغد استمرارها؟
بطبيعة الحال ومن خلال إحصائيات الطلاق المريعة التي باتت تشهدها المحاكم سنوياّ، ومن خلال التّدهور الحضاري الذي بتنا نشهده، فإنّي ارتأيت كمدرّبة ومستشارة بالعلاقات الزوجية والأسرية أن نقحم ونجسّد نظريات علم النّفس الأسري والنّظريات المفسّرة لاختيار شريك الحياة على أرض الواقع المعيش ونكسر صنم العادات والتقاليد، تلك النّظريات التي جاد بها علينا علم النّفس الأسري، وأن نعيد النّظر في بناء المعايير المجتمعية التي يبنى عليها الزواج، فعدا المعيار المادّي والعقد الشّرعيّ بمفهوميهما الضّيق لا نستطيع أن نؤسّس لأسرة سليمة صحّيا، وهما لمؤشّران غير كافيان لبناء أسرة إذ ما غاب التّأهيل النّفسي للزواج وبالتالي غياب هذا الشّرط المهم لمؤشّر ودليل كافي لضمور بوادر نجاح الزواج، كون التركيز ها هنا يكون على “استمرارية” الزواج وليس على “فكرة” الزواج التي تتقيّد لربما بالعقد والجانب المادّي الشكلي، وبالتالي هناك الكثير من المعايير التي يتغافل عنها المخطوبين عدا المعيار المادّي، كالمعيار الفكري والثقافي والاجتماعي، والمعيار الجسدي والعاطفي بمفهومه الصّحيح، وهي عوامل وأخرى أعمق منها يجب أن تأخذ بعين الاعتبار وتتشابك وتتداخل حتّى نقضي على الأمية الأسرية، فالزواج علم والتربية علم وعلم الأسرة فريضة يجب الأخذ به كفرائض الصّلاة وشروط الوضوء كما قال كما ورد على لسان الدكتور طارق الحبيب، وهو جملة مهارات وقوانين نفسية زوجية اشتغلت عليها وحاولت معالجتها في هذا الكتاب، وكلّ هذا لن يتحقّق إلاّ تحت مظلّة “التّأهيل للزواج” وهو ما اصطلحت عليه ب “رخصة الزواج”.